أكدت وزارة الخارجية والمغتربين في رسالتين متطابقتين وجهتهما أمس إلى الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس مجلس الأمن الدولي أن الدول الشريكة في التآمر على سورية وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا وتركيا والسعودية سعت منذ بداية الأزمة في سورية إلى خلق الذرائع من أجل تبرير الاستمرار بالعدوان عليها.. ويأتي في هذا السياق الحملة الظالمة التي قادتها تلك الدول عندما اتهمت الحكومة السورية باستخدام الأسلحة الكيميائية ضد أبناء شعبها في مجزرة الغوطة الشرقية بتاريخ 21-8-2013 التي راح ضحيتها العشرات من أبناء الشعب السوري.
وقالت الخارجية في رسالتيها التي تلقت سانا نسخة منهما إنه وبعد مضي اقل من عام على هذه الجريمة الإرهابية بدأت تتكشف الحقائق يوما بعد يوم حيث ظهر العديد من الدراسات والتقارير والأبحاث الموثقة التي أكدت تورط الإدارة الأمريكية وتركيا ودول أخرى بشكل مباشر وغير مباشر بهذه الجريمة البشعة وغيرها من الجرائم الأخرى التي حصلت في سورية ومنها مجزرة خان العسل بتاريخ 15-3-2013 ويأتي في هذا السياق ما كشف عنه الصحفي الأمريكي سيمور هيرش المعروف بعمله الاستقصائي في تحقيقه المطول في مجلة لندن ريفيو اوف بوكس منذ أيام بأن الحكومة التركية هي التي تقف وراء جريمة الغوطة الشرقية وجرائم أخرى مثل خان العسل وبأن الإدارة الأمريكية كانت على علم بهذه الجريمة ومتركبيها وتلاعبت بالأدلة التي تثبت أن من قام بهذه الجريمة هو جبهة النصرة التي تمثل أحد اذرع تنظيم القاعدة الإرهابي لتبرير عدوان أمريكي على سورية.. ويؤكد هيرش أن لديه وثائق تثبت صحة المعلومات التي نشرها.. وجاء الكاتب البريطاني المعروف روبرت فيسك ليؤكد في مقال له نشرته صحيفة الاندبندنت البريطانية يوم الجمعة 11-4-2014 ما توصل إليه هيرش من تورط تركيا وبعلم من الإدارة الأمريكية باستخدام جبهة النصرة للمواد السامة في الغوطة الشرقية.. ويؤكد الكاتب البريطاني باتريك كوكبيرن في مقال له نشرته صحيفة الاندبندنت اون صنداي البريطانية في عددها الصادر بتاريخ 13-4-2014 وكذلك ما نشره موقع فيتيرانز توداي الأمريكي منذ أيام النتائج التي توصل إليها هيرش وفيسك وخاصة لجهة تورط تركيا وأمريكا بدعم جبهة النصرة الإرهابية والتغطية على جرائمها في الغوطة الشرقية وغيرها من الأماكن الأخرى في سورية باستخدامها لغاز السارين ومواد سامة أخرى.. وتؤكد العديد من المقالات والدراسات الأخرى أيضا حقيقة التورط الأمريكي التركي بهذه الجرائم الإرهابية في سورية.
وأوضحت وزارة الخارجية والمغتربين أن محاولة التغطية على مثل هذه الجرائم الإرهابية ومرتكبيها وتوجيه الاتهامات إلى الحكومة السورية ومحاولة اختلاق وفبركة الذرائع سيؤدي بالضرورة إلى تشجيع المجموعات الإرهابية المسلحة على استخدام مثل هذه الأسلحة المحرمة دوليا مرة أخرى وارتكاب المزيد من هذه الجرائم الخطرة بحق أبناء الشعب السوري وشعوب المنطقة والعالم.. وقد تم تزويد مجلس الأمن والأمين العام للأمم المتحدة بمعلومات مهمة تبين نية المجموعات الإرهابية المسلحة استخدام المواد السامة في ريف دمشق وريف حماة ومناطق أخرى في سورية بهدف اتهام الحكومة السورية بارتكاب مثل هذه الجرائم البشعة.. كذلك أرسلت سورية قبل أيام وثيقة جديدة دامغة تظهر امتلاك تلك المجموعات الإرهابية لغاز الكلور السام ونيتها استخدامه في محافظة حلب ومناطق أخرى في سورية.
وأضافت الوزارة أن الجمهورية العربية السورية تحمل الإدارة الأمريكية والحكومة التركية وإسرائيل والسعودية والتنظيمات الإرهابية المسؤولية الكاملة عن الجرائم التي تمت سابقا باستخدام السلاح الكيميائي في سورية أو التي يمكن أن ترتكب بحق أبناء الشعب السوري بما في ذلك ما حصل مؤخرا في كفر زيتا.
واختتمت الوزارة رسالتيها بالقول.. إن “سورية إذ تضع هذه المعلومات أمام مجلس الأمن والمجتمع الدولي فإنها تطالبه بتحمل مسؤولياته طبقا لقرارات مجلس الأمن في مجال مكافحة الإرهاب وخاصة القرار 1373 لعام 2001 بكل مندرجاته والقرار 1267 لعام 1999 والقرار رقم 3314 /د/29/ لعام 1974 والقرار رقم 2625 /د/25/ لعام 1970 وكذلك متابعة هذه الدول المتورطة بارتكاب هذه الجرائم التي تم فيها استخدام المواد السامة وخاصة الولايات المتحدة الأمريكية وقطر والسعودية وتركيا وفرنسا ومطالبتها أيضا بالتوقف عن دعم المجموعات الإرهابية وما تقوم به من انتهاكات تهدد الأمن والسلم في سورية وفي المنطقة.. وفي هذا السياق تعيد سورية التأكيد على ضرورة إخلاء منطقة الشرق الأوسط من جميع أسلحة الدمار الشامل وكذلك تقيدها بالتزاماتها القانونية بموجب الاتفاقيات والبروتوكولات التي قامت بالتصديق عليها بما فيها اتفاقية حظر الأسلحة الكيميائية”…
(المصدر: وكالة سانا للأنباء بتاريخ 15/4/2014)