أكد عدد من الشخصيات الوطنية الإعلامية والسياسية اللبنانية أن إجراء انتخابات رئاسة الجمهورية العربية السورية في لبنان شكل ظاهرة مهمة قلبت كل المفاهيم التي روجتها المؤامرات ضد سورية كما أكد على تمسك الشعب السوري بالثوابت الوطنية والقومية.
وفي تصريحات لمراسل سانا في لبنان أكد وزير الخارجية اللبناني السابق عدنان منصور أن مشهد الانتخابات السورية في لبنان قلب المقاييس كلها وفاق التوقعات والتقديرات حتى أن أعداء سورية أصيبوا بالإحباط لما شاهدوه.
وقال منصور إن “صورة 200 ألف سوري يزحفون إلى السفارة السورية تقول لكل الذين يراقبون المشهد في كل انحاء العالم هذا هو شعب سورية. واختياره يعبر عنه السوريون في لبنان كما سيعبرون عنه غدا في سورية” لافتا إلى أن ما جرى هو مبايعة لسورية الدولة والقيادة وهو ما عبر عنه الذين احتشدوا في محيط السفارة.
من جانبه وصف عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب وليد سكرية العملية الانتخابية للسوريين المقيمين في لبنان بالـ “المدهشة” مشيرا إلى أنها أظهرت للعالم برمته وقوف الشعب السوري بعزيمة وثبات إلى جانب دولته في مكافحة الإرهاب والتصدي لكل المؤامرات الدنيئة التي حيكت ضد سورية منذ أربع سنوات.
وقال سكرية “إن ممارسة المواطنين السوريين لحقهم الانتخابي جاءت مبايعة للدولة السورية القوية والموحدة والمستقرة بقيادة المرشح الدكتور بشار الأسد” لافتا إلى أن مشهد الانتخابات بحد ذاته هو “استطلاع” يدحض كل الأفكار التي سعت إلى تشويه الحقائق والوقائع طوال سنوات الحرب على سورية.
كما أشارت رئيسة ديوان أهل القلم الأديبة اللبنانية الدكتورة سلوى الخليل الأمين إلى أن الانتخابات الرئاسية السورية في لبنان أثبتت ثقة الشعب السوري المطلقة بقيادته الوطنية التي لا تخضع للإملاءات الأمريكية ولا الصهيونية لأنها قيادة مقاومة تسير على طريق التحدي والصمود والتصدي. وتقدمت الأمين بالتهنئة لسورية قيادة وشعبا وجيشا على انتصارها من خلال إجراء العملية الانتخابية لافتة إلى أن الشعب السوري أثبت عبر هذه الانتخابات تمسكه بوطنه ودولته الموحدة كما أرسل رسالة واضحة إلى العالم كله تؤكد أن “السوريين هم من يقررون مصيرهم بأنفسهم وليس أي أحد آخر فهم وحدهم من يختارون قيادتهم كما أنهم يعلمون العالم برمته الحرية والديمقراطية”.
من جهته أكد رئيس حركة الشعب اللبنانية النائب السابق نجاح واكيم أن اندفاع السوريين في لبنان وإقبالهم على المشاركة في الانتخابات الرئاسية هو أبلغ تعبير عن حق الشعب السوري في مواجهة الاعتداء على بلاده وأرضه.
وحول الإقبال الشديد للمواطنين السوريين على عمليات الاقتراع لفت واكيم إلى أن المواطنين السوريين في لبنان أقدموا على المشاركة بالانتخابات “بشكل لم يتصوره أحد وحتى بالنسبة لكل من رأى مشهد الإقبال على الانتخاب” معربا عن احترامه الشديد وتهنئته للمواطن السوري الذي رفض التفريط بسيادة بلاده أو التدخل الخارجي في الشؤون الداخلية لها.
وفي الموضوع ذاته شدد الأمين العام لحركة النضال اللبناني العربي النائب اللبناني السابق فيصل الداوود على أن “الزحف البشري على العملية الانتخابية في لبنان” يؤكد التفاف الشعب السوري حول دولته مؤيدا لقيادته ومتطلعا إلى عودة سورية إلى سلامها الداخلي من خلال وقف الحرب المفروضة عليها.
كما ندد الداوود بالتدخلات الخارجية في الشؤون الداخلية السورية مستنكرا منع مشيخات الخليج وبعض الدول الغربية السوريين المقيمين على أراضيهم من أداء واجبهم في انتخاب رئيس بلدهم رغم أنها دول تدعي الديمقراطية مشيرا إلى أن هذه الدول ثبت أنها “داعشية الأداء” عبر قطع الرؤوس وتقطيع الأجساد فهي تعمل على ضرب الأمن والاستقرار في سورية وقتل شعبها الذي هو وحده يقرر من هو رئيسه ويقدم الحل السياسي بمشاركته في الانتخابات.
من ناحيته أكد الوزير اللبناني السابق كريم بقرادوني أن سورية تنتقل من مرحلة الحرب إلى مرحلة الديمقراطية مشيرا إلى أن الشعب السوري المناضل والذي حمل الصراع العربي الإسرائيلي والعروبة منفردا أدرك أن الديمقراطية هي الطريق المثلى إلى العروبة وصراع الاحتلال الإسرائيلي.
