ندد أبناء الجاليتين السورية والأرمينية في رومانيا خلال وقفة احتجاجية نظموها أمس أمام السفارة التركية في بوخارست بالإرهاب الذي تتعرض له سورية وخصوصا ما تعرضت له منطقة كسب والقرى المجاورة لها خلال الفترة الأخيرة من قبل المجموعات الإرهابية المسلحة المدعومة بشكل مباشر وسافر من حكومات دول عربية وأجنبية وفي مقدمتها حكومة رجب طيب أردوغان.
وعبر أبناء الجاليتين خلال الوقفة عن رفضهم القاطع واستنكارهم الشديد للجرائم الارهابية التي يرتكبها تنظيم القاعدة وفروعه في سورية.
ورفع المشاركون في الوقفة الأعلام السورية والأرمينية والرومانية واللافتات المنددة بالاعتداءات على الأراضي السورية ولاسيما منطقة كسب وما تعرضت له ممتلكات السكان ودور العبادة من نهب وانتهاك وعمليات القتل والتهجير والتنكيل بالأهالي.
وكان في مقدمة هذه الوقفة الاحتجاجية مطران الكنيسة الأرمنية في رومانيا داتيف عاغوبيان ومطران الكنيسة القبطية في رومانيا وعدد من رجال الدين المسيحي.
وفي نهاية الوقفة رفع المشاركون بيانا للسفير التركي في بوخارست باسم الرابطة الأرمنية الأوروبية للعدل والديمقراطية والكنيسة الأرمنية في رومانيا ورسالة إلى بطريرك الكنيسة الأرثوذكسية الرومانية البطريرك دانييل عبروا فيهما عن القلق العميق بشأن الأحداث التي تشهدها منطقة كسب والقرى المجاورة لها حيث قامت مجموعات إرهابية مسلحة مرتبطة بتنظيم القاعدة وبتغطية مباشرة من حكومة اردوغان باعتداءات على السكان فيها.
واعتبر المشاركون أن “التاريخ ومن خلال هذه الاعتداءات يعيد نفسه بعناد ووحشية حيث عانى السكان الأرمن في كسب من الاعتداءات التركية العثمانية عليها والتي بدأت في نيسان من عام 1909 عندما هاجمت القوات التركية المدينة ما دفع السكان إلى الهرب إلى الجبال والساحل السوري وحتى بعد حرق ونهب مدينة كسب واصلت هذه القوات اعتداءاتها على الأرمن ليتم وبمساعدة الفرنسيين اجبارهم على الهرب واللجوء إلى مدينة اللاذقية”.
وتابع المشاركون “إن هذه الأحداث التي تجري الآن تذكر أيضا بالأحداث المأساوية التي وقعت عام 1915 والتي تم فيها إعدام الآلاف من سكان كسب الأرمن وقتل آلاف آخرين منهم وهم في طريق هجرتهم القسرية نحو مدينة دير الزور والأردن” وقالوا إن “الأرمن اليوم يعيشون مجددا مأساة آبائهم في وقت يفترض في هذا القرن أن تطغى الحضارة والديمقراطية على الديكتاتورية والبربرية أيا كان نوعها” مضيفين أن “على حكومة اردوغان التي فتحت حدودها أمام المجموعات الارهابية أن تتحمل مسؤولية هذا العمل وأن تعمل على وقف الأعمال الوحشية التي ترتكبها هذه المجموعات ضد السكان الآمنين”.
وتساءل المشاركون “كيف يمكن لحكومة اردوغان أن تكون عضوا في حلف شمال الأطلسي ومرشحة للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي وعلى أراضيها تعمل مثل هذه المجموعات الارهابية المتطرفة وكذلك كيف عبرت هذه المجموعات الحدود التركية ثم يعود عناصرها ويتحركون بحرية في الأراضي التركية من دون أن يمسهم أحد لو لم تكن حكومة اردوغان تقدم لهم المساعدة”.
وشدد المشاركون في بيانهم ورسالتهم على أنه حان الوقت لتبتعد حكومة أردوغان عن ارتكاب المجازر التي قامت بها الدولة العثمانية لأن مواصلتها عدم الاعتراف بالمجازر التي ارتكبت عام 1915 بحق الأرمن وما تشهده مدينة كسب حاليا من اعتداءات هي وصمة عار في جبينها تفقدها مصداقيتها في رغبتها الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي.
ودعوا في رسالتهم للبطريرك دانييل إلى الوقوف في أيام المحنة هذه التي يعيشها الأرمن خصوصا والشعب السوري عموما إلى جانبهم في صلواته ودعائه.
يشار إلى أنه من المقرر أن تنظم الجاليتان السورية والأرمينية في رومانيا والجبهة الأوروبية للتضامن مع سورية تجمعا تضامنيا مع سورية قيادة وجيشا وشعبا للتعبير عن وقوفهم إلى جانبها في وجه ما تتعرض له من حرب إرهابية بدعم وتمويل خارجي..