أكد يوري زينين الباحث في جامعة العلاقات الدولية التابعة لوزارة الخارجية الروسية أن الحملة المعلنة التي يشنها الغرب ضد الانتخابات الرئاسية في سورية تعكس ازدواجية المعايير لدى الغرب.
وقال زينين في مقابلة مع مراسل سانا في موسكو “إن الغرب يتخذ موقفين متناقضين حيال الانتخابات فهو يدعم إجراء الانتخابات في أوكرانيا التي فر منها الرئيس تحت ضغط الانقلابيين ويقف ضد الحكومة في سورية التي دعت إلى المشاركة في انتخابات رئاسة الجمهورية حيث دعت كل من تتوفر فيه الشروط الدستورية إلى الترشح كما يجري في كل العالم المتمدن ما يدل على أن اعتراض الغرب على هذه الانتخابات هو مسيس لأن التاريخ حافل بالعديد من الحالات الانتخابية التي جرت في بلدان ديمقراطية في ظروف حروب مختلفة بما فيها الولايات المتحدة الأمريكية نفسها”.
وأضاف زينين “إن سورية دولة مستقلة ذات سيادة ولها رئيس منتخب بشكل شرعي من قبل الشعب السوري ولها الحق في أن تجري أي نوع من الانتخابات في أي وقت تراه ملائما لها والأهم في ذلك هو أن تجري هذه الانتخابات مع ضمان حرية كل ناخب في التعبير عن رأيه علما أن هذه الانتخابات سوف تجري على أساس التعددية الحزبية ولن يكون هناك مرشح وحيد فقط”.
وشدد زينين على أن الكلمة النهائية في الانتخابات الرئاسية في سورية تبقى للشعب السوري وهو الحكم الوحيد فيها مشيرا إلى أن السوريين واعون لمسؤولياتهم الوطنية وقادرون على إيجاد حل للازمة في بلادهم متمنيا النجاح للشعب السوري والمشاركة الحرة في الانتخابات القادمة.
واعتبر الباحث زينين أن الانتخابات شان داخلي وتخص الشعب السوري قبل غيره والأزمة في سورية مفتعلة ومدعومة من قبل القوى الخارجية.
وبخصوص أوكرانيا أوضح زينين أن القيادة الأوكرانية كانت غير كفوءة وغير قادرة على حماية الديمقراطية لذلك تمكن بعض المتطرفين في أوكرانيا من الإطاحة بالرئيس بالقوة ما اضطره إلى مغادرة البلاد تحت ضغط التهديد بالقضاء عليه لافتا إلى أن أبناء الشعب السوري لا يريدون أن تتكرر هذه الحالة لديهم.
من جهته أكد بوريس دولغوف كبير الباحثين في معهد الاستشراق التابع لأكاديمية العلوم الروسية أن إجراء الانتخابات الرئاسية في سورية هو خطوة مهمة وضرورة ملحة وتأتي في وقتها المناسب وخاصة أنها ستبرهن على التطور الديمقراطي اللاحق لسورية.
وشدد دولغوف في مقابلة مماثلة على أهمية إجراء الانتخابات الرئاسية التي سيشارك فيها مرشحون من اتجاهات سياسية مختلفة مشيرا إلى أن ذلك يؤكد مرة أخرى أن سورية تسير على طريق الديمقراطية ما يدحض رفض الغرب للانتخابات وادعاءاته بأنها ستكون غير شرعية.
وقال دولغوف “الانتخابات السورية ستجري على الأسس الديمقراطية للدستور الجديد وتأخذ بعين الاعتبار إقدام مجموعة كبيرة من الراغبين بالترشح بتقديم طلباتهم لخوض الانتخابات الرئاسية ومع ذلك فان الغرب يعتبرها غير شرعية لأنه ليس من مصلحته إجراء هذه الانتخابات والهدف الوحيد لديه هو الإطاحة بالحكومة السورية الحالية من أجل تقسيم سورية إلى دويلات عدة تعمل وفق ما يأمر به الغرب”.
ورأى دولغوف أن الحجج الغربية دليل على الموقف المزدوج للغرب تجاه الانتخابات في سورية ونظيرتها في أوكرانيا لافتا إلى أن الانتخابات الحالية في سورية هي الأولى بعد اعتماد الدستور الجديد في البلاد عام 2012 الذي جعل سورية دولة ذات بنية سياسية ديمقراطية صرفة لا تختلف إطلاقا عن البنى السياسية للدول الديمقراطية.
وأشار الباحث الروسي إلى أن معطيات معهد الاستشراق في موسكو تدل على أن ما يقارب 70 بالمئة من المواطنين السوريين يؤيدون القيادة الحالية للبلاد.
من جهة أخرى أشار دولغوف إلى الانتخابات الأوكرانية المزمع إجراؤها في شهر أيار المقبل تحت قيادة الحكومة والتي جاءت بها الأحداث المعروفة في ساحة ميدان في العاصمة الأوكرانية والتي اغتصبت السلطة بواسطة انقلاب مسلح ما أدى إلى وصول عناصر فاشية ترفضهم غالبية الشعب في أوكرانيا وخصوصا في شرق وجنوب البلاد إلى السلطة ورغم ذلك فان الغرب يرحب ويؤكد شرعية هذه الانتخابات في الوقت الذي يرفضها الجزء الأكبر من الأوكرانيين المناوئين للسلطة الفاشية والنازية في كييف..
(المصدر: وكالة سانا للأنباء بتاريخ 6/5/2014)