يجب أن تزيل تداعيات الحرب على الإرهاب الغشاوة عن عيون الذين راهنوا على التحالف مع المنظمات الإرهابية وحاولوا تأمين الملاذ الآمن لها بغية تصديرها إلى سورية التي واجهت وتواجه أخطر تحالف دولي مع الإرهاب منذ ما يزيد على الأربعين شهراً، حيث شكلت دول الجوار للأسف المنافذ الواسعة التي كان الإرهابيون يتدفقون منها وأقصد هنا تركيا والعراق والأردن ولبنان وبرعاية مباشرة من بعض القوى السياسية في تلك الدول، بينما كانت تركيا والأردن على وجه الخصوص وبدعم سعودي ـ قطري الأكثر رعاية ودعماً لهؤلاء الإرهابيين.
وفي لبنان الشقيق الذي حاول أن ينأى بنفسه «رسمياً على الأقل» بينما كانت بعض التيارات السياسية الأخرى تقدم الدعم المادي والمعنوي للتنظيمات التكفيرية كشفت الأحداث الدامية الأخيرة في عرسال عن قتل للمدنيين والعسكريين واختطاف للجنود ولرجال الأمن من بيوتهم وهم عزل أنه لا يمكن على الإطلاق أن تنأى بنفسك عن الإرهاب الذي لن يستثني أحداً من جرائمه، وهكذا فإن اشتعال نار «داعش» و«النصرة» و«القاعدة» في لبنان وفي العراق هو النتيجة التي حذرت منها سورية منذ اندلاع كذبة «الربيع العربي» التي أدت إلى انتشار الإرهاب من تونس غرباً إلى العراق واليمن وتحت قيادة أمريكية- إسرائيلية. وأعتقد أن الأسابيع القادمة ستشهد تظهيراً للحوادث الإرهابية التي لم تصل إلى ذروتها في كل من الأردن وتركيا. وصولاً إلى السعودية التي قدمت مليارات الدولارات لدعم الإرهابيين خلال السنوات القليلة الماضية.
إن ما تشهده دول المنطقة من تمدد للإرهاب يؤكد أن الدول الداعمة للإرهاب والمصدّرة له ستكون مسرحاً لاقتراف المزيد من الإجرام بحق الآمنين في تلك الدول. وهذا ما يجب أن يدفع تلك الدول لإعادة النظر في مواقفها وسياساتها وأن تنتقل من خانة التصريحات المعادية للإرهاب والإرهابيين إلى خانة المواجهة والاشتباك الفعلي مع تلك التنظيمات الإرهابية التكفيرية لتتكامل جهود تلك الدول مع ما تقوم به سورية من اجتثاث للإرهاب والإرهابيين مع التأكيد أخيراً أن أي مواقف ملتبسة لن تجلب إلا الويلات على الدول التي تعتقد أنها في منأى عن خطر الإرهابيين الذين دعمتهم وأمنت لهم الملاذ الآمن. وما نراه اليوم يؤكد الحقيقة المرة التي لايزال البعض يرفض الاتعاظ من وقائعها.
(المصدر: صحيفة تشرين السورية بتاريخ 4/8/2014)