أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إتمام الموافقة على البيان السياسي الذي يكرس مبادئ التعاون متعدد الأطراف في منطقة بحر قزوين مؤكداً أنه لأول مرة جرى تحديد المبادئ الرئيسية للتعاون الخماسي حول بحر قزوين.
وخلال قمة زعماء الدول المطلة على بحر قزوين والتي بدأت أعمالها اليوم في مدينة أستراخان الروسية نوه الرئيس بوتين بأهمية الموقع الجغرافي لبدان الخماسية في التعاون فيما بينها عبر المواصلات البحرية لافتاً إلى أن المهمة الرئيسية تكمن في إنشاء البنى التحتية المعاصرة الأكثر فعالية في استخدام النقل البحري.
ونبه بوتين إلى ضرورة الوقاية والتصدي للحالات الطارئة في بحر قزوين مشيراً إلى التوقيع على اتفاقية خاصة بهذا الموضوع ومقترحاً كخطوة أولى في هذا الصدد تنظيم تدريبات عامة على نطاق شامل لدوائر الحالات الطارئة بالدول الخمس في العام 2016 لأن ذلك سيتيح بالممارسة اكتساب المهارات وتحديد طرائق التواصