أكد أعضاء في المجلس الاجتماعي الروسي وباحثون اجتماعيون وسياسيون وصحفيون من أوكرانيا أن الدول الغربية والولايات المتحدة الأمريكية تتخذ مواقف مزدوجة ومسيسة إزاء إجراء الانتخابات في كل من سورية وأوكرانيا بحيث تصبغ الشرعية على الانتخابات التي سيجريها من اغتصب السلطة في أوكرانيا بانقلاب مسلح بينما ترفض الاعتراف بانتخابات قانونية تجريها حكومة شرعية في سورية.
واعتبر أعضاء المجلس والباحثون في مؤتمر صحفي عقدوه في موسكو أمس أن الفئة التي استولت على السلطة في كييف هي “طغمة فاشية” تريد فرض نظام عنصري في أوكرانيا بدعم وتأييد أمريكيين وتضامن غربي معها وكانت “المحرقة” التي ارتكبتها في أوديسا دليلا قاطعا على علاقة هذه الطغمة بالإرهاب الدولي.
وأشار المشاركون إلى أن “الطغمة الفاشية في كييف اتخذت خلال شهر آذار فقط جملة كبيرة من القوانين العنصرية لم تتمكن الحكومة الهتلرية في ألمانيا النازية من اتخاذها في فترة قصيرة كهذه ومن بينها القانون الخاص بإجراء الانتخابات في أوكرانيا بهدف الإسراع في الحصول على الشرعية”.
وفي مقابلة مع مراسل سانا في موسكو قال غيورغي فيودوروف نائب رئيس هيئة تنسيق المجلس الاجتماعي في روسيا الاتحادية “إن هناك تماثلا مباشرا بين ما جرى في سورية وما يجري الآن في أوكرانيا” مشيرا إلى أن الغرب أرسل إلى سورية المجموعات المسلحة ودربها ومدها بالمال والسلاح ودعمها لوجستيا وعلى المستوى الإعلامي وبالطريقة ذاتها تم تأسيس القطاع الأيمن للمتطرفين القوميين الأوكرانيين الذين تلقوا تدريباتهم في معسكرات تابعة لحلف شمال الأطلسي الناتو في القطعات العسكرية الأستونية حيث جرى تدريبهم على العمليات القتالية والتخريبية والحرب الإعلامية وعمليا على ممارسة الإرهاب ويجري الدفاع عنهم في المحافل الدولية.
وأعرب فيودوروف عن أسفه لأن ما يجري في أوكرانيا هو البداية وأن الأجهزة الأمنية الأمريكية تفعل كل شيء من أجل زج أوكرانيا في صراع داخلي لافتا إلى أن الغرب يتمسك دائما بالمعايير المزدوجة ولدى الولايات المتحدة إمكانية خلق كل الذرائع من أجل دعم “أزلامها” ضد أي قانون.
ولفت إلى أن “السيد الرئيس بشار الأسد رئيس شرعي يقوم بتنفيذ مهامه على الأسس القانونية والدستورية أما في أوكرانيا فإن تلك الطغمة المدعومة أمريكيا استولت على السلطة بانقلاب مسلح وأن الانتخابات التي ستجري في أوكرانيا لن تكون شرعية من كل وجهات النظر”.
ورأى فيودوروف أن المسؤولين في الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي يحاولون الإسراع بإجراء الانتخابات في أوكرانيا بهدف إضفاء الشرعية على هذه السلطة ولكن لا يمكن تغيير ذاكرة الشعوب برسم نتائج انتخابات معينة بل أن هذه الانتخابات ستزيد من حدة التوتر لأنها لا تأخذ بعين الاعتبار مصالح جميع المواطنين وستعمل على قسم أوكرانيا نظريا إلى شطرين ما سيكون له أثار كارثية على مستقبل هذا البلد.
بدوره قال دميتري غوبين أحد المشاركين من أوكرانيا في المؤتمر “إن ما يجري من فظائع في أوكرانيا هو ما لا يريد العالم الغربي الإعلان عنه وبهذا المعنى فان الوضع في سورية وأوكرانيا متشابه والأكثر فظاعة من ذلك هو أن الغربيين يطلقون تسمية الإرهابيين على الذين يقتلون ويسمون الإرهابيين الحقيقيين بأنهم مناضلون من أجل الديمقراطية كما هو الحال في سورية تماما” مشيرا إلى أن الوضع في البلدين متشابه من هذه الناحية في عيون الغرب و الصحافة الغربية.
من جهته شدد ليونيد إلديركين الباحث الأوكراني في الدراسات الاجتماعية على أن “جميع فصائل المقاومة وكل شعب جنوب شرق أوكرانيا لن يعترف بأي انتخابات تعلن عنها سلطات كييف التي تعتبر بالنسبة لنا طغمة متطرفة استولت على السلطة بواسطة انقلاب مسلح ممولة من قبل الأولغارشيا الأوكرانية والعالمية لذلك لن نعترف بهذه الانتخابات أبدا ولا بسلطتهم غير الإنسانية رغم كل العنف الموجه ضد الشعب في أوكرانيا”.
وقال الباحث الاجتماعي.. “إن الأمريكيين يستخدمون المعايير المزدوجة في كل مكان إذ أنهم يعلنون عن البعض بأنهم مناضلون من أجل الحرية بينما يتهمون الآخرين بأنهم إرهابيون في حين أن العكس تماما هو الصحيح فإن هذه المعايير المزدوجة المستخدمة من قبل الأنظمة المعادية للشعوب نراها اليوم تطبق في أوكرانيا أيضا كما جرى ويجري تطبيقها في سورية حيث يطبق نفس ذلك السيناريو اليوم للأسف في أوكرانيا”.
وأوضح إلديركين أن الأوكرانيين أعربوا سابقا عن تضامنهم مع نضال الشعب السوري ضد القوى التي لم تكن مفهومة بالنسبة لهم آنذاك وأتضح جوهرها اليوم في أوكرانيا و لم يكن يتوقع أحد أن المأساة السورية ستدخل بيوت الأوكرانيين لذلك يقف الأوكرانيين اليوم في خندق واحد وعلى جبهة واحدة مع الشعب السوري.
وأكد إلديركين أن قتلة السوريين هم ذاتهم في أوكرانيا ممولين من قبل مركز واحد و هم إرهابيون مجردون من أي إنسانية معربا عن ثقته بان النصر على “الوباء الفاشي” سيكون حليف الشعب الأوكراني وسينتصر هذا الشعب كما حقق الشعب السوري انتصاره.
(المصدر: وكالة سانا للأنباء بتاريخ 8/5/2014)