بتوجيه من السيد الرئيس بشار الأسد تفقد رئيس مجلس الوزراء الدكتور وائل الحلقي أمس أداء القطاعات الخدمية والاقتصادية والإدارية في محافظة حمص ورشات الصيانة في حمص القديمة وخصصها بمبلغ 5ر6 مليارات ليرة للنهوض بواقع القطاعات الخدمية والتنموية وتأمين مستلزمات خطط الاستجابة الإسعافية فيها.
وشدد الدكتور الحلقي على أن الحكومة ستعمل على إعادة تأهيل كل ما خربته المجموعات الإرهابية المسلحة ولا سيما البني التحتية من أجل توفير بيئة مناسبة لعودة الأهالي إلى منازلهم وأعمالهم.
وجال رئيس الوزراء على المنشآت الصناعية والمعامل في المدينة الصناعية بحسياء وترأس اجتماعا في المدينة الصناعية قدم خلاله مدير المدينة الصناعية عرضا عن واقع الاستثمار والإنتاج فيها مبينا أن المدينة تضم 179 معملا تنتج المواد الغذائية والنسيجية والكيميائية والهندسية ويستثمر فيها أكثر من 600 مستثمر وتوفر أكثر من 30 ألف فرصة عمل وتشهد منذ الربع الثاني من هذا العام إقبالا كبيرا من رجال الأعمال والمستثمرين لإقامة مشاريع استثمارية وتنموية في المدينة الصناعية.
وتفقد الدكتور الحلقي مراحل بناء مراكز الإقامة المؤقتة بالقرب من المدينة الصناعية حيث بوشر ببناء 800 شقة سكنية توفر إقامة مؤقتة لأكثر من 4000 نسمة إلى جانب مركز صحي ومدارس وخدمات متكاملة مشيرا إلى أن هذه الشقق ستكون جاهزة للتسليم مع بداية العام الدراسي القادم.
وفي مبنى المحافظة ترأس الدكتور الحلقي أيضا اجتماع عمل واستمع إلى واقع أداء القطاعات كافة في المحافظة واطلع على الدراسات التخطيطية والتنظيمية لأحياء حمص المدمرة من أجل إعادة إعمارها. وجال الدكتور الحلقي في وسط المدينة واطلع على حجم التخريب والدمار الذي لحق ببعض المؤسسات الحكومية ومنازل المواطنين موجها الجهات العامة بالمباشرة فورا في إعادة تأهيل تدريجي لهذه القطاعات.
كما اطلع على حجم الدمار الذي ألحقته المجموعات الإرهابية بالأماكن الدينية الإسلامية والمسيحية حيث زار مطرانية السريان الكاثوليك وجامع خالد بن الوليد وقبر الصحابي الجليل خالد بن الوليد.
وطلب رئيس الوزراء إعادة ترميم المسجد والكنيسة بما يتواءم مع الطبيعة المعمارية والتاريخية للموقعين.
وبرعاية الرئيس الأسد افتتح الدكتور وائل الحلقي ساحة الشهداء في وسط مدينة حمص ورفع علم الوطن فيها وشاهد عروضا فنية فلكلورية تنم عن الوحدة الوطنية التي يعيشها أبناء الشعب السوري وإصراره على إنجاح مسيرة المصالحات الوطنية وإعادة عجلة البناء والإعمار.
وزار الدكتور الحلقي والوفد الحكومي المرافق المركز الرئيسي للجنة إدارة الكوارث التابع لمنظمة الهلال الأحمر العربي السوري كما زار مركز الإقامة المؤقتة في مدرسة ياسين فرجاني بحي كرم الشامي واطلع على واقع الخدمات الصحية والغذائية التي تقدم للمهجرين.
وتفقد الحلقي واقع العمل في مجمع الباسل التخصصي الطبي في حي كرم اللوز والخدمات الطبية المقدمة للمواطنين والمشفى الجامعي الخدمي العام المتنقل الذي يقدم الخدمات الطبية لمنطقة حي الشماس والمدينة الجامعية.
