بحضور المديرة العامة لمنظمة الصحة العالمية تحدث وزير الصحة الدكتور سعد النايف أمس في اجتماعات الدورة السابعة والستين للجمعية العامة للمنظمة التي تعقد في جنيف عن الواقع الصحي في سورية خلال الحرب الكونية التي تشن على سورية منذ ما يزيد على ثلاث سنوات ونصف السنة مستهدفة كل شيء، وقد بيّن الدكتور النايف أن عدد الشهداء من القطاع الصحي تجاوز 200 شهيد من خيرة العاملين الصحيين منهم أحد عشر من الأطباء وطاقم التمريض ذبحوا مؤخراً بالسلاح الأبيض في أحد المشافي العامة في ريف دمشق على يد المجموعات الإرهابية المسلحة بمجزرة وحشية لم يسبق أن سجل نظير لها في التاريخ الحديث أو القديم.
كما أن عدد الجرحى من العاملين الصحيين وصل إلى 182 جريحاً في حين ما زال 38 من الكوادر الطبية قيد الاختطاف من قبل المجموعات الإرهابية وخروج 38 من أصل 124 مشفى عاماً من الخدمة، إضافة إلى تخريب 701 من أصل 1921 مركزاً صحياً، وأكثر من 450 سيارة إسعاف.
وأضاف: ومن جملة الأعمال التخريبية التي قامت بها المجموعات الإرهابية المسلحة القادمة من أكثر من 80 بلداً باعتراف العالم استهدافها لقطاع البيئة والإضرار بالمناخ وأذكر هنا احتلال هذه المجموعات وعبثها بآبار النفط ولاسيما في بعض المناطق الشرقية والشمالية الشرقية وتعمدها تكرير النفط بشكل بدائي وتشجيع الأطفال والمراهقين على الانخراط في هذه الأعمال المهددة للبيئة والصحة بشكل غير مسبوق، باعتبارها من العوامل المؤهبة للإصابة بالسرطانات والأمراض الصدرية والالتهابات الجلدية المعندة على العلاج نتيجة تلويث التربة والماء والهواء والغذاء في آن معاً.
داعياً المنظمات الدولية ولاسيما منظمة الصحة العالمية إلى رفع الصوت عالياً ضد هذه الممارسات المدمرة، ومؤكداً أن هناك بعض القوى الإقليمية تشجع هذه الممارسات عبر شراء النفط من هذه المجموعات مباشرة في خرق فاضح للقانون الدولي وهذا الأمر يرقى إلى مستوى الإيذاء المباشر بقطاع المناخ والبيئة وبالتالي الصحة في بلادي والعالم أجمع.
وأضاف النايف: لقد قدمت المؤسسات الصحية القائمة خلال العام الماضي ما يزيد على 45 مليون خدمة طبية من خلال المشافي والمراكز الصحية التي لا تزال تقدم خدماتها في أنحاء البلاد، منها أكثر من 15 مليوناً ونصف المليون خدمة في مجال الرعاية الصحية للأمهات والأطفال والمسنين ومرضى الأمراض المزمنة والسارية استفاد منها ما يزيد على 9 ملايين مواطن وهذا الحجم من الخدمات الصحية ليس من السهل القيام به حتى من قبل بعض الدول التي تعيش حالة الرخاء والأمن.
كما تم إطلاق ست حملات تلقيح شهرية منذ اكتشاف فيروس شلل الأطفال في سورية قبل نهاية العام الماضي والوافد إلينا من الخارج – وفقاً للتوثيق المخبري لمنظمة الصحة العالمية – بعد أن ظلت سورية خالية من مرض شلل الأطفال منذ العام 1995 وحتى ما قبل نهاية العام 2013.
وتمكنا في ختام الجولة التي جرت في نيسان الماضي من تحصين ما يقارب مليونين وثمانمئة ألف طفل دون الخامسة من العمر في كل المحافظات وذلك بشهادة منظمتي الصحة العالمية واليونيسيف في سورية وثمة أربع حملات تلقيح مختلفة أخرى ستنفذ هذا العام وفقاً لما تم الاتفاق عليه مع هاتين المنظمتين.
ودعا الدكتور النايف إلى ضرورة المساعدة في إعادة تأهيل المرافق الصحية المتضررة ووضعها في الخدمة مجدداً، وإلى رفع الحصار الاقتصادي الجائر والمخالف للقانون الدولي الذي فرض على سورية من قبل بعض الدول بشكل أحادي الجانب ما أثر سلباً على الواقع الصحي في بلادنا.
وتطرق النايف إلى الأوضاع الصحية للسكان السوريين في الجولان المحتل التي لا تزال بحالة متدهورة للغاية نتيجة للاحتلال الإسرائيلي وممارساته القمعية ابتداء من تعذر الحصول على العلاج للسوريين الذين رفضوا الهوية الإسرائيلية وإلى انعدام خدمات الرعاية الصحية الأولية والثانوية بسبب عدم توافر المراكز الصحية المتكاملة في الجولان السوري المحتل، كما استمرت (إسرائيل) في حرمان أهلنا في الجولان المحتل من الخدمات الصحية، وسارعت سلطات الاحتلال إلى توفير هذه الخدمات إلى المجموعات التكفيرية الإرهابية المسلحة التي تفر إلى أراضيها عبر الحدود ويسرت لها سبل العودة مجدداً إلى سورية لتعيث فساداً في استهداف المواطنين الآمنين والبنى التحتية الصحية والعاملين فيها في سابقة خطرة يتم فيها مجدداً خرق القانون الدولي تحت شعارات واهية.
(المصدر: صحيفة تشرين بتاريخ 22/5/2014)