بدأت أمس أعمال الندوة الفكرية السياسية حول “الاستحقاق الوطني وسورية المستقبل” التي يقيمها مكتب الإعداد والثقافة والإعلام القطري لحزب البعث العربي الاشتراكي في مكتبة الأسد بدمشق بمناقشة محور ” مقومات الصمود واستهداف الوطن ” من خلال عناوين “القادة الوطنيون في دائرة الاستهداف” و”الهوية الوطنية الديمقراطية” و”الصوت الانتخابي بين الحق والواجب”.
وأكد المشاركون في الندوة التي تستمر 3 أيام أن سورية مستهدفة لتمسك أبنائها بالثوابت الوطنية وعدم تفريطهم بالحقوق وأن سيرهم نحو الاستحقاق الدستوري وعزمهم المشاركة الواسعة فيه جعل من اعدائها يرفعون اصواتهم ويحاربون هذا الاستحقاق وهو دليل كاف على ان سورية تسير بالاتجاه الصحيح وان نتائج هذا الاستحقاق سترسم معالم سورية في المرحلة القادمة.
وأشار عضو القيادة القطرية لحزب البعث رئيس مكتب الإعداد والثقافة والإعلام القطري الدكتور خلف المفتاح الى أن تزامن انعقاد الندوة مع انتصارات الجيش العربي السوري في الميدان ومع أعياد المقاومة بالنصر على العدو الصهيوني لافتا الى أن القادة الوطنيين هم في دائرة الاستهداف عبر التاريخ لأن مبدأ السياسة الأمريكية الاستعمارية يقوم على استهداف الرموز الوطنية التي لا تتفق وسياستها بعدة أساليب وطرق.
ولفت الدكتور المفتاح إلى الأساليب التي يتبعها الغرب باستهداف الدول التي لا تتفق مع سياساته مؤكدا ان صمود وصبر الشعب السوري والتفافه حول قيادته وجيشه أفشل جميع تلك الاساليب والمخططات وكان آخرها الانتصار في نيويورك عبر الأصدقاء بإسقاط المشروع الفرنسي من خلال الفيتو الروسي الصيني.
من جانبه لفت الأمين العام للحزب الشيوعي السوري الموحد عضو القيادة المركزية للجبهة الوطنية التقدمية حنين نمر إلى ان الهوية الوطنية الديمقراطية التي تتميز بها سورية هي من حمتها في وجه حملات التضليل الاعلامي التي غزت عقول الشباب والمثقفين وأدخلت مفاهيم جديدة حول الديمقراطية والوطنية معتبرا “أنه لا يوجد ديمقراطية ما لم يكن هناك وطنية ” وينبغي توجيه البوصلة لمحاربة الرجعية وإذا لم نتمسك بوطنيتنا فمصيرنا الضياع.
وأكد ضرورة الحفاظ على الاستقلال الوطني والقضاء على الإرهاب والارهابيين والسير بسورية الى بر الامان وعدم الانخداع بالأطروحات التي يقف وراءها الغرب والولايات المتحدة الذين يشنون الحرب على سورية.
وأشار الى أن الشعب السوري يصنع اليوم تجربته الديمقراطية بنفسه وبما ينعكس بالفائدة على وطنه لافتا الى ضرورة تنمية الوعي الاجتماعي المتسامح في مواجهة الفكر المتطرف.
من جهته استعرض عضو لجنة شؤون الأحزاب المحامي ابراهيم المالكي مراحل تطور مفهوم الديمقراطية عبر التاريخ ودور الشرائع والديانات السماوية في توطيد ثقافة الديمقراطية ولا سيما الشريعة الإسلامية التي أسست المبادئ التي تقوم عليها حقوق الإنسان وأبرزها الكرامة والحرية والتكافل الاجتماعي والمساواة.
