أكد برلمانيون وأكاديميون روس وأرمينيون أن المساندة والدعم العسكريين اللذين تقدمهما الحكومة التركية للمجموعات الإرهابية المسلحة في اعتداءاتها على الأرض السورية “الدولة الجارة لها يثير القلق من تصديرها الإرهاب إلى منطقة القوقاز والجنوب الروسي ويذكر بالأطماع العثمانية في سورية قبل مئة عام”.
وبهذا الصدد قال نائب رئيس لجنة الشؤون الدولية في المجلس الاتحادي الروسي فلاديمير جباروف في اجتماع طاولة مستديرة عبر دارة تلفزيونية بين العاصمة الروسية موسكو والعاصمة الأرمينية يريفان أمس إنه “يتوجب على المجتمع الدولي ومؤسساته الدولية أن يصحو من سباته ويدين هذه الجرائم التي يرتكبها المتطرفون والإرهابيون بحق سكان القرى والبلدات السورية”.
ودعا جباروف الدول الغربية والولايات المتحدة المهتمة بالأحداث الداخلية الأوكرانية للعمل على وضع حد للنهج التركي العدواني الداعم لمنظمات الإرهاب الدولي مثل “جبهة النصرة” وغيرها من التنظيمات التابعة للقاعدة الإرهابي.
بدوره قال عضو المجلس الوطني الأرميني هايك بابوخانيان إننا “نشاهد حاليا المعايير المزدوجة المتبعة لدى الغرب حيث تقوم تركيا بواسطة قواتها النظامية بدعم الاعتداءات الإجرامية للإرهابيين الدوليين وتقديم إسناد ناري لهم في هجومهم على القرى في شمال غرب سورية وقتل وتشريد سكانها من مختلف الأديان والأعراق إلا أن الدول الغربية تلتزم الصمت تجاه ذلك ولكنها تثير الضجة حول روسيا متهمة إياها بالأحداث الداخلية في أوكرانيا”.
إلى ذلك أعرب المشاركون في النقاش عن القلق من الصمت الذي تبديه الدول الغربية تجاه ممارسات تركيا العدوانية التي تذكر “بالمذابح العثمانية للأقليات الدينية والقومية في المنطقة قبل مئة عام وبالأطماع التركية في الأراضي السورية حيث اغتصبت لواء اسكندرون في الثلاثينيات من القرن الماضي وتحاول إلحاق أراض سورية أخرى بها في هذا القرن”.
وأشار المشاركون في اجتماع الطاولة المستديرة إلى أن حكومة أردوغان التي تعتبر وريث الحكم العثماني وتستند إلى نظرية العثمانيين الجدد في إعادة أمجاد أجدادهم تعمل على إخلاء منطقة الشرق الأوسط من الأقليات الدينية الأخرى.
وأوضح المشاركون أن السياسة الفاشية التي تنتهجها تركيا يجري تنفيذها أمام صمت بارد من قبل مؤسسات المجتمع الدولي “وتعيدنا إلى القرون الوسطى ولا أحد في الغرب ينتبه إلى ذلك بل إن كل انتباه الدول الأطلسية موجه حاليا نحو القرم والأحداث الداخلية في أوكرانيا”.
وأكد المشاركون أن الحملة الإرهابية الموجهة ضد سورية الدولة التي كانت مثالا للتعايش والإلفة بين ممثلي مختلف الأطياف الدينية والعرقية هي “موجهة كذلك ضد الأقليات فيها ولن تقف عند الحدود السورية بل ستمتد إلى دول الجوار حتما من أجل إخلاء المنطقة وتسليمها للمتطرفين التكفيريين المدعومين من قطر والسعودية وكذلك تركيا الساعية إلى تأسيس الدولة العثمانية مستغلة الدين في ذلك ما يعزز موقف المتطرفين والتكفيريين في الإطاحة بالدولة السورية وتشريد شعبها”.
وأشار المشاركون في الاجتماع إلى أهمية وضرورة تقديم الدعم الكامل “بما فيه التقني العسكري لسورية لتتمكن من القضاء على آفة الإرهاب الدولي الذي يهدد أمن واستقرار بلدان رابطة الدول المستقلة وشمال القوقاز الروسي إذ أن تركيا أصبحت مأوى كبيرا لقواعد هذا الإرهاب الذي يتمدد شيئا فشيئا نحو الحدود الروسية”.
وفي سياق متصل أكد نائب رئيس لجنة الشؤون الدولية في المجلس الاتحادي الروسي في تصريح لمراسل سانا في موسكو أن “الأهم في المسألة السورية هو التمكن من تلافي العدوان العسكري المباشر من قبل الدول الأطلسية عليها”.
كما أعرب البرلمان الروسي عن أمله بأن يسود السلام في سورية “وأن يقف هدر الدماء وقتل المواطنين المدنيين وأن تعود سورية كما كانت خلال الأعوام الماضية بلدا يمتاز بحضارته وعراقته ومثالا للحياة المشتركة بين مكوناته المتنوعة”.
وفي تصريح مماثل قال المحلل السياسي والخبير في شؤون القوقاز أندريه أريشيف “إن الاعتداءات الإرهابية في منطقة كسب هي رد فعل مباشر على الانتصارات التي حققها الجيش العربي السوري في مناطق عدة وخصوصا في منطقة القلمون وعلى الحدود اللبنانية حيث تم القضاء على المجموعات الإرهابية العديدة المنتشرة فيها”.
وأضاف أريشيف “إن رهان الدول العاملة على إطالة عمر الحرب على سورية لإضعاف قدراتها كان نذيرا بأن العدوان على سورية سيتم من هذا الاتجاه ودلت التوقعات على أن تركيا هي بالذات من سيقوم بتنفيذ هذا العدوان نظرا لمخططاتها بنشر هيمنتها بأي طرق كانت على المناطق الشمالية من سورية”.
وأكد أريشيف أن روسيا ستواصل تقديم الدعم لسورية ولشعبها بالرغم من الصعوبات الناجمة عن الوضع المترتب في القرم والآن في المناطق الشرقية والجنوبية الشرقية في أوكرانيا حيث “لا بد من اتخاذ إجراءات قد تكون صعبة جدا ولكن بالرغم من كل ذلك فإن روسيا مصممة على متابعة دعمها لسورية وشعبها” مشيرا إلى الدور السلبي الذي يلعبه مجلس الأمن الدولي والدول الغربية في الأحداث السورية.
وشدد الخبير الروسي على ضرورة تقديم المساعدات التقنية العسكرية لسورية لأنها تقوم بصد عدوان إرهابي موجه ضدها عمليا من الخارج كي تتمكن من ردع الإرهابيين ومكافحة الإرهاب الدولي وفقا لما تنص عليه الشرائع والقرارات الدولية.
وأشار أريشيف إلى أن صمود سورية لمدة ثلاث سنوات في وجه الحرب الكونية ضدها يدل على قدرتها على تحقيق الانتصارات اللاحقة وعلى تطبيع الوضع في الداخل السوري والمباشرة بمهام إعادة المهجرين إلى ديارهم وإعمار ما دمرته يد الإرهاب الدولي في البلاد.
يذكر أن مجموعات إرهابية مسلحة بدأت عدوانا على كسب وقرى مجاورة لها في 21 آذار الماضي بدعم وتغطية من حكومة رجب طيب أردوغان التي سهلت دخول المسلحين إلى تلك المناطق ما أدى إلى نزوح المئات من عائلاتها وتدمير وحرق البيوت وأماكن العبادة فيها..
(المصدر: وكالة سانا للأنباء بتاريخ 9/4/2014)