عبر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون عن “القلق من جهة الحل السياسي في سورية لغياب الحوار” دون أدنى إشارة لمن تسبب في عرقلة الحوار والتوصل إلى حل سياسي أو أي جرأة حتى على توجيه إدانة للإرهاب الذي يتعرض له الشعب السوري يومياً.
ورغم أن كي مون يدرك تماما من يقف وراء الإرهاب في سورية لكنه بدا لا حول له ولا قوة رغم توليه منصبا من أولى مهام أجهزته ومجالسه حفظ الأمن والسلم الدوليين ففضل التحدث بطريقة عامة تخلو من تسمية الأسماء بمسمياتها عندما قال في حديث خاص لقناة سكاي نيوز عربية “هناك بعض الأطراف الذين يؤمنون بالنصر السياسي ولكن الخيار العسكري غير مطروح… لقد شجعت روسيا والولايات المتحدة على الضغط على مختلف الأطراف للاجتماع في جنيف والتوصل إلى حل سياسي”.
وخلال اللقاء فشل كي مون في ارتداء قناع الحيادية إذ أردف بقوله “إن الحل السياسي سيبقى الحل الوحيد الممكن ولا بد من تطبيق بيان جنيف الذي تم التوصل إليه في حزيران عام 2012” بتبنيه موقف طرف لا يرى في جنيف إلا بنداً واحدا إذ أضاف إنه “لا بد من تشكيل هيئة حكم انتقالية تتمتع بالصلاحيات كافة للتعامل مع كل أوجه الأزمة في سورية” وهو ما لم ترفض الحكومة السورية مناقشته أبدا بل أكدت مرارا وتكرارا أنها مع مناقشة وتطبيق بيان جنيف كاملا بندا بندا.
وفي نفس السياق الانحيازي الواضح للمجموعات الإرهابية عبر كي مون عن “تفاؤله بشأن مسألة الأسلحة الكيميائية رغم بعض الصعوبات” وقال “إن المسألة تسير على ما يرام وإن استمر الوضع على حاله قد نتمكن من تحقيق الهدف بحلول الثلاثين من شهر حزيران المقبل وهذا سيتطلب دعماً كاملاً ومنسقاً من قبل الحكومة السورية”.
وكانت رئيسة البعثة المشتركة لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية والأمم المتحدة المكلفة الإشراف على نزع الأسلحة الكيميائية في سوية سيتريد كاغ أكدت في مؤتمر صحفي بدمشق في 27 من الشهر الماضي أن “الحكومة السورية تفي بالتزاماتها في إتلاف ونقل الأسلحة الكيميائية حيث بلغت نسبة إنجاز الاتفاقية 92 بالمئة”.
ومجددا اعتبر كي مون أن “القرار 2139 الذي اعتمده مجلس الأمن في الأمم المتحدة لم يكن مجدياً بما فيه الكفاية نتيجة الممارسات البيروقراطية للأطراف ومقاومتهم بما فيهم الحكومة السورية وبعض الأطراف من المعارضة” إذ في الوقت الذي تجاهل انتشار الارهاب وجرائم المجموعات الإرهابية المسلحة التي تعد السبب الأساسي في كل المشاكل الإنسانية التي يتعرض لها الشعب السوري ومنعها لأي عمل إغاثي وخاصة في المناطق التي تحتجز أهلها كدروع بشرية… تجاهل أيضا كل الجهود التي تقوم بها الحكومة السورية.
ويظهر كي مون انحيازا واضحا وغير مبرر إلى جانب المحور الذي يشن حربا إرهابية على الشعب السوري إذ بدا في تصريحات أدلى بها قبل أيام لقناة العربية السعودية وكأنه أمير في الأسرة الحاكمة بالرياض أو عضو في “ائتلاف الدوحة” فاتخذ موقفا سياسيا يقوم على المغالطة في طرح الأمور والمسائل المتعلقة بالأزمة في سورية بعكس ما يفترضه منصبه بأن يكون على مسافة واحدة من الجميع وأن يلتزم بميثاق الأمم المتحدة وقواعد القانون الدولي.
(المصدر: وكالة سانا للأنباء بتاريخ 6/5/2014)