أكد رئيس لجنة المصالحة الوطنية في مجلس الشعب ورئيس المبادرة الوطنية للأكراد السوريين عمر أوسي أن المصالحات الوطنية التي تجري حاليا في أكثر من منطقة توفر الكثير من الدماء وهي أحد مؤشرات انتهاء الأزمة في سورية وعامل مساعد على الخروج منها وخاصة بعد الانتصارات الاستراتيجية والتكتيكية التي يحققها الجيش العربي السوري في اكثر من منطقة على امتداد الوطن.
وفي حديث خاص لـ سانا قال أوسي إن لجنة المصالحة الوطنية في مجلس الشعب استطاعت منذ تأسيسها ان تنشط بشكل فاعل في مجال إنجاز الكثير من المصالحات الوطنية الهامة والإسهام بملفات الحوار الوطني والمخطوفين والمفقودين والموقوفين “فنجحت في بعض الاحيان وفشلت أحيانا أخرى” حيث تمكن أعضاء اللجنة من إجراء العديد من المصالحات الوطنية في ريف دمشق وتسوية أوضاع المئات ممن غرر بهم وعادوا للانخراط في المجتمع وممارسة حياتهم الطبيعية وتركوا بندقية الإرهاب وبدؤوا مرحلة الدفاع عن مناطقهم إلى جانب الجيش العربي السوري والقوات المسلحة.
لجنة المصالحة الوطنية في مجلس الشعب استطاعت إنجاز الكثير من المصالحات والإسهام بملفات الحوار الوطني والمخطوفين والمفقودين والموقوفين
وأضاف أن هذه المصالحات شملت مناطق “بيت سحم ويلدا وببيلا وبرزة والقابون والآن نحن بصدد إجراء بعض التسويات المماثلة في دوما بريف دمشق” لأهميتها الاستراتيجية ووقوعها بين سلسلة جبال القلمون والغوطة الشرقية واتخاذها ممرا آمنا لتنقل المسلحين بالاتجاهين مع مواد الدعم اللوجستي والذخائر والأسلحة والسيارات المفخخة مشيرا إلى أن اللجنة تنشط حاليا “لإجراء مصالحة وطنية شاملة في منطقة الزبداني بريف دمشق بعد ورود مؤشرات حول استعداد مئات المسلحين المغرر بهم لتسليم سلاحهم وتسوية أوضاعهم”.
وتابع أوسي أن اللجنة تمكنت أيضا من إجراء العديد من المصالحات الوطنية في مدينة حمص ومنطقتي تلكلخ والزارة بريف حمص وفي مدينة القامشلي حيث حاول بعض ضعاف النفوس بث روح الفرقة بين أبناء المنطقة لكن أبناء الشعب السوري أبدوا مناعتهم الوطنية في وجه تلك المحاولات وفوتوا الفرصة على أعداء الوطن إضافة إلى إجراء مصالحات أخرى في بعض مناطق ريف اللاذقية الشمالي وتنظيم ندوات فكرية توعوية فيها والإفراج عن الكثير من الموقوفين الذين لم تتلطخ ايديهم بالدماء، مشيرا إلى أن اللجنة وضعت أجندة عمل لزيارة المحافظات وتنشيط المصالحات الوطنية على امتداد الجغرافيا الوطنية السورية ابتداء بمدينة حلب ودير الزور والحسكة.
ندعو جميع من غرر بهم إلى ترك السلاح والعودة إلى حض الوطن والمساهمة في بنائه وإعماره من جديد
وقال: “نحن نعاني من بعض النصابين والمتسلقين على عنوان المصالحة الوطنية الذين يسيئون إلى هذا العنوان الوطني السوري بامتياز من خلال ابتزاز المواطنين واستغلال حاجاتهم الإنسانية لكن اللجنة تعمل بالتنسيق مع وزارة الدولة لشؤون المصالحة الوطنية على التصدي لهؤلاء الاشخاص واتخاذ الإجراءات المناسبة بحقهم”، داعيا جميع من غرر بهم إلى ترك السلاح والعودة إلى حض الوطن والمساهمة في بنائه وإعماره من جديد مؤكدا أن تسوية أوضاعهم لن تستغرق إلا بضع ساعات وهناك ضمانات من لجنة المصالحة الوطنية.
وأوضح أن اللجنة قامت بإرسال عدد من أعضائها إلى لبنان والأردن للوقوف على أحوال المواطنين السوريين المهجرين بفعل إرهاب المجموعات المسلحة ومتابعة أوضاعهم وتلمس احتياجاتهم إضافة إلى جهودها في مجال الإغاثة والعمل الإنساني داخل مراكز الإقامة المؤقتة.
ولفت أوسي إلى أهمية الانتخابات الرئاسية ودور مجلس الشعب في إنجاحها وخاصة أن دول الأعداء ستلجأ إلى التشويش على هذا الاستحقاق الوطني الهام من خلال تدفق المال السياسي وإفشال المصالحات الوطنية بين أبناء الشعب السوري وهو ما يحدث حاليا من اعتداءات إرهابية ممنهجة في مدينة حلب وريف اللاذقية داعيا الشعب السوري إلى تفويت الفرصة على الأعداء والإسهام بإنجاح انتخابات الرئاسة من خلال ممارسة المواطنين لحقهم في الترشح والانتخاب.
وأكد ضرورة عدم” التعويل كثيراً على مؤتمر جنيف لحل الأزمة في سورية” فالحل يجب أن يكون سوريا بامتياز عبر الحوار الوطني الشامل تحت سقف الوطن وبعيدا عن أي تدخلات خارجية ومن خلال المصالحات الوطنية بين أبناء الشعب السوري وبناء على البرنامج السياسي لحل الأزمة.
وأشار رئيس المبادرة الوطنية للأكراد السوريين إلى أن الفترة الأخيرة شهدت العديد من الإنجازات ذات البعد التاريخي على صعيد دمج المواطنين السوريين الأكراد في الحياة السياسية والثقافية والاجتماعية لسورية وفي جميع مؤسسات ومفاصل الدولة، لافتا إلى أن المبادرة وبالتنسيق مع جامعة دمشق تعمل حاليا على افتتاح قسم لتعليم اللغة الكردية وآدابها وهو إنجاز تاريخي سيحول دمشق إلى أول عاصمة في العالم تمنح درجة الإجازة في اللغة الكردية إضافة إلى تدريس هذه اللغة حاليا في المعهد العالي للغات.
ورأى أوسي أن حكومة حزب العدالة والتنمية في تركيا بقيادة “الإرهابي رجب طيب أردوغان” تحاول تكرار جرائم العثمانيين التي ارتكبت قبل نحو 100 عام بحق الشعب الأرمني من خلال اعتدائها الإرهابي الأخير على منطقة كسب بريف اللاذقية لتنخرط بذلك أكثر فأكثر في العدوان على سورية وشعبها، مؤكدا أن الجيش العربي السوري يعمل حاليا على إعادة الأمن والاستقرار إلى هذه المنطقة ولن يسمح لعملاء الناتو والصهيونية بتحقيق أهداف أسيادهم في هذا الوطن الغالي.
(المصدر: وكالة سانا للأنباء 25/4/2014)