أكد المطران هيلاريون رئيس دائرة العلاقات الخارجية في “سنهادوس” الكنيسة الأرثوذكسية الروسية أن العدوان الإرهابي الخارجي الذي تتعرض له سورية هدفه “تحطيم العلاقات الاجتماعية المتجانسة” بين مكونات المجتمع السوري مشددا على وقوف الكنيسة ضد كل أجنبي يحاول تقرير مصير سورية وشعبها.
وقال المطران هيلاريون خلال لقائه وزير الأوقاف الدكتور محمد عبد الستار السيد والوفد المرافق له اليوم في مقره بموسكو “زرت سورية مرات عديدة برفقة البطريرك “كيريل” بطريرك موسكو وعموم روسيا الاتحادية وشاهدت بأم عيني كيف يعيش المواطنون في سورية بانسجام ووئام بمختلف طوائفهم وأديانهم لكن هذا التناغم انتهك بعد أن تعرضت سورية لعدوان إرهابي خارجي وهناك قوى تسعى إلى تصعيد الوضع هناك”.
وتابع “نبهنا مرارا من أن التدخل الخارجي في الشؤون الداخلية لسورية لن يقود لأي شيء جيد” مؤكدا أن موقف الكنيسة الأرثوذكسية الروسية والحكومة الروسية من الأحداث في سورية كان منذ البداية ثابتا ومبدئيا وواضحا ولم يتغير وقال “ندعم الشعب السوري بكامله والكنيسة الأرثوذكسية الروسية على علاقات تعاون مع الجهات المختصة في سورية عبر الجمعية الإمبراطورية الأرثوذكسية ووزارة الحالات الطارئة في روسيا فيما يتعلق بإرسال المساعدات الإنسانية العينية”.
وعن مصير المطرانين بولس يازجي مترو بوليت حلب والإسكندرون وتوابعها للروم الأرثونكس ويوحنا ابراهيم مترو بوليت للسريان الأرثوذكس المخطوفين منذ ما يقارب العام ونصف العام قال المطران هيلاريون “نشعر بالقلق من عدم معرفة مصير المطرانين المخطوفين”.
ولفت المطران إلى أن ما يجري في العراق وفي بعض المناطق السورية والمصرية على أيدي الإرهابيين من جرائم قتل للأطفال وقطع للرؤوس هو “إبادة منظمة للمسيحيين” معربا في الوقت ذاته عن أسفه لما تتعرض له الكنائس والمعابد المسيحية من تدمير وتدنيس.
من جانبه نقل وزير الأوقاف خلال اللقاء مع المطران هيلاريون تحية وتقدير السيد الرئيس بشار الأسد لغبطة البطريرك كيريل ووجه الشكر للكنيسة والحكومة في روسيا وللرئيس فلاديمير بوتين وللشعب الروسي على مايقدمونه للشعب السوري من دعم سياسي واقتصادي وفي الساحة الدولية مبينا أن الشعب السوري يقدر مواقف روسيا وموقف البطريركية الأرثوذكسية لتفهمها الدقيق لما يجري في سورية.
وأكد الوزير السيد أن استهداف سورية من قبل الدول الغربية ودول عربية واقليمية متطرفة مثل السعودية وقطر وتركيا من خلال إرسال الإرهابيين ومدهم بالسلاح والمال جاء لأن سورية مهد المسيحية ومنطلق الحضارة الإسلامية وقال “إن أعداءنا يريدون لنا إسلاما على النموذج السعودي أو القطري وليس السوري الذي تعانق الكنيسة فيه المسجد والذي لا وجود له في منطقة الشرق الأوسط إلا في سورية”.
وأشار وزير الأوقاف إلى أن الإرهابيين هجروا المسلمين قبل أن يهجروا المسيحيين فهم يستهدفون السوريين بشكل عام مضيفا “لقد اعتدى الإرهابيون على المساجد وقتلوا الخطباء والأئمة وعندما حطموا تمثال السيدة العذراء عليها السلام أكد علماء سورية أن الإرهابيين إذا استطاعوا تحطيم تمثال السيدة مريم العذراء فلن يستطيعوا نزع سورة مريم من القرآن الكريم”.
وأشار وزير الأوقاف إلى أن توجيه واشنطن ضربات لمواقع إرهابيي “داعش” في الأراضي السورية دون موافقة الحكومة السورية يعتبر انتهاكا لحرمة السيادة الوطنية وعدوانا صارخا على سورية معربا في الوقت ذاته عن التقدير لمواقف روسيا التي تحارب الإرهاب.
ويرافق السيد في زيارته لموسكو الدكتور توفيق البوطي رئيس اتحاد علماء بلاد الشام.
(المصدر: وكالة سانا للأنباء بتاريخ 15/9/2014)