أكد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله أن الولايات المتحدة الأمريكية ليست في موقع أخلاقي يؤهلها لقيادة تحالف على الارهاب لأنها أم الارهاب وأصله في هذا العالم وهي الداعم المطلق لدولة الارهاب الصهيونية معتبرا أن من حق كل شعوب المنطقة أن يشككوا في نواياها تجاه ما يسمى “التحالف الدولي لمحاربة داعش” لأنه فرصة أو ذريعة لتعيد أمريكا احتلال المنطقة من جديد.
وقال نصر الله في كلمة له الليلة حول آخر المستجدات في المنطقة نقلتها قناة المنار: “إن الادارة الامريكية غير مؤهلة أخلاقيا لتقدم نفسها كقائد لتحالف دولي ضد الارهاب لأن هذا التحالف صنع للدفاع عن مصالحها على حساب مصالح المنطقة”.
وأضاف نصر الله: “إن موقفنا من هذا التحالف الدولي بقيادة أمريكا أمر آخر لاعلاقة له بموقفنا من /داعش/ فنحن بالمبدأ ضد تحالف دولي في سورية أكان المستهدف النظام السوري أو داعش أو غير داعش. لدينا موقف مبدئي لايتغير من ساحة إلى أخرى ولا نوافق على أن يكون لبنان جزءا من هذا التحالف الدولي”.
وتابع نصر الله. “إن الجميع يعلم أننا ضد داعش وضد هذه الاتجاهات التكفيرية التي تقتل وتذبح لأنها تشكل تهديدا لكل سكان وشعوب هذه المنطقة وموقفنا حاسم من هذه الجماعات ووجوب التصدي لها ولذلك نقاتلها ونقدم التضحيات”.
وتساءل نصر الله. “أليس من حق اللبنانيين أن يشككوا باليقظة الأميركية” قائلا. “نحن لا نؤيد ونرفض أن يكون لبنان جزءا من هذا التحالف الدولي وليس من مصلحته أن يكون جزءا منه وهناك مخاطر عليه في حال انضم إليه”.
وأضاف نصر الله. “نحن قادرون رغم الانقسام السياسي والتجاذبات على أن نواجه الإرهاب في لبنان من خلال جيشنا وشعبنا وصمودنا لأننا ما زلنا على قيد الحياة ولا يمكن لأحد ان يفرض علينا تهويلا من هذا النوع وإذا أرادت الدول المشاركة في التحالف الدولي مساعدة لبنان عليها أولا وقف تمويل وتدريب التنظيمات الارهابية. تسليح الجيش اللبناني. حل مشكلة النازحين السوريين”.
وحول قضية العسكريين المختطفين من الجيش اللبناني لدى المجموعات الارهابية المسلحة في جرود عرسال أكد نصر الله أن هذه القضية إنسانية وطنية وأخلاقية بامتياز ولا تخص منطقة أو حزبا أو طائفة وإنما تتعلق بكل اللبنانيين وقال الأمين العام لحزب الله: “إن البعض في لبنان حول هذه القضية لتحقيق مكاسب سياسية وتصفية حسابات وإثارة نعرات طائفية ومذهبية واستخدم الكذب لتشويه القضية حتى أنه رفع سقف المطالب أكثر مما هي مطالب الجهات الخاطفة نفسها ووضع المسؤولية على غير الجهات الخاطفة وحاول تبرير ما حصل من قبل الارهابيين”.
وأضاف نصر الله: “في هذا النوع من القضايا نتجنب اتخاذ المواقف لأن الطرف الآخر له طريقته وحساباته ونكون حذرين كما فعلنا في قضية مخطوفي اعزاز فليس المهم ما نقول بل المهم أن يتم إطلاق سراح العسكريين المختطفين وكنا دائما نفضل ان نناقش الأمور بعيدا عن وسائل الاعلام لكن لخطورة هذه القضية وأهميتها قررنا التطرق لها”.
واكد نصر الله أن لبنان أمام تحد حقيقي والمطلوب ضبط المشاعر والعواطف وعدم المس بالأبرياء والحفاظ على النسيج الوطني والاجتماعي لافتا إلى أن حزب الله منذ دخوله الى القصير دعا إلى تجنيب لبنان الفتنة في حين أن التنظيمات الارهابية أرادت نقلها إلى الاراضي اللبنانية.