والتقى رئيس مجلس الوزراء الفعاليات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والروحية والنقابات المهنية والمنظمات الشعبية وفعاليات المجتمع المدني. وأوضح أن الحكومة ستقوم بمسح وتقييم للأضرار التي لحقت بالمؤسسات الحكومية من أجل إطلاق عملية إعادة التأهيل لافتا إلى أن الحكومة بدأت بتشكيل فريق هندسي وإداري وقانوني لتقيم حجم الأضرار التي لحقت بممتلكات المواطنين للتعويض عليهم.
وأكد أن الاستحقاق الدستوري لانتخابات رئاسة الجمهورية سيسير إلى مبتغاه كما أراده الشعب السوري مشددا على حرص الحكومة على دعم القطاعات الخدمية والتنموية في محافظة حمص كافة حيث خصصت ستة مليارات ليرة ونصف المليار، منوها بدور أهالي حمص في تعزيز ثقافة المصالحة الوطنية وتوسيع أفقها مؤكدا أن حمص منذ اليوم سوف تكون مثالا يحتذى للمحبة والتسامح.
وخلال مؤتمر صحفي أكد رئيس مجلس الوزراء أن الهدف من زيارة حمص إطلاق عملية الإعمار الإسعافية لتشمل كافة مناحي الحياة ولتصبح المحافظة بمناطقها وقراها ورشة عمل حقيقية على كافة الصعد ولتنطلق عملية الإنتاج في كافة القطاعات.
وأضاف أن الزيارة تهدف أيضا إلى تقييم الأضرار والتعويض على المواطنين من أجل مساعدتهم على إعادة الحياة لمنازلهم وقراهم وإعادة تأهيل كافة القطاعات الحكومية الخدمية والاقتصادية وإرساء قاعدة حقيقية لإطلاق مرحلة البناء والإعمار التي لن تكون إلا بالتشاركية بين جميع أبناء الوطن.
رافق الحلقي في جولته نائب رئيس مجلس الوزراء لشؤون الخدمات وزير الإدارة المحلية ووزراء الداخلية والكهرباء والموارد المائية والصناعة والأشغال العامة والشؤون الاجتماعية والمالية والإسكان والصحة والدولة لشؤون الاستثمار ومحافظ حمص وأمين فرع حزب البعث العربي الاشتراكي فيها.
بدوره اجتمع اللواء محمد الشعار وزير الداخلية مع ضباط وقادة الشرطة في المدينة وأكد على ضرورة قيام ضباط وعناصر الشرطة بدورهم في تعزيز الأمن والاستقرار في المناطق المحررة من دنس الإرهابيين المرتزقة إضافة لتنفيذ المهام الموكلة إليهم والحفاظ على ممتلكات المواطنين والتصدي للعابثين بالأمن.
وأشار اللواء الشعار إلى أهمية تعزيز ثقة الموطن بالدولة من خلال تأمين عودة المواطنين إلى منازلهم التي شردوا منها هربا من المجموعات الإرهابية المسلحة.
واطلع اللواء الشعار على ما قامت به قيادة الشرطة من استعدادات للعملية الانتخابية والاستحقاق الدستوري الهام الذي تمر به سورية مبينا أنه تم تأمين وصول المواطنين إلى صناديق الاقتراع بشكل آمن لممارسة حقهم الدستوري بالإدلاء بأصواتهم.
واستمع اللواء الشعار إلى متطلبات قادة الوحدات الشرطية ومستلزماتهم داعيا إياهم إلى تعزيز الانتماء الوطني وتحصين عناصر الشرطة والابتعاد عن الأنانية في العمل واعتماد مبدأ الكفاءة والعمل الجاد لتشكل حافزا للقيام بواجبهم الوطني…
(المصدر: وكالة سانا للأنباء بتاريخ 14/5/2014)