وبين أن الانتخابات ركيزة أساسية من ركائز الديمقراطية والانتخاب هو حق تضمنه المبادئ الانسانية والدينية والقانونية وهو واجب لأنه يلزم المواطن في اختيار قادته والطريق الذي يرسم له مستقبله لافتا إلى أن الانتخابات التعددية في سورية هي محطة سياسية هامة من تاريخ البلاد وأن الدستور الجديد كفل حق الانتخاب وإجراء الانتخابات بحرية وشفافية.
وأشار الى ان المواطن السوري أمام استحقاق دستوري هام لانتخابات رئيس الجمهورية بشكل تعددي وعبر الاقتراع السري العام والمباشر والمتساوي بصورة حرة وفردية وفق الاصول التي نص عليها الدستور وقانون الانتخابات ليقول للعالم انه يحب ويعتز بوطنه ويحمل بندقيته بيد في وجه من يريد المساس بسيادته وقراره الوطني ويسير في آن واحد في طريق التطوير والتحديث وحماية مؤسساته الدستورية.
بدوره أوضح عضو مجلس الشعب الدكتور خليل مشهدية الذي أدار الندوة أهمية المشاركة في الاستحقاق الدستوري والإدلاء بالصوت الانتخابي باعتباره أكثر من مجرد حق وواجب خلال هذه الازمة بل قضية وجود بالنسبة للسوريين الذين أدركوا ابعاد المؤامرة الشرسة التي يتعرض لها الوطن معتبرا ” أن من يطالب من الخارج بتأجيل الانتخابات عن موعدها الدستوري انما يريد تأجيل حل الأزمة وإلا تبقى شرعية في سورية”.
وتركزت مداخلات الحضور حول أهمية المشاركة الواسعة في الاستحقاق الدستوري والتوجه الى صناديق الاقتراع في الثالث من حزيران لانتخاب قائد يمثل تطلعات الشعب وآماله ليقود سورية الى بر الأمان والحفاظ على وحدتها وسيادتها استنادا الى أحكام الدستور الجديد في تعزيز التعددية السياسية والديمقراطية.
وفي تصريح للصحفيين على هامش الندوة أكدت المستشارة السياسية والإعلامية في رئاسة الجمهورية الدكتورة بثينة شعبان أن المواطن السوري يتوجه إلى هذه الانتخابات بشعور الواثق بوطنه وقيادته ومستقبل بلده حيث أدرك السوريون على مختلف انتماءاتهم أن بلدنا مستهدف استهدافا كبيرا من قبل أعدائنا والقوى الغربية لافتة إلى أهمية هذا الاستحقاق من أجل الاستمرار في بناء الدولة وإعادة ترميم ما قام الإرهاب بتدميره في هذا البلد.
وقالت ” أنا أثق بأن شعبنا يرى ويعلم كل هذا الاستهداف الذي حصل ووصل الآن الى استنتاج ان سورية لا يبنيها إلا السوريون وأن كل ما يواجهه من إعلام غربي مغرض هي افتراءات وأكاذيب وجزء من هذا الاستهداف ” مشيرة إلى أن شعبنا فقد ثقته بهذا الإعلام الذي استهدف الشعب والبلد منذ بداية الأزمة وأصبح يعلم ان هذا الإعلام هو أداة من أدوات التدمير والخراب ولذلك فهو ماض بهذا الاستحقاق دون الالتفات الى ما يقوله الآخرون.
وتتابع الندوة نشاطاتها اليوم الاثنين بمناقشة محور “المؤسسات الوطنية والدور الريادي” حيث تتطرق الى رسالة وموقف الإعلام الوطني والى الدور الريادي للجيش العربي السوري في حماية الوطن ودور المؤسسات التربوية والدينية في البناء الوطني.
حضر الندوة الأمين القطري المساعد لحزب البعث هلال الهلال وعدد من أعضاء القيادة المركزية للجبهة الوطنية التقدمية والقيادة القطرية لحزب البعث ووزير الإعلام وأمناء فروع الحزب في دمشق وريفها والقنيطرة وعدد من أمناء ورؤساء الأحزاب الوطنية وأعضاء مجلس الشعب.
(المصدر: وكالة سانا للأنباء بتاريخ 26/5/2014)