بتاريخ 29 آذار 2014، وفي إطار الاجتماع المشترك الذي عقد في روسه (بلغاريا ) أعرب ممثلو الجاليتين الأرمنيتين في رومانيا و بلغاريا عن قلقهم العميق إزاء الهجمات التي قامت بها المجموعات الإسلامية المتطرفة بتاريخ 21 آذار العام الجاري على المدينة الأرمنية كسب السورية وعلى القرى المجاورة في سورية ، والتي على أثرها تعرض السكان الأرمن المحليين، لمرات عديدة في غضون قرن لاضطهاد جديد وعنف وترحيل. لقد ذكرت الأحداث في كسب المشاركين في الاجتماع بالإبادة الجماعية للأرمن في عام 1915، وخاصة لأن المهاجمين تسللوا إلى سورية قادمين من تركيا، عابرين دون عوائق النقاط الحدودية الواقعة تحت السيطرة التركية.
وبخصوص الأحداث في كسب اعتمد ممثلو الجاليتين الأرمنيتين في رومانيا و بلغاريا البيان التالي :
تدين الجاليتان الأرمنيتان في رومانيا و بلغاريا بشدة الهجمات على مدينة كسب الأرمنية الواقعة في سوريا والقرى المجاورة لها والتي شنها المتطرفون الإسلاميون القادمون من وراء الحدود التركية وغزو هذه المناطق وأدت هذه الأعمال إلى إرغام أكثر من 700 عائلة أرمنية إلى اللجوء نحو المنفى، وتم نهب ممتلكات الأقلية الأرمنية وتدمريها و إحراقها وتدنيس أماكن عبادتهم.
ومن الضروري تذكير المجتمع الدولي أنه في المائة سنة الأخيرة تعرض الأرمن في كسب للمرة الثالثة إلى المذبحة وإلى النفي القسري. ففي نيسان عام 1909، بعد غارات التشكيلات المسلحة التركية على كسب، والتي تلاها حرق المدينة، وجد الأرمن ملجأ لهم في اللاذقية. وخلال الإبادة الجماعية للأرمن عام 1915 تم دفع معظم الأرمن في كسب لمسيرة الموت باتجاه صحراء دير الزور. واليوم وعشية الذكرى السنوية المائة على الإبادة الجماعية للأرمن، وبعد التهجير القسري الثالث، وجد أرمن كسب، الذين حرموا من ممتلكاتهم وغدا مصيرهم غير معروف، ملاذاً لهم في اللاذقية مرة أخرى.
إننا ندعو المجتمع الدولي ومنظمة الأمم المتحدة و الهيئات المتخصصة بحماية حقوق الإنسان و قضايا الأقليات في جميع أنحاء العالم، ومجلس أوروبا، والاتحاد الأوروبي ، وجميع البلدان الديمقراطية في العالم وخاصة حكومتي رومانيا و بلغاريا لتدين بكل شدة أعمال العنف التي تمارسها المجموعات المتطرفة ضد الأقلية الأرمنية في سوريا، وإجراء تحقيق في ظروف مشاركة دولة أخرى في هذه الأعمال واتخاذ تدابير ملموسة لضمان أمن الأرمن في كسب وعودتهم سالمين إلى ديارهم .