أكد نائب وزير الخارجية والمغتربين الدكتور فيصل المقداد أن الحرب على الإرهاب يجب ألا تكون حركة علاقات عامة أو استعراضات إعلامية أو مراضاة لهذا الطرف أو ذاك بل يجب أن تشارك فيها كل الدول التي تعاني من الإرهاب والتي تحاربه بالفعل.
وقال المقداد في حديث لقناة ار تي الروسية اليوم “إن سورية تحارب الإرهاب بلا هوادة منذ أكثر من ثلاث سنوات وغيابها عن المؤتمرات التي تعقد حول الإرهاب كما حصل في جدة أو باريس مع غيرها من الدول المهمة في هذا الشأن يلقي الكثير من الشكوك حول هذه المؤتمرات”.
وعبر المقداد عن استغرابه من أن تكون الدول المتصدرة للصفوف الأولى في هذه المؤتمرات هي من يتحمل مسؤولية دعم وتمويل وتسليح الإرهاب مشيرا إلى أن المفروض هو محاسبة هذه الدول على مخالفتها للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة وقرارات مجلس الأمن بدلا من دعوتها إلى مثل هذه المؤتمرات.
ولفت المقداد إلى أن إيران كما هو حال سورية تخوض حربا لا هوادة فيها على الإرهاب والإرهابيين ولكن بعض الدول تريد وضع العصي في دواليب التحرك نحو المواجهة الصحيحة للإرهاب وتقوم بمناورات تحول دون مشاركة إيران في المؤتمرات التي تقول إنها تريد العمل على مكافحة الإرهاب.
وقال المقداد “إن شعور إيران بأن بعض الدول غير جادة في مكافحة الإرهاب وأن لها أجندات مختلفة لا تتعلق من قريب أو بعيد بهذا الأمر هو الذي دعاها في كثير من الأحيان إلى الإحجام عن المشاركة في مؤتمرات كهذه”.
وأضاف المقداد “إن العلاقات السورية الفرنسية بشكل خاص والعلاقات مع بعض الدول الأوروبية بشكل عام لا تجعل سورية قادرة على حضور مثل هذه المؤتمرات حتى لو دعيت إليها فالدول المعنية بهذه المناسبات التفت على قرار مجلس الأمن الأخير 2170 حيث يدعو إلى محاربة تنظيمي /داعش/ و/جبهة النصرة/ الإرهابيين وإلى مكافحة الإرهاب في كل من سورية والعراق إلا أن مسؤولي هذه الدول بما في ذلك الدولة التي تقدمت بمشروع القرار أمام مجلس الأمن تنكروا لذلك وبدأ الحديث فقط عن مكافحة /داعش/ في العراق ونسوا /جبهة النصرة/ وفصائل إرهابية أخرى لها وجود أيضا في سورية”.
وشدد المقداد على أن قرارات مجلس الأمن تحتم على أي تحالف أو تكتل أو تجمع لمكافحة الإرهاب احترام سيادة الدول واستقلالها والتشاور معها في كل ما يتعلق بالحرب ضد الإرهاب وعلى هذه الدول التي تعرف ما عليها من واجبات ألا تتجاوز حدود القانون الدولي أثناء مكافحتها للإرهاب.
وبين المقداد أن السعودية وتركيا كانتا طوال السنوات الماضية جزءا لا يتجزأ من دعم الإرهاب والتنظيمات الإرهابية في سورية ومن ضمنها /داعش/ فهما استضافتا الإرهابيين وسهلتا حركتهم إلى سورية وقدمتا لهم كل شيء ليأتوا ويقتلوا الشعب السوري.
وقال المقداد “إن محاولات إجراء اتصالات على مستويات أمنية معينة من الدول الغربية مع سورية لا تزال مستمرة وهم يعرفون أن العنوان الحقيقي لمكافحة الإرهاب هو دمشق لأننا نناضل ضد الإرهاب منذ ثلاث سنوات على الأقل ولأننا صادقون في حربنا على الإرهاب ولكن أكدنا على ضرورة وجود إطار سياسي لهذا العمل المشترك وأن على الدول الغربية تغيير مواقفها لأن تحليلها للأوضاع في سورية فشل وفهمها لما يجري لم يكن دقيقا ولأن العنوان الحقيقي لمكافحة الإرهاب هو دمشق وليس أي بلد اخر”.
وأضاف المقداد “إن دمشق هي أحد أهم العناوين الحقيقية لمكافحة الإرهاب في المنطقة وتجاهلها هو تعبير مباشر عن عدم وجود رغبة في حرب حقيقية على الإرهاب تحت ذرائع مختلفة لا يمكن أن تقنع أحدا”.
(المصدر: وكالة سانا للأنباء اليوم بتاريخ 15/9/2014)