ضربة جديدة وجهتها وحدات من الجيش وقواتنا المسلحة الباسلة للمجموعات الإرهابية المسلحة في منطقة القلمون إيذانا بإعادة الأمن والاستقرار إلى كل بلدات القلمون إذ قطعت أوصال خطوط إمداد هذه المجموعات بالأسلحة والذخيرة والإرهابيين ما بين الحدود اللبنانية وأوكارها في المنطقة بعد أن أعادت الأمن والاستقرار إلى بلدة رأس المعرة.
وبلدة رأس المعرة التي لا تبعد عن الحدود اللبنانية سوى 30 كم هي آخر بلدة تفصل مدينة يبرود عن الحدود اللبنانية من الجهة الغربية وبدحر الإرهاب منها تم قطع شريان التواصل بين الإرهابيين وأوكارهم الخلفية على الحدود السورية اللبنانية وطرق خطوط الإمداد ما بين شمال يبرود وجنوبها أي بين فليطة والجبة والصرخة وصولاً إلى عسال الورد ومنها إلى رنكوس التي يوجد فيها العديد من المجموعات الإرهابية التكفيرية والمرتزقة من جنسيات عربية وأجنبية.
وتحسم رأس المعرة بعودتها إلى حضن الوطن الجزء المتبقي من معركة القلمون التي شارفت على نهايتها وفق ما قاله قائد ميداني لمراسلة سانا الميدانية بعد “الإنجاز الكبير لقواتنا الباسلة في يبرود التي راهن عليها إرهابيو مشيخات الخليج والعثمانيون الجدد وقوى استعمارية” حيث كانت هزيمتهم المرة التي أذاقهم إياها جيشنا البطل في عملية خاطفة أفقدتهم صوابهم وما تلى ذلك من إعادة الأمن و الاستقرار إلى بلدة رأس المعرة.
وكأهل بلدات القلمون جميعاً خرج أهالي رأس المعرة لاستقبال الجيش العربي السوري الذي أسدل الستار بتضحيات جنوده واستبسالهم على فصل رهيب مما ارتكبته هذه المجموعات الإرهابية بحق أهل البلدة من اعتداءات وقتل وخطف ونهب دفع معظم أهلها الذين يصل عددهم إلى نحو 20 ألفاً إلى مغادرتها فيما بقي العديد منهم تحت وطأة إرهاب وخوف يصعب نسيانه.
ويروي أحد أهالي البلدة الناجين من إرهاب هذه المجموعات التكفيرية /نمر نوح/ معاناته وأهالي بلدته من الجرائم التي ارتكبت بحقهم ويقول ..”كانت البلدة تعيش حياة طبيعية مستقرة إلى أن دخلتها هذه المجموعات التي كان معظم أفرادها من الغرباء الذين تم استجلابهم من أنحاء شتى من العالم …تونسيون وسعوديون وشيشانيون وجنسيات أخرى لا نعرفها بإسناد من قلة غرر بهم بالمال وتورطوا بجرائمهم” مضيفاً ..”أشاعوا الرعب بين الأهالي ودفعوا الكثيرين إلى ترك البلدة بهدف نهبها وخربوا مؤسسات الدولة…كانوا يقتحمون المنازل ويشحنون محتوياتها وأثاثها في سيارات علنا باتجاه الحدود اللبنانية”.
ويشرح نوح..”كان علينا أن نتحلى بالشجاعة والأمل الكبير بأن جيشنا البطل سينقذنا من شرورهم…على رغم أنني تعرضت للخطف لكنني آثرت البقاء مع عائلتي لأننا كنا على يقين بأننا سنعيش لحظة الأمن والاستقرار التي ستعم أرجاء القلمون بفضل تضحيات الجيش”.
ويصف أبو صالح بلغته البسيطة المعبرة شعوره بدخول الجيش البلدة “لقد ردت إلينا الروح…فالإرهابيون الذين سلبوا قوت الأهالي من طعام وخبز لم يكن الشيء الوحيد الذي نخشاه …أريد لأولادي أن يتعلموا ويبنوا مستقبلهم بالعلم بعيداً عن هؤلاء” وهو حال الكثيرين الذين خافوا على مستقبل أبنائهم من هؤلاء التكفيريين الظلاميين.
