هل من جديد في مواقف بعض الدول العربية تجاه الأزمة في سورية؟
سؤال يطرح نفسه بعد الإعلان عن اجتماع خماسي في السعودية يضم مصر والسعودية وقطر والإمارات والأردن لمناقشة الأزمة في سورية بعد تمدد الخطر الداعشي في سورية وفي العراق وفي المنطقة.
من حيث المبدأ، يجب أن يتحسس السعوديون رؤوسهم ولاسيما أن التنظيمات التي دعموها بالمال والسلاح والفتاوى التكفيرية لقتل الشعب السوري والشعب العراقي باتت تتوعدهم بمصير أسود، وإن كان خطر هؤلاء الإرهابيين على الأردن وقطر والإمارات يأتي في المراحل اللاحقة لكن المناخ الدولي لم يعد مؤاتيا للاستمرار في تلك المواقف الداعمة للإرهابيين وفي الاستمرار في العداء للشعب السوري الذي دفع الغالي والنفيس في معارك طاحنة قلّم من خلالها أظافر الإرهابيين وأظافر داعميهم، ووجّه رسائل واضحة لكل أولئك الذين راهنوا على الإرهاب في تغيير خيارات الشعب السوري، بأن مراهناتهم لن تتحقق وبأن كيدهم سيرتد الى نحورهم… إن الشعب السوري لم يعد ينتظر من بعض الأعراب الذين تآمروا عليه أي إجراء يصحح بعض ما ارتكبوه من أخطاء لكنه يتمنى فعلاً أن يستيقظ هؤلاء من غفلتهم ويتوقفوا عن السير خلف الأهداف الأمريكية – الاسرائيلية لأن ذلك الطريق لن يؤدي بهم إلا الى الهلاك….
لابد من ضرورة أن يكون الاجتماع الخماسي الذي ستشارك فيه مصر نقطة انعطاف في مواقف تلك الدول تجاه الأزمة في سورية، وتجاه الإرهاب، وبما يتوافق مع المناخ الدولي الذي بات «ظاهرياً على الأقل» يجهّز نفسه لمقارعة الإرهاب الذي تمارسه «داعش» وغيرها من تنظيمات إرهابية وتكفيرية، مع التأكيد بأن من يريد فعلاً مقارعة الإرهاب، وتجنب أخطاره التي تهدد الجميع لا يمكن إلا أن يكون مع سورية التي كانت ولا تزال سداً منيعاً في وجه الإرهاب، وأن حربها ضد «داعش والنصرة والجبهة الاسلامية» وغيرها من التنظيمات الإرهابية هي دفاع عن الشعب السوري وعن شعوب الدول التي ستشارك في الاجتماع الخماسي الموعود وعن شعوب العالم قاطبةً.
(المصدر: صحيفة تشرين بتاريخ 25/8/2014)