(العربية) روسيا تدعو مجلس الأمن لاجتماع يناقش جرائم الإرهابيين بكسب..

استنكرت روسيا بشدة الأعمال الوحشية التي ترتكبها المجموعات الإرهابية المسلحة في سورية مؤكدة “أن على مجلس الأمن الدولي مناقشة المجزرة التي استهدفت الأرمن في بلدة كسب بريف اللاذقية وإعطاء تقييم مبدئي لهذا الحدث”.

وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان لها أمس أورده موقع روسيا اليوم “إن موسكو تستنكر بحزم الأعمال الوحشية للمتطرفين في سورية” معربة عن “اعتقادها بأن مهمة تنسيق جهود الحكومة السورية والمعارضة من أجل القضاء على الإرهاب في البلاد وهزيمة المتطرفين وطردهم من أراضيها تكتسب في الظروف الراهنة أهمية خاصة”.

وأكدت الخارجية الروسية في بيانها أن جميع الذرائع الهادفة إلى تأجيل اتخاذ الخطوات العملية في هذا الاتجاه حتى تشكيل “جهة إدارية انتقالية في سورية” ناهيك عن محاولات تبرير جرائم الإرهابيين “مرفوضة بتاتا” لأن الأمر “لا يتحمل التأجيل”.

أما فيما يتعلق بشريط الفيديو المتداول على موقع التواصل الاجتماعي “يوتيوب” حول أحداث بلدة كسب قال بيان الخارجية الروسية.. “حتى إذا كان هذا الشريط لا يظهر إعدام الأرمن في كسب إنما مقتل جنود سوريين على يد المسلحين فذلك لا يجعل هذه الجريمة أقل وحشية”.

من جانبه دعا غينادي غاتيلوف نائب وزير الخارجية الروسي مجلس الأمن الدولي إلى عقد اجتماع طارئ لمناقشة الجرائم التي ارتكبتها المجموعات الإرهابية المسلحة بحق سكان مدينة كسب بريف اللاذقية قرب الحدود مع تركيا.

ونقل موقع روسيا اليوم عن غاتيلوف قوله في صفحته على موقع التواصل الاجتماعي تويتر أمس الأول “يجب إجراء تحقيق في حادث إطلاق النار على السكان الأرمن في مدينة كسب من قبل المسلحين ومن الضروري أن يناقش مجلس الأمن هذا الوضع بأسرع وقت ممكن”.

وكانت مجموعات إرهابية مسلحة اعتدت الأسبوع الماضي على مدينة كسب شمال اللاذقية بدعم وتغطية من حكومة أردوغان في تركيا التي سهلت دخول المسلحين إلى ريف اللاذقية الشمالي.

وفي اعتداء سافر يؤكد تورط أردوغان في دعم العصابات الإرهابية قام الجيش التركي بإسقاط طائرة حربية سورية إثناء ملاحقتها العصابات الإرهابية داخل الأراضي السورية في منطقة كسب وتمكن الطيار من القفز بالمظلة.

في هذه الأثناء أكد وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو استمرار دول غربية وخليجية بتقديم السلاح وغيره للمجموعات الإرهابية المسلحة في سورية مشيرا إلى أن الوضع في سورية “ما زال متوترا” جراء ذلك.

وقال وزير الدفاع الروسي في أعقاب اجتماع وزراء دفاع البلدان الأعضاء في منظمة شنغهاي للتعاون أمس في مدينة خوجاند بطاجكستان إن “مسلحين قاتلوا في ليبيا يتسللون إلى سورية وهم يقومون بدعم المعارضين في تونس والجزائر ومصر وسورية ما يشير إلى أن القضايا المعاصرة بما فيها مسائل تسوية النزاعات الداخلية لا توجد لها حلول عسكرية” ومؤكدا أنه ينبغي أن تشغل هذه القضايا الانتباه الدائم من قبل المؤسسات الدفاعية في منظمة شنغهاي للتعاون.

وأشار إلى وجود أصوات ما زالت تنادي باستخدام “القوة العسكرية ضد سورية” موضحا إن التدخل العسكري الخارجي في سورية “يهدد بنتائج كارثية على المنطقة برمتها” مذكرا بالنتائج السلبية للتدخل في ليبيا.

وقال شويغو.. إن “الوضع في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا يملي علينا التفكير بأهمية إبطال مفعول التحديات الناتجة في هذه المنطقة.. ينبغي علينا أن نلفت الاهتمام إلى تطور الوضع في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وتحديد أن أزمة حادة تستمر في هذه المناطق وإذا لم يعلن على تحييد هذه التحديات النابعة من هذه المنطقة فسوف تمس دولا أخرى محاذية لهذه المنطقة التي تشهد تقلبات عنيفة”.

وبين شويغو إن وزارة الدفاع الروسية تؤيد بشكل كامل مبادرة الجانب الصيني في تشكيل مركز مكافحة الإرهاب تابع لمنظمة شنغهاي للتعاون.

وبشان اجتماع وزراء بلدان منظمة شنغهاي قال شويغو.. “إن الهدف من تعاوننا هو تعزيز تدابير الثقة في المجالات العسكرية بتوطيد الاستقرار والأمن في العالم وفي المنطقة وبتحسين القدرات في مكافحة الإرهاب” مؤكدا أن التهديدات الأخطر للأمن في آسيا الصغرى تبقى كما كانت في “الإرهاب والحركات الانفصالية والتطرف والاتجار بالمخدرات وإنه يمكن استخدام القدرات الدفاعية لبلداننا في إبطال مفعول هذه التحديات والتهديدات”.

ولفت إلى أن المشاركين في الاجتماع وقعوا على بيان مشترك يعكس الاتفاقات التي توصلوا إليها بتعزيز التعاون المتبادل بين وزارات الدفاع للبلدان الأعضاء في المنظمة والمتخذة من قبل قادة بلدانهم في قمة بشكيك لمنظمة شنغهاي للتعاون.

وأشار شويغو إلى أنه جرى الاتفاق على القيام بتدريبات عسكرية إضافية في مسألة مكافحة الإرهاب في إطار “المهمة السلمية” التي ستتم على الأراضي الصينية في هذا العام وعلى الأولويات في التعاون المتبادل في إطار الخطط المعتمدة للفترة 2014-2015.

وبشان الأزمة الأوكرانية أكد وزير الدفاع الروسي أن التهديد الأكبر لأوكرانيا هو “الأزمة السياسية والاقتصادية الداخلية العميقة والتي لم تكن روسيا مصدرها” وقال.. إن “ألاعيب قيادة كييف مع النازيين الجدد وتوسيع نزعات الخوف من روسيا قد تتحول إلى مأساة ليس فقط بالنسبة لأوكرانيا ولكن أيضا لجميع أوروبا”.

وأشار إلى أن “وضعا مقلقا أخذا في التشكل الآن في المناطق الشرقية والجنوبية من أوكرانيا حيث يحاول القوميون قمع السكان الناطقين بالروسية بما في ذلك استخدام القوة” موضحا أن “سيناريو مشابها لما يسمى الربيع العربي قد تكشف في أوكرانيا التي إصابتها أزمة أثناء الأحداث التي أدت إلى الإطاحة برئيس البلاد في شباط الماضي وبعدها”.

                                                                                        (المصدر: وكالة سانا للأنباء بتاريخ 2/4/2014)