ويؤكد أبو صالح أن من غادر البلدة يتشوق للعودة إليها “يتصلون بنا من دمشق والبلدات المجاورة التي لجؤوا إليها يسالون متى يمكنهم المجيء”.
رغم الآلام التي زرعها الإرهابيون في قلب أم وليد لكنها خرجت مع جاراتها وقريباتها إلى الساحة الصغيرة التي تتوسط البلدة يرفعن علم الوطن ويستقبلن رجال الجيش بالزغاريد والدعاء لهم وللوطن وتتساءل أم وليد بصوت مبحوح ملتاع وهي تحكي قصة خطف اثنين من أبنائها وحفيد صغير السن في المدرسة “ما الذي يريدونه منا” وتقول “نجا أحد أبنائي من إجرامهم لكنه لا يستطيع الحركة مما لاقاه من تعذيب على أيدي القتلة وابني الثاني الذي كان يعمل في تأمين المياه لأهالي الضيعة على دراجته الخاصة وحفيدي لا اعلم عنهما شيئا”.
أما فاطمة فوازة التي خطف الإرهابيون زوجها أمام طفليها صباح عيد الأم فقدمت برفقتهما إلى الساحة لملاقاة رجال الجيش وتقول وهي كلها ثقة بالمستقبل “لن نخاف بعد اليوم فجيشنا سيحمينا ولن يتجرأ هؤلاء القتلة على العودة مجدداً” وتتذكر بأسى كيف اقتحم الإرهابيون المنزل يوم عيد الأم واخذوا زوجها مهددين بقتله ولم يكتفوا بذلك “فأحدهم مسك الصغيرة بيدها ورماها أرضا ومنذ ذلك اليوم وهي تعيش بحالة من الخوف”.
غالى الإرهابيون في إجرامهم فمن القتل إلى الخطف الذي مارسوه لسلب الناس كل ما يملكون دون رادع من أخلاق أو دين أو قيم ويشير سليم حيدر أب لأربع بنات وشابين انه بعد انكسار الإرهابيين وهزيمتهم في يبرود لجا من استطاع الفرار من قبضة الجيش إلى البلدة وبعد أن قتلوا العديد من أبنائها وهجروا معظم أهلها درجوا على الخطف مقابل فدية مالية كبيرة تفوق قدرة الناس الذين يعملون طول يومهم لتأمين عيشهم “قتلوا مختار البلدة وأربعة شباب آخرين وأهلهم لم يستطيعوا تأمين الفدية… الديانات السماوية تحرم قتل الإنسان”.
ويتحدث الشاب حسين فارس الذي لازم جدته في الفترة الصعبة التي عاشتها البلدة بلهجة مفعمة بفرحة الانتصار “طالما جيشنا معنا فنحن بخير والوطن بخير” وتردد ذات الكلمات /مكية حمود الرفاعي/ التي لم تعد تخشى على أولادها أن تأخروا في العودة مساء من عملهم فحراس البلدة من رجال الجيش ساهرون مع سلاحهم… ومع فرحة أبناء رأس المعرة بدحر الإرهاب عن بلدتهم يزداد إيمان أبناء الشعب السوري بجيشهم وواجب الدفاع عن وطنهم ليكون لسان حالهم يقول “خلي السلاح صاحي …إن نامت الدنيا صحت مع سلاحي”.
إلى ذلك قطع الجيش السوري وقواتنا المسلحة الباسلة أخطر خطوط الإرهاب الواصل بين بلدة عرسال على الحدود اللبنانية ومنطقة القلمون بريف دمشق بإعادته الأمن والاستقرار إلى بلدة فليطة التي تحولت مع حرب الإرهاب على سورية إلى خزان للإرهابيين المرتزقة ومكانا لتجمع العديد من تنظيمات تكفيرية اتخذت من البلدة منصة للقيام باعتداءاتها الإرهابية على بلدات القلمون.
