رغم المسافات التي تفصلهم عن أرض الوطن يبقى الانتماء متأصلاً ومتجذرا بقلب شباب سورية في دول الاغتراب.. انتماء يدفعهم للتمسك بهويتهم وحضارتهم وإرثهم السوري العظيم ويحثهم للبحث والعمل ليدافعوا عن بلدهم من مواقعهم بكل ما أتيح لهم من إمكانات.
آنا مسعد الشابة السورية المقيمة حالياً في العاصمة الإسبانية مدريد تحاول بإصرار ايصال الصورة الحقيقية عن الأحداث في سورية للمجتمع الإسباني من خلال الندوات والمناقشات والحوارات المفتوحة حتى وصل بها المطاف للقاء الملكة صوفيا ملكة إسبانيا الحالية وتقديم كتاب لها عن حضارة سورية العريقة وتراثها العظيم.
وفي لقاء خاص لنشرة سانا الشبابية حدثتنا آنا عن لقائها بملكة إسبانيا قائلة “توجهت إلى ملتقى بازار خيري يقام كل عام في إسبانيا لجميع السفارات في دول العالم للتعريف بحضارات تلك البلدان إلا أن سورية لم تشارك هذا العام بسبب الحرب الكونية التي تتعرض لها وكنت على علم بأن ملكة إسبانيا ستزور البازار كونها الراعية الفخرية له”.
وتابعت “وقفت منتظرة قدوم الملكة قبل قسم السفارات العربية تحديداً وقلت لها “إنني من سورية وأن بلدي غير مشارك بالبازار هذا العام على الرغم من أن الحضارة بأسرها انطلقت من أرضيه وبقيت وستبقى دائماً في بلدي واسمحي لي أن ألقي السلام عليك باللغة الآرامية لغة السيد المسيح فأجابتني بدهشة بالآرامية فأجبتها أجل أنا من معلولا السورية البلد الوحيد الذي مازال يتكلم اللغة الآرامية بسبب تمسكنا بحضارتنا وإرثنا فسألتني الملكة هل صحيح بأن الإرهابيين دمروا معلولا بشكل كبير وأن الجيش العربي السوري استعادها فأجبتها نعم فردت علي قائلة لا يجب أن نقلق على سورية فأبناؤها سيعيدون بناءها”.
وقدمت آنا للملكة الإسبانية كتاباً يتحدث عن سورية وعن مدينة معلولا بشكل خاص وعن اللغة الآرامية وحفاظ أبناء سورية عليها واستمرارهم بالتكلم بها حتى الآن وقامت الملكة بعدها بشرح لقائي بها للوفد المرافق لها وأرسلت تحياتها لمعلولا.
وأوضحت آنا أن الدفاع عن سورية وتصحيح التشويه المتعمد لصورتها هو ما دفعها لتقديم الكتاب للملكة وذلك تزامنا مع انتصارات الجيش العربي السوري البطل في معلولا ولتقول للعالم أجمع أن “سورية لا تزال متمسكة بحضارتها التي لا يمكن أن تمحى رغم كل التغييب والتشويه”.
وأشارت آنا إلى تأثير وسائل الإعلام الغربية المغرضة على الرأي العام الإسباني حول حقيقة ما يجري في سورية وقالت “إنها حاولت من خلال الندوات واللقاءات فضح كذب وتلفيقات وسائل الإعلام المغرضة واستطاعت تغيير رأي الكثير ممن حضروها وخاصة أن العديد منهم زار سورية من قبل واطلع على حضارتها”.
وكان لـ آنا العديد من المحاولات للتواصل مع صحف إسبانية مشهورة مثل الموندو و اه بيه ثيه لنشر مقالات تبين حقيقة ما يجري في سورية وكان رد هذه الصحف لـ آنا حسب قولها “إن نشر أي مقال يتحدث بصفة إيجابية عن سورية يعد أمرا مرفوضاً والعكس صحيح”.
وكشفت آنا أنها تسعى حاليا بالتعاون مع مركز البحوث والدراسات في الشرق الأوسط أورينس لتجميع أكبر عدد من الفنانين والنحاتين المتطوعين من كل دول العالم لترميم الآثار السورية المتضررة بفعل العصابات الإرهابية التكفيرية.
وحال آنا مسعد كحال شباب كثر في دول الاغتراب تربوا على الانتماء وحفظ التراث ونشره وحملوا راية الدفاع عن وطنهم أمام العالم…
(المصدر: وكالة سانا للأنباء بتاريخ 7/5/2014)