وقال نصر الله: “منذ البداية كان الواجب ان تتعامل القوى السياسية كلها والناس والاعلام مع هذه القضية بمستوى القضية الوطنية الأخلاقية والانسانية وكان يجب أن يكون هدف الجميع اعادة العسكريين إلى أهلهم بأسرع وقت وهذا سيبقى هدفنا إلى أن ينجز” لافتا إلى أن ما جرى منذ ما يقارب الشهرين في منطقة عرسال نتيجة توقيف الجيش لأحد العناصر الارهابية وما تبعها من أحداث لم يكن وليد لحظته بل نتيجة تحضير كبير.
وتابع نصر الله: “إذا أردنا أن يعود العسكريون بصحة يجب ان نفاوض بقوة فالتفاوض من موقع ضعيف سيؤدي إلى كارثة وقضية عرسال هي مسؤولية الحكومة اللبنانية بالدرجة الأولى وعلى الجميع مساندتها وهي تعرف نقاط القوة الموجودة لديها وعليها المفاوضة من موقع القوة وليس التوسل فمن يرد ان يفاوض فعليه أن يفتش عن نقاط القوة ويضعها على الطاولة كما فاوضنا في عدة مناسبات لاستعادة أسرانا ولم نرفض على الاطلاق مبدأ التفاوض”.
وتوجه الأمين العام لحزب الله بالعزاء لكل عوائل شهداء الجيش اللبناني وحيا عوائل العسكريين الاسرى لدى المجموعات الارهابية وقال. “نحن نعرف الصعوبات التي تعيشها عوائل الاسرى لأن لدينا تجربة من خلال اسرانا عند العدو الصهيوني” داعيا إلى إبقاء قضية العسكريين الاسرى خارج المزايدات وتصفية الحسابات من أجل الجيش والبلد والشعب مؤكدا أن التزوير والدجل الذي مارسه البعض ضد حزب الله في قضية المخطوفين لم ولن يحقق شيئا.
وأضاف نصر الله. “إذا عادت الحكومة إلى التفاوض وهذا من الطبيعي ان يحصل فيجب الاستماع إلى المطالب والتفاوض” مشيرا الى ضرورة عدم الخضوع للتهديد لأنه لا يمكن لدولة او حكومة أو جيش أو شعب ان يقبل به في كل العالم ولا يمكن لأحد أن يتعاطى مع قضية من هذا النوع بخيار واحد.
وبين نصر الله أن الخطف المضاد لا يجوز ولا يحقق شيئاً بل يحقق أهداف التنظيمات المسلحة التكفيرية الارهابية مشددا على انه لا يجوز المس بأي بريء من المهجرين السوريين أو غيرهم ولا ان يحملهم أحد مسؤولية جرائم هؤلاء الارهابيين التكفيريين موضحا أن من أهداف ذبح الجنود اللبنانيين التحريض على ردات فعل ضد هؤلاء المهجرين وإثارة الفتنة.
وحول العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة قال نصر الله. “إنني ادعو إلى الانتباه واليقظة ومتابعة الأحداث وأبارك للشعب الفلسطيني هذا الانتصار السياسي الكبير الذي تحقق لأنه عطل كل أهداف اسرائيل المعلنة وغير المعلنة”.
وفي الشأن اليمني بارك نصر الله المصالحة التي حصلت والتي تشكل فرصة تاريخية لإخراج اليمن من مشاكله المعقدة واضاف. “نحن نسعد عندما يصل أي شعب إلى حل سياسي”.
وفي الشأن البحريني قال الأمين العام لحزب الله. “يجب أن نذكر بالخير الشعب البحريني الذي يواصل حراكه السلمي على أمل ان يصل إلى تحقيق أهدافه وان تساعده التطورات الإقليمية على تحقيق هذه الأهداف” مضيفا. “نحن كجزء من هذه الأمة نتطلع الى أن تتمكن شعوبنا من تخطي مآسيها وآلامها وأن تحول التهديدات إلى فرص” مشيرا إلى أن “المنطقة أمام تهديد كبير يمكن تحويله إلى فرصة”.
(المصدر: وكالة سانا للأنباء بتاريخ 24/9/2014)