أكد نائب وزير الخارجية والمغتربين الدكتور فيصل المقداد أن “سورية تخوض اليوم معركة ضد التنظيمات الإرهابية المسلحة من أجل الوجود والحفاظ على سيادتها واستقلالها ومقدراتها”.
وخلال ندوة نظمها الاتحاد العام النسائي اليوم بمناسبة الذكرى الـ 47 لتأسيسه رأى المقداد أن أي انتصار لسورية على هذه التنظيمات الإرهابية لا يمكن أن يتم دون دور المرأة السورية التي نجلها ونقدر دورها في المجتمع مشيرا إلى أن هذه التنظيمات التي تقوم بقتل البشر “تعتمد في تخلفها وممارستها بشكل أساسي على التحكم بالمرأة وتضم محطمين ومعقدين نفسيين لا يركزون إلا على الدرجة التي يمكن أن يؤثروا بها في المرأة ودورها بالمجتمع”.
وقال المقداد “أنحني أمام كل أم فقدت شهيدا وكل أخت فقدت أخا عزيزا في نضال سورية لتحقيق سيادتها واستقلالها والحفاظ على الإنجازات التي حققتها المرأة ولكي يعيش أبناء الشعب السوري كما كانوا كرماء ومستعدين للدفاع عن وطنهم مهما بلغت التضحيات”.
وأشار المقداد إلى أن تأسيس الاتحاد العام النسائي عام 1967 كان نقلة نوعية في تاريخ سورية ومثل بداية لطريق طويل وتحول عملي شهدته البلاد، لافتا إلى الانجازات الكبيرة التي حققتها المرأة السورية “وسط ركام عربي وردة رجعية لتشكل بذلك قدوة في العطاء وتقديم التضحيات نحو بناء الوطن وتعزيز صموده”.
ودعا المقداد إلى وضع نهاية لجميع القيود على حقوق المرأة التي تركتها القوانين والاثار السلبية وخاصة تلك التي صيغت أيام الاحتلال العثماني والفرنسي حتى تأخذ دورها في البعدين الاقليمي والدولي لافتا إلى انضمام سورية إلى اتفاقية ازالة جميع أشكال التمييز ضد المرأة وتطلعها إلى أن تأخذ دورها ومكانتها الحقيقية في المجتمعات كافة.2
وبين أن خطاب القسم للسيد الرئيس بشار الأسد أكد حتمية الانتصار على الإرهاب ورسم ملامح استعادة بناء الوطن ووضع استراتيجية لتطوير مؤسسات الدولة والقضاء على الفساد مشيرا إلى أنه أظهر تحديات المرحلة القادمة وانطلق من تطلعات الشعب وإرادته.
واعتبر المقداد أن ما يسمى “الربيع العربي” تحول إلى “كارثة عربية وعار حقيقي في التاريخ العربي الحديث” وأن مسمياته التي انطلقت من الغرب تدل على “مخططات للاستيلاء على عقولنا وتفكيرنا” متسائلاَ. هل يمكن أن يكون الربيع العربي بقطع علاقات تونس ومصر مع سورية الا إذا كان من وصل إلى السلطة ينفذ الدور المطلوب منه والذي سيثبت التاريخ أنه دور إسرائيلي بحت.
وأكد المقداد أن إسرائيل ذاتها هي سلاح الدمار الشامل في المنطقة وما يسمى “الربيع العربي” كان هدفه قتل العرب بهذا السلاح الامر الذي يؤكده العدوان الاسرائيلي على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة واستخدامه اسلحة محرمة دوليا دون اعتراض أو ادانة من “الدول الأوروبية المتحضرة” التي اعتبرت أن إسرائيل تدافع عن نفسها.
وتساءل المقداد لماذا لم يتداع من يسمون أنفسهم بـ “الجهاديين” لأجل الدفاع عن غزة ونصرة أهلها “بل إنهم يقولون إن إسرائيل واحدة من إماراتنا ويتعايشون معها وبذلك يأخذون الدعم الغربي والخليجي”.
وأشار المقداد إلى أن مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في سورية كانت هدفا للتنظيمات الإرهابية المسلحة منذ بداية الأزمة فلم يبق واحد منها الا وتم تخريبه وطرد الفلسطينيين منه باعتبارها تمثل أساس القضية الفلسطينية وحق الشعب الفلسطيني في العودة إلى دياره مؤكدا أنه لا يمكن فصل القضية الفلسطينية عما تمر به سورية.
وأوضح أن الإرهاب الذي يضرب سورية أصبح مسألة تهم كل البشرية وأما الذين يتآمرون على سورية فسيكونون خلال فترة ليست ببعيدة ضحايا هذه المخططات ولا يمكن لأحد فصم عرى وحدة الشعب السوري مشيرا إلى أنه لا يوجد في قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2170 الذي يفرض عقوبات على ممولي وداعمي ما يسمى تنظيم “دولة العراق والشام” الإرهابي ما تعترض عليه سورية لأنه “يتضمن كل ما كانت تقوله سابقا حين كان الاخرون يقومون بدعم وتسليح وإيواء الإرهاب”.
ودعا المقداد أبناء الشعب السوري إلى الوحدة في مواجهة الإرهاب ومحاربة الفاسدين والمفسدين الذين يشوهون الانتصارات والانطلاق لنشر رسالة الفضيلة والتسامح والنقاء الوطني لافتا إلى أهمية المصالحات الوطنية التي توسعت رقعتها في عدد من المناطق.
بدورها أشارت رئيسة الاتحاد العام النسائي الدكتورة ماجدة قطيط إلى الدور الذي يقوم به الاتحاد في ظل الحرب الإرهابية التي تتعرض لها سورية وجهودها في إعطاء الأولوية لأسر الشهداء وذويهم وإقامة برامج ومشاريع تمكنهم من تأمين فرص العمل اللائقة بهم.
وأضافت ان المنظمة تعمل أيضا على رعاية جرحى الجيش العربي السوري وتقديم العون اللازم لهم وتأهيلهم عن طريق برامج وخطط على مستوى الوطن ورعاية الأطفال الأيتام وتأمين احتياجاتهم ومساعدة المواطنين المهجرين بفعل إرهاب التنظيمات الإرهابية التكفيرية من خلال مراكز الإقامة المؤقتة التابعة للاتحاد.
حضر الندوة وزيرة الشؤون الاجتماعية في حكومة تسيير الأعمال الدكتورة كندة الشماط ورئيس الاتحاد الرياضي العام اللواء موفق جمعة وأعضاء المكتب التنفيذي في الاتحاد العام النسائي وعدد من أعضاء مجلس الشعب.
(المصدر: صحيفة حدث اليوم بتاريخ 24/08/2014)