لا يبدو أن كارثة منجم سوما ستمر بسلام، وكل يوم تفرز تداعيات جديدة تعمق أزمة رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان وحكومته اللذين اتهما بالمسؤولية المباشرة عن الكارثة التي فجّرت غضباً شعبياً عارماً لن تخبو جذوته قريباً حسب المؤشرات وتوقعات المراقبين.
الغضب الشعبي تجاوز تركيا ليسبق أردوغان إلى ألمانيا التي سيزورها بعد غدٍ السبت، وما بين استقبال المسؤولين الألمان والشعب لأردوغان فرق كبير.
صحيفة «ميلليت» التركية أوردت توقعات تشير إلى مشاركة ما يقارب 15 ألف مواطن تركي وألماني في تظاهرات ستنظم يوم السبت بالتزامن مع وصول أردوغان إلى ألمانيا على إثر تصاعد ردود أفعال الأحزاب الألمانية ضد زيارته لحضور لقاء انتخابي والمشاركة في حفل الذكرى السنوية العاشرة لتأسيس اتحاد الديمقراطيين الأوروبي، على أن يزور بعدها فرنسا وهولندا في إطار الحملة الترويجية التي يقوم بها من أجل كسب أصوات الأتراك المغتربين في الخارج بعد أن فقد الكثير من أصوات الأتراك في الداخل.
تداعيات كارثة سوما دفعت حزب «الشعب الجمهوري» المعارض للتقدم بمذكرة إلى رئاسة البرلمان يطالب فيها بسحب الثقة من وزيري الطاقة تانر بلديز والعمل والضمان الاجتماعي قاروق تشيليك بسبب إهمالهما وتقصيرهما وفشلهما في القيام بمسؤوليتهما ما تسبب بحدوث كارثة سوما.
الكارثة وجد فيها كل من أردوغان وكيان الاحتلال الإسرائيلي فرصة ذهبية لاستغلالها في سبيل مصلحتهما المشتركة، ألا وهي التطبيع إذ أعلنت السفارة الإسرائيلية في أنقرة إلغاء احتفالات كانت ستنظمها بمناسبة ما يسمى «يوم الاستقلال» في خطوة تأتي في إطار تحسين العلاقات بين تركيا و«إسرائيل» وذلك حسب صحيفة «معاريف» الإسرائيلية.
(المصدر: صحيفة تشرين بتاريخ 22/5/2014)