أعرب وزير العدل الأمريكي ايريك هولدر عن قلق الإدارة الأمريكية من التقارير التي أشارت إلى “التحالف” بين خبراء صناع القنابل اليمنيين والإرهابيين في سورية لتطوير جيل جديد من المتفجرات لا يمكن كشفها وقال إن هذا “التحالف القاتل” يمثل أكبر قلق لإدارة أوباما ليكون بذلك أول مسؤول أمريكي رفيع يقر علنا بالتقارير الإعلامية والأمنية التي تحدثت عن هذه المخاطر التي تحدق بدول العالم والتي قد تكون هذه القنابل وجهتها الأخيرة.
وقال هولدر في لقاء مع شبكة ايه بي سي نيوز الإخبارية من لندن في ختام لقائه مع مسؤولين بريطانيين وأوروبيين لمناقشة التداعيات الخطيرة للمسألة “إن هذا التحالف القاتل بين من يملكون الخبرة التقنية وآخرين لديهم الحماسة الكافية للتضحية بأرواحهم لدعم قضية مناهضة للولايات المتحدة وحلفائها يشكل مصدر قلق شديد للإدارة الأمريكية وهو أمر بشكل أو بآخر يشكل التهديد الأكثر رعبا بالنسبة لي كوزير للعدل”.
واعتبر هولدر أن الإجراءات الأمنية التي تتخذها الولايات المتحدة والدول الأوروبية “مناسبة وحكيمة” وستعمل على حماية حركة الملاحة الجوية في ظل التطورات في سورية والعراق التي يعمل فيها ما يسمى “تنظيم دولة العراق والشام” الإرهابي المرتبط بتنظيم القاعدة على تجنيد “جهاديين” غربيين وقال إن هذه الإجراءات “جاءت ردا على التهديدات والمعلومات التي كشف عنها”.
وكان هولدر عقد اجتماعات مماثلة قبل أيام مع مسؤولين في أوسلو لتبادل المعلومات والخبرات بهدف الخروج بتقنيات تساعد على التصدي لهذه التهديدات الإرهابية التي تحدق بالدول الأوروبية وتحديدا التي يشارك مواطنوها في الأعمال الإرهابية في سورية تحت رايات التنظيمات الارهابية كـ “جبهة النصرة” وما يسمى “دولة العراق والشام”.
وشددت إدارة الأمن الأمريكية ونظيراتها الأوروبية في الآونة الأخيرة إجراءاتها الأمنية في المطارات والموانئ البحرية والمعابر البرية وسط تصاعد القلق من أن إرهابيين حاملين لجوزات سفر غربية تلقوا تدريبات مع المجموعات الإرهابية في سورية قد يعودون لشن هجمات إرهابية داخل الولايات المتحدة والدول الاوروبية بواسطة متفجرات غير قابلة للتعقب.
وتكشف تصريحات هولدر هذه ازدواجية معايير السياسة الأمريكية المنافقة حيث جدد الرئيس الأمريكي باراك أوباما في حديث لصحيفة “هآارتس” الإسرائيلية مؤخرا مواصلة إدارته مع الدول الغربية واتباعهم في المنطقة دعم الإرهابيين في سورية تحت ستار دعم “المعارضة المعتدلة” زاعما في الوقت ذاته العمل للتوصل إلى حل سياسي للأزمة في سورية التي تسببت “بأزمة إنسانية وعدم استقرار في المنطقة”.
وقال أوباما في حديثه للصحيفة “سنواصل العمل مع شركائنا في أوروبا والعالم العربي لدعم المعارضة المعتدلة في سورية” متعامياً عن أن دعم إدارته للإرهاب وتعطيلها لإمكانية الحل السياسي للأزمة في سورية والمنطقة هو ما تسبب بعدم استقرارها وخلف أزمة إنسانية.
وكان الرئيس الأمريكي طلب مؤخرا من الكونغرس تخصيص مبلغ 500 مليون دولار لدعم من تسميهم إدارته “مجموعات المعارضة المعتدلة” مع إدراكها التام أن هذه “المعارضة” عبارة عن مجموعات تكفيرية تابعة لتنظيم القاعدة تقوم بالقتل والإجرام في سورية ووسعت عملياتها مؤخرا لتشمل العراق في استمرار بتعطيل
أي حل وتأجيج الأزمة وتجاهل فاضح للخطر الذي باتت تشكله هذه المجموعات على كامل المنطقة.
وحذر أوباما الذي لا يزال مصرا على تقسيم الإرهاب إلى جيد وسيئ وفقا لما يخدم المصالح الأمريكية والإسرائيلية من الخطر الذي يشكله المتطرفون الذين يقاتلون في صفوف المجموعات الإرهابية في سورية والعراق على أمن الولايات المتحدة وذلك على صدى التهديدات التي تمثلها هذه المجموعات باستهداف الدول الغربية التي اسهمت منذ بداية الأزمة في سورية في تصنيعهم ومن ثم تمويلهم وتسليحهم وتوفير الدعم السياسي واللوجستي من دول المنطقة الموالية لواشنطن لهم.
(المصدر: وكالة سانا للأنباء بتاريخ 14/7/2014)