عقد بطاركة الشرق الكاثوليك لقاء في مبنى الكونغرس الأمريكي في واشنطن اليوم دعما لمسيحيي الشرق بدعوة من جمعية “حماية المسيحيين في الشرق” وذلك في إطار مؤتمر بطاركة الشرق الكاثوليك الذي افتتح أمس في واشنطن.
وخلال اللقاء حذر البطريرك اللبناني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي من أن الإرهاب الذي يطال سورية والعراق ولبنان ودولا أخرى اليوم سيطال غدا واشنطن ولندن وباريس داعيا المجتمع الدولي والدول العربية إلى التحرك سريعا لوقف المجازر والمآسي التي ترتكب بحق المسيحيين في الشرق.
وقال الراعي في كلمته إن “اضطهاد المسيحيين في العالم اليوم حقيقة موثقة” ونبه إلى أن ما تتعرض له بعض الطوائف في شمال العراق من قبل إرهابيي داعش “أجبرهم على ترك بيوتهم وباتوا بلا طعام ولا شراب ولا مأوى بعد أن فقدوا كل شيء” مؤكدا أن هذا الوضع مؤلم لكن ما يجعله مؤلما أكثر هو سكوت العالم عن هذه المجازر.
وشدد الراعي على ضرورة قيام المجتمع الدولي باتخاذ إجراءات من شأنها “تحرير القرى المحتلة” من قبل تنظيم “دولة العراق والشام” الإرهابي في سورية والعراق وتسهيل عودة المهجرين إلى قراهم وبيوتهم في الموصل وسهل نينوى وإيجاد منطقة آمنة وضمان سلامة هؤلاء الناس بالتنسيق مع الحكومة العراقية لوقف تهجيرهم مجددا والحؤول دون خسارة التراث الثقافي وإلغاء وجود المسيحيين من التاريخ.
ودعا البطريرك الراعي المجتمع الدولي إلى حث الدول التي تدعم التنظيمات الإرهابية سواء على صعيد تدريبهم أو تمويلهم إلى وقف ذلك ومنع نشر الفكر التكفيري والإسراع في اتخاذ إجراءات عاجلة لوقف التهديد الذي يطال سورية والعراق لافتا إلى أن أبناء الجاليات المسيحية في الولايات المتحدة تقدمت بمذكرة إلى أعضاء الكونغرس حثتهم فيها على وضع قانون للتحرك السريع لمواجهة التنظيمات الإرهابية.
وشددت الجاليات في المذكرة على ضرورة عودة الذين هجروا من أرضهم بالقوة والعنف إلى ديارهم بكرامة وممارسة شعائرهم الدينية وبناء أماكن العبادة التي هدمت من قبل التنظيمات الإرهابية.
وفي لقاء آخر أشار الراعي في كلمة له إلى أن الأزمات الخطيرة والمؤلمة التي يعيشها مسيحيو الشرق وخصوصا في العراق وسورية هي التي “جمعتنا هنا في هذه القمة للدفاع والحفاظ على المسيحيين ولخلق أجواء من شأنها تعزيز السلام والانسجام بين كل الأديان والمجموعات العرقية التي مر دهور على وجودها في أراضي الشرق” مشيرا إلى أنه في كثير من المناسبات أوضحنا موقفنا للعالم العربي والإسلامي والمجتمع الدولي والاتحاد الأوروبي الداعي إلى وقف انتشار الفكر التكفيري على الصعيد السياسي والديني الرافض للتنوع وتعددية المؤسسات السياسية وحرية الرأي والدين والقضاء على كل التنظيمات الإرهابية في الشرق الأوسط.
من جانبه دعا البطريرك يوسف الثالث يونان بطريرك الكنيسة السريانية الكاثوليكية إلى حماية الأقليات من خطر التنظيمات الإرهابية المسلحة مشيرا إلى الاعتداءات الوحشية التي حصلت مؤخرا في الموصل شمال العراق من قبل إرهابيي “داعش” ومبديا أسفه لما تعرضت له الأقليات في العراق من جرائم اقترفها إرهابيو التنظيم المذكور منتقدا الصمت الدولي تجاه ما يجري من جرائم رهيبة وسبي وقتل وغيرها على مرأى وتحت أعين العالم واللامبالاة الصاعقة للأمم والدول المتحضرة.
ولفت يونان إلى أن بطاركة الشرق ذكروا في اجتماعهم الأخير في بكركي في لبنان قبل بضعة أسابيع أن التفريق بين الدين والدولة هو شرط أساسي لنهوض دولة مدنية.
من جهته أعلن رئيس جمعية الدفاع عن المسيحيين في الشرق توفيق بعقليني في رسالة وجهها إلى المؤتمرين تأييده لأعمال المؤتمر ورفضه كل أنواع الاضطهاد مشددا على ضرورة قمع التنظيمات الإرهابية.
من جانبه دعا القيادي في التيار الوطني الحر وليد الأشقر إلى عدم السكوت عما يحصل اليوم في المنطقة وقال “علينا إيصال رسالة قوية واضحة إلى الإدارة الأمريكية بوجوب عدم التغاضي عما يتعرض له المسيحيون في هذه الأيام في بلدان الشرق من تهجير وقتل على يد التنظيمات الإرهابية”.
بدورهم أكد أعضاء من الكونغرس الامريكي أن إرهابيي “داعش” والتنظيمات الإرهابية الأخرى يشكلون خطرا كبيرا على الشرق بأكمله وخصوصا على المسيحيين.
وتطرق المتحدثون إلى المآسي التي شهدتها منطقة الشرق الأوسط في الأشهر الماضية ولاسيما الأقليات من قتل وتهجير وشددوا على أهمية دعم المسيحيين في المنطقة معتبرين أن ما قام به تنظيم إرهابيي “داعش” في سورية والعراق أمر محزن ويجب التصدي له ولا يجوز أن يبقى الوضع على ما هو عليه مستغربين سكوت المجتمع الدولي إزاء ما يحصل وطالبوا بتدخل عسكري لضرب هذه التنظيمات الإرهابية والوحشية.
ودعوا المجتمع الدولي إلى التحرك سريعا قبل فوات الأوان وتفاقم الوضع وشددوا على ضرورة عودة المهجرين إلى ديارهم والحفاظ على حياتهم وكرامتهم.
(المصدر: وكالة سانا للأنباء بتاريخ 11/9/2014)