أكد وزيرا الخارجية الروسي سيرغي لافروف ونظيره المغربي صلاح الدين مزوار أن لدى البلدين /تطابقاً مطلقا/ في المواقف حول ضرورة تعزيز الجهود الدولية والتنسيق لمحاربة الإرهاب والتطرف في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
وأشار لافروف خلال مؤتمر صحفي مع نظيره المغربي في موسكو اليوم إلى أن روسيا مقتنعة “بضرورة زيادة الجهود في جميع الاتجاهات لرفع الفعالية في محاربة الإرهاب التي يجب أن تكون المهمة رقم واحد” وأن تمدد الإرهاب في شمال إفريقيا والشرق الأوسط والأحداث الأخيرة في العراق يظهر مدى خطورة قيام بعض الدول بتصنيف وتقييم الإرهابيين إلى جديين وسيئين مشدداً على أن أي تجاهل لهذه التطورات في المنطقة قد ينعكس سلبا على من يتبع هذا النهج من التقييمات.
وقال لافروف “لقد نظرنا من زاوية أولويات محاربة الإرهاب بالذات إلى ما يحدث في المنطقة من ضمنها الأحداث في سورية والعراق وغيرها من الدول وفي ليبيا والوضع في المغرب ومنطقة الساحل الأفريقي” مبيناً أنه “لا يجوز استغلال محاربة الإرهاب كحجة لإرجاء تسوية الصراع العربي الإسرائيلي قبل كل شيء عبر تفعيل المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية التي وصلت إلى طريق مسدود”.
وفيما يتعلق بالأزمة الأوكرانية لفت لافروف إلى أن الوثائق السابقة بشأن أوكرانيا لم تنفذ أبدا من قبل من قام بالانقلاب في كييف ولم يتم تنفيذ اتفاقية جنيف الصادرة في 17 نيسان الماضي التي وقعت عليها روسيا وأوكرانيا والمفوضية الأوروبية وألمانيا وفرنسا والتي تنص على وقف جميع أنواع العنف وضرورة إطلاق فوري وشامل لعملية دستورية مذكراً بأن روسيا اقترحت المصادقة على إعلان جنيف لكن شركاءها الغربيين رفضوا الإصغاء إلى ضرورة تنفيذ واحترام اتفاقية 21 شباط.
وأكد لافروف أنه من أجل تنفيذ الإعلان الذي تم تبنيه أمس في برلين بخصوص أوكرانيا فإنه يجب أن يلعب شركاؤنا الغربيون دورا حاسما لإقناع سلطات كييف بضرورة الالتزام بالدعوة التي ينص عليه الإعلان.
وعبر لافروف فيما يتعلق بالعلاقات الثنائية بين روسيا والمغرب عن مشاركة بلاده رغبة المغرب في تعزيز علاقات البلدين مستقبلا في جميع المجالات مشيرا إلى وجود مجموعة من الوثائق التي يتم العمل على تجهيزها من أجل تعزيز المرجعية القانونية وتطوير الروابط في مجال الطيران وحماية الملكية الفكرية والتعاون العسكري التقني والسياحة والتعاون بين الأجهزة القضائية ومجلسي الأمن القوميين فيما يتعلق بمكافحة الإرهاب.
من جانبه أكد مزوار وجوب مكافحة المجموعات الإرهابية “وعدم إعطائها الشرعية والرد عليها بكل ما نملكه من إمكانات” مشيرا إلى أن “المجموعات الإرهابية التي تعطي لنفسها الحق بإعلان الخلافة في ماهيتها تتوحد وتجمع الإرهاب في إعلانها عن دولتها الخاصة لذلك يجب تحديد الأولويات للحد من الإرهاب والقضاء عليه فور ظهوره”.
وقال مزوار “يجب على الدول أن تتحمل المسؤولية وتنسق أعمالها للرد على هذه التهديدات وتعزيز الهيئات التي تكافح الإرهاب”. وأكد مزوار أن “حل الأزمات بطرق عسكرية أصبح غير فعال اليوم ويصب في مصلحة الإرهابيين” مشددا على أن يكون الحل سياسيا.
ولفت مزوار إلى أن روسيا تلعب دورا هاما في حل تلك المشكلات وتتصرف بطرق عقلانية لتسوية الأزمات وجمع الأطراف المتنازعة لحل مشاكلها وتهيئة الظروف للحوار الذي يعتبر عاملا هاما لاستقرار المنطقة.
وحسب بيان سابق لوزارة الخارجية الروسية فإن وزير الخارجية المغربي يقوم بزيارة إلى روسيا تستغرق ثلاثة أيام لإجراء مباحثات حول الوضع في شمال إفريقيا والشرق الأوسط بما في ذلك الوضع في سورية والعراق والعلاقات الثنائية بين البلدين الصديقين.
(المصدر: وكالة سانا للأنباء بتاريخ 4/7/2014)