كما أعرب بقرادوني عن ثقته بأن ما حصل الأربعاء في السفارة السورية في لبنان هو عملية “تعبير شعبي عن رغبة السوريين ليس فقط بتأييد المرشح الدكتور بشار الأسد بل دليل على تأييد خلاص سورية من المتعصبين والمتطرفين والحرب العدوانية عليها” معتبرا أن هناك “نكسة” لدى الدول الغربية وبعض الدول العربية التي منعت السوريين المقيمين لديها من التعبير عن حقهم الديمقراطي بانتخاب رئيس بلادهم.
ولفت بقرادوني إلى أن الدول الغربية منيت بنكسة من نوع آخر جراء صمود سورية قيادة وجيشا وشعبا في وجه المؤامرة التي تتعرض لها.
من جانبه اعتبر النائب اللبناني السابق اسماعيل سكرية أن ممارسة المواطنين السوريين حقهم الانتخابي في اختيار رئيس لبلدهم هو “الطريق الديمقراطي لتجاوز الأزمة التي تمر بها سورية والانتصار في الحرب ومن ثم بناء الدولة السورية الجديدة” لافتا إلى أن المشهد الانتخابي السوري رفع الصوت ضد التضليل” وأكد على انتخاب المرشح الدكتور بشار الأسد منقذا لسورية”.
بدوره أكد رئيس تجمع اللجان والروابط الشعبية في لبنان معن بشور أن تدفق المواطنين السوريين المقيمين في لبنان إلى السفارة السورية في بيروت منذ يوم الأربعاء بأعداد هائلة جدا بهدف المشاركة في الانتخابات الرئاسية السورية يمثل “ظاهرة حضارية بالغة الأهمية تظهر تمسك السوريين بوطنهم الأم سورية وتفانيهم في خدمتها”.
وقال بشور إن “الحقيقة الساطعة من وراء مشهد السوريين وهم يصلون للسفارة هي أن الشعب السوري بات يدرك حقيقة ما تتعرض له سورية من مؤامرة دولية كونية تستهدف وطنهم قيادة وشعبا وكرامة وسيادة وجيشا وكذلك تستهدف موقف سورية وموقعها المؤيد للمقاومة”.
ونوه الصحفي اللبناني رضوان الديب بمشاركة الشعب السوري في انتخابات الرئاسة ببلده مشددا على أن السوريين أعطوا في هذه الانتخابات مثالا للوفاء والتضحية رغم حجم المؤامرة الكونية على بلدهم الأم والتي تواصل تصديها للإرهابيين التكفيريين واستئصال بؤرهم الإجرامية وفي الوقت ذاته أثبت السوريون تمسكهم بالديمقراطية الحقيقية ما أوقع أعداء سورية في حالة هستيريا حقيقية.
أما الإعلامي اللبناني غسان الشامي فوصف توجه السوريين إلى مقر السفارة السورية بلبنان بأنه “رد على عنصرية بعض اللبنانيين” مضيفا “إذا كانت الدولة السورية بكل تلك القوة تجمع كل هذه الأعداد من المواطنين فهذه دولة عظيمة فإذا جاء هؤلاء للانتخاب بملء إرادتهم وهذا ما حدث فهذا الأمر له دلالات كبيرة يتوجب على العالم كله قراءته”.
وفي الموضوع ذاته أعرب نائب وزير خارجية البرلمان الدولي للأمن والسلام هيثم أبو سعيد عن ارتياح البرلمان الدولي للمرحلة الانتخابية الأولى في سورية والتي شارك فيها سوريون خارج الأراضي السورية على أن تستكمل بشكل جيد دون أي عوائق على الأراضي السورية في بداية الشهر المقبل.
وقال أبو سعيد في بيان له اليوم إن “قيام بعض الدول الغربية والعربية بمنع إجراء الاقتراع في السفارات السورية لديها يؤشر إلى الخوف من نجاح المرشح بشار الأسد في الانتخابات بشكل كاسح ما يرتب معطيات سياسية وقراءة جديدة على المستوى الدولي”.
أكد أبو سعيد أن نجاح العمليات العسكرية التي قام بها الجيش العربي السوري في الداخل أعطى الراحة لبعض الدول المجاورة مثل لبنان الذي عانى بشكل كبير من الانفجارات من قبل تلك المجموعات مشيرا إلى استمرار الحكومة السورية بتحمل مسؤولياتها الكاملة والقدرة على ضبط الأوضاع الأمنية رغم ضخامة المشروع والمؤامرة من بعض الدول الغربية والعربية على السيادة السورية.
وفي سياق متصل استنكر أبو سعيد عزم الرئيس الأميركي تدريب المجموعات المسلحة التي تطلق عليها واشنطن صفة “المعتدلة” مؤكدا أن هذه المجموعة لها ارتباطات عضوية مع المجموعات الإرهابية كـ “جبهة النصرة” وما يسمى “الجبهة الإسلامية” المحظورة دوليا.
(المصدر: وكالة سانا للأنباء بتاريخ 30/5/2014)