وتكمن أهمية فليطة أو المشرفة كما تسمى رسميا بأنها محاذية لجرود عرسال اللبنانية وهي تتصل بشبكة خطوط طرقية بمدن القلمون من قارة شمالا إلى النبك ويبرود وحتى عسال الورد جنوبا وبالقضاء على آخر فلول المجموعات الإرهابية فيها يكون الجيش أقفل بذلك نحو18 معبرا غير نظامي تصل القلمون بجرود عرسال وفق ما ذكر قائد ميداني لمراسلة سانا.
وأشار إلى أن فليطة كانت خط إمداد أساسيا بالإرهابيين المرتزقة والأسلحة والذخيرة من عرسال باتجاه الداخل السوري ولاسيما منطقة القلمون وكذلك السيارات المفخخة القادمة من بلدة عرسال اللبنانية أو بالعكس باتجاه الداخل اللبناني الذي كان الدور الأبرز في هذه الأعمال الإرهابية لمرتزقة من جنسيات عربية وأجنبية حيث تم القضاء على أعداد منهم وإلقاء القبض على آخرين بينما لاذ البعض بالفرار بالاتجاه المعاكس إلى عرسال كطريق إجباري بعد أن قضى الجيش على كل تجمعات الإرهابيين في المناطق المجاورة من يبرود ورأس العين ورأس المعرة.
وتحيط بفليطة جبال الكاف والأربعين والحصن والشهباء وشكلت سيطرة الجيش عليها كمرحلة أولية في عمليته العسكرية نقاط قوة له ليحكم الطوق على البلدة من ثلاث جهات قبل أن يلتف من الغرب من جهة الحدود اللبنانية ويجهز في أقل من 24 ساعة على كامل المجموعات الإرهابية وأوكارها في البلدة.
وتكشف عمليات تمشيط أولية كما قال القائد الميداني عن لجوء الإرهابيين إلى تفخيخ مداخل البلدة بالعبوات الناسفة مشيرا إلى العثور على ذخيرة وقذائف هاون فيما وجد أكثر من مشفى ميداني فيها كميات من الأدوية والمعدات الطبية التي نهبها الإرهابيون من المؤسسات والمشافي الصحية بالمنطقة إضافة إلى تخريب المؤسسات الخدمية حيث حول الإرهابيون مقر البلدية لوكر لخطف وتعذيب أبناء البلدة واستولوا على منازل الأهالي وحولوها إلى أوكار للتخطيط لأعمالهم الإرهابية ويودعون فيه ما نهبوه من مواد.
ويروي محمد مرعي إسحاق من أهالي فليطة كيف جاء الإرهابيون إلى البلدة واعتداءاتهم على أبنائها ويقول “معظم الإرهابيين جاؤوا من خلف الحدود اللبنانية وبدؤوا يعتدون على كل بلدات القلمون” مضيفا “أعداد كبيرة من الإرهابيين توجهوا إلى فليطة بعد أن أعاد الجيش الأمن إلى قارة والنبك وديرعطية ويبرود وتضييقه الخناق عليهم فلم يبق أمام من استطاع الفرار منهم إلا التوجه إلى بلدتنا”.
ويتابع “من بقي من رجال القرية حاول منع الإرهابيين من الدخول ولكننا لم نشعر بالأمان والراحة إلى أن دخل الجيش البلدة”.
وتقول زوجه مريم عاتكة كنا كالمساجين لا نستطيع مغادرة منازلنا من الخوف “حتى جاء الجيش وأنقذنا منهم وأعادنا إلى حياتنا الآمنة “بينما تشير خضرة إلى أن الإرهابيين بعد أن يئسوا من إخراجها من منزلها رغم كل أساليب الترويع والتخويف حاولوا تشويه صورة الجيش في نظرها وتقول “طلبوا مني أن أخلع مصاغي بحجة أن الجيش آت لقتلنا وسرقتنا” لكن خضرة كانت تدرك بكلامهم “أن ساعة نهايتهم اقتربت وأن جيش الوطن آت لإنقاذنا”.
(المصدر: وكالة سانا للأنباء بتاريخ 31/3/2014)