(العربية) هولاند يستفيق من سكرة دعم الإرهاب..

       أعلنت فرنسا أمس أنها بصدد تنفيذ خطة شاملة لمعالجة تدفق الإرهابيين الفرنسيين إلى سورية وذلك بعد ثلاث سنوات من تجاهل رسمي لظاهرة هجرة الإرهاب التي شجعتها السياسات الغربية وعلى رأسها الفرنسية عبر تجاهل الواقع وإطلاق تسميات وعناوين مزيفة على النشاط الإرهابي الدولي.

       وبينما كانت فرنسا تستقبل بحيرة صحفييها الأربعة المفرج عنهم بعد تسعة أشهر من الاختطاف قضوها في زنازين تنظيم “دولة الإسلام في العراق والشام ” الإرهابي التابع للقاعدة أفاق الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند من سكرة دعم الإرهاب وأكد أن إدارته عازمة على اتخاذ “جميع الإجراءات لردع ومنع ومعاقبة كل الذين يجذبهم الجهاد”.

       ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن هولاند قوله إن “فرنسا ستنشر ترسانة كاملة وتستخدم جميع التقنيات بما في ذلك الأمن الالكتروني”.

       وتأتي تصريحات هولاند قبل يوم واحد من موعد عرض وزير داخليته برنار كازانوف خطة بشأن الفرنسيين الذين ذهبوا إلى سورية للقتال في صفوف جماعات تسميها فرنسا “جهادية” من بينها جبهة النصرة وتنظيم دولة الإسلام في العراق والشام التابعان للقاعدة.

       وجاءت السياسات الغربية التي سمحت للشبكات المتطرفة بالعمل على تجنيد الإرهابيين للقتال في سورية بنتائج عكسية بعد أن فشلت هذه الجماعات في إسقاط الدولة السورية وباتت تفكر جديا بالعودة من حيث أتت مزودة بخبرات إرهابية جديدة اكتسبتها من بعضها وظهر جليا الخوف الأوروبي من عودة الإرهاب في الدعوات والتحذيرات التي أطلقتها وزارات الداخلية وأجهزة الأمن في فرنسا وبريطانيا وبلجيكا وألمانيا وغيرها من الدول الأوروبية حول الأخطار المحيطة بالأمن الأوروبي جراء عودة الإرهابيين من سورية.

       والغريب في اللغة الأوروبية أن نفس الأشخاص المتطرفين أطلق عليهم “ثوارا” عندما توجهوا إلى سورية بينما باتوا إرهابيين عندما فكروا بالعودة إلى بلدانهم التي أرسلتهم.

       وكان وزير الداخلية الفرنسي السابق مانويل فالس أكد نهاية العام الماضي أن المئات من الفرنسيين يتطوعون للقتال في سورية وحذر من المخاطر الأمنية التي قد يشكلها هؤلاء عند عودتهم إلى فرنسا.

       وهذه الاعترافات لم تقتصر على فرنسا بل إن معظم الدول الأوروبية أقرت بهذا الواقع كما أن المشكلة تحولت من المستوى السياسي إلى المستوى الاجتماعي إذ باتت الكثير من العائلات الفرنسية والبريطانية والألمانية تعاني من فقدان أبنائها الذين استغلت شبكات “جهادية” التسهيلات الغربية لتجنيدهم وإرسالهم إلى سورية ليتحولوا إلى مجرمين محترفين ولينضموا إلى الجماعات الإرهابية التي تقر بارتباطها التنظيمي والعقائدي بالقاعدة.

                                                                                       (المصدر: وكالة سانا للأنباء بتاريخ 23/4/2014)