أقر الرئيس الأميركي باراك أوباما بأن بلاده أخطأت في تقدير خطورة التنظيمات الإرهابية في سورية وأنها لم تتوقع أن يؤدي تأزم الوضع في سورية إلى تسهيل ظهور مجموعات متطرفة خطيرة على غرار تنظيم داعش.
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن أوباما قوله في مقابلة مع شبكة سي بي اس نيوز “إن مقاتلي تنظيم القاعدة القدامى الذين طردتهم الولايات المتحدة والقوات العراقية من العراق تمكنوا من التجمع في سورية ليشكلوا تنظيم الدولة الاسلامية الجديد الخطير”
وتأتي تصريحات أوباما بعد ثلاث سنوات من المكابرة الأمريكية على الاعتراف بأن من يدعمهم الغرب في سورية ليسوا إلا بقايا تنظيمات إرهابية يحاولون الظهور بلبوس آخر مستغلين ما شهدته المنطقة من أحداث أطلق عليها ربيعا عربيا.
وتابع أوباما “اعتقد أن رئيس أجهزة الاستخبارات جيم كلابر أقر بأنهم لم يحسنوا تقدير ما جرى في سورية” لافتا إلى خطورة الدعاية الإعلامية التي يقوم بها تنظيم داعش الإرهابي والتي تستقطب متطرفين جددا من أوروبا وأميركا واستراليا والدول الإسلامية يؤمنون بالسخافة المتعلقة بالجهاد التي يروجون لها على حد قوله.
وعندما يشير اوباما إلى خطا الاستخبارات فإنه يستخدم بذلك تكتيكا طالما لجات إليه الإدارات الأمريكية عبر تحميل الخطأ لجهة أو مؤسسة بعينها وتجنيب الإدارة التهم التي توجه إليها.
واعتبر أوباما أن “الحل في سورية والعراق سيكون من خلال حل أزماتهما السياسية الداخلية” وسيتطلب “تغييرا في طريقة تفكير ليس العراق وحده بل دول مثل سورية وغيرها في المنطقة حول ما تعنيه التسوية السياسية فعلا”.
ودعا أوباما العراقيين ليكونوا مستعدين للقتال وأن يقاتلوا بعيدا عما أسماها الطائفية جنبا إلى جنب لمحاربة هذا السرطان المتفشي بينهم مشيرا إلى أن الولايات المتحدة تساعد العراق في حرب حقيقية تدور على أرضه بمشاركة قواته.
وقال أوباما “من مصلحتنا القيام بذلك لأن تنظيم دولة العراق والشام يمثل نموذجا هجينا ليس فقط لشبكة إرهابية بل لتنظيم لديه طموحات ميدانية وبعض الاستراتيجية وتكتيك الجيش”.
وتنصل أوباما من الالتزام بإعلان الحرب على تنظيم داعش بشكل عام كما كان الحال مع تنظيم القاعدة وقال “هذه ليست حربا بين الولايات المتحدة وتنظيم داعش. الولايات المتحدة تقود تحالفا دوليا لمساعدة دولة تربطنا بها شراكة أمنية ولضمان أنها قادرة على تولي أمورها”.
ويشكك كثير من دول المنطقة والعالم بجدية واشنطن في محاربة الإرهاب إذ أنها مازالت تصر على تقسيمه إلى إرهاب طيب وآخر شرير تدعمه في سورية وتدعي محاربته في العراق وترفض التعاون مع الدول المتضررة من الإرهاب والتي تحاربه بالفعل بينما تحالف الدول التي ترعى الإرهاب وتعتنق أفكاره المتطرفة على المستوى الرسمي مثل السعودية وقطر وتركيا مركز الحركة الوهابية وتنظيم الإخوان المسلمين الإرهابي.
(المصدر: وكالة سانا للأنباء بتاريخ 29/9/2014)