قبل أن تجهد المندوبة الأمريكية الدائمة في مجلس الأمن نفسها وتحصي عدد الإرهابيين الأجانب في سورية على أصابع يديها، ويتبيّن لها أن عددهم قد تجاوز الـ12 ألف إرهابي، وقبل أن يتخوف رئيس الوزراء البريطاني من الظهور المفاجئ لإرهابيي «داعش» في شوارع لندن، وقبل أن تقرر بعض الدول الأوروبية توريد السلاح إلى كردستان العراق لمواجهة «داعش»..
قبل كل ذلك بستة أشهر على الأقل أكد الوفد السوري إلى مؤتمر «جنيف2» أن الإرهاب ومكافحته هو أولوية لحل الأزمة في سورية ولتجنيب العالم مشكلات يفاقمها الإرهاب يومياً.. لا بل قبل ذلك بأشهر لا بل بسنوات وزعت الخارجية السورية صوراً لإرهابيين قدموا إلى سورية من دول متعددة، وأرسلت مئات الرسائل إلى مجلس الأمن وإلى الأمين العام للأمم المتحدة توضح جرائم الإرهابيين، وتذكر الأطراف والجهات الدولية والإقليمية التي تدعمهم.. وتنذر الجميع بأن جرائم هؤلاء سوف تتمدد إلى غير مكان في هذا العالم.. ومع ذلك كانت أمريكا وفرنسا وبريطانيا وغيرها من أطراف إقليمية ودولية تتجاهل الحقائق وتمنح المزيد من الفرص للإرهاب الدولي لكي يقتل ويخرب ويفجر في سورية.
الآن ومع صدور قرار مجلس الأمن رقم 2170 القاضي بمنع تمويل وتسليح إرهابيي «داعش وجبهة النصرة»، ومنع تدفق الإرهابيين إلى سورية والعراق يعود العالم أجمع، ويعود أولئك الذين راهنوا على الإرهاب ودعموا تنظيماته ليؤكدوا من دون كلام أن سورية كانت على حق، وأنها الدولة التي دفعت الغالي والنفيس، من دماء وأرواح وأموال للدفاع عن نفسها وعن الآخرين.. وأن المشككين في مواقفها هم الذين ساهموا بشكل مباشر أو غير مباشر في تمدد «داعش» وغيره من التنظيمات التكفيرية حتى باتت هذه التنظيمات تهدد العالم أجمع بجرائمها التي تخطت كل ما عرفه التاريخ الإنساني من الفظاعة والوضاعة والصفاقة.
قرار مجلس الأمن 2170 المستند إلى الفصل السابع خطوة مهمة ولكنها غير كافية للقضاء على الإرهاب. إذا بقيت أميركا وبعض الدول الغربية والإقليمية تغض الطرف عن الإرهاب وتدعمه في مكان وتتظاهر بمواجهته في مكان آخر.
(المصدر: وكالة سانا للأنباء بتاريخ 18/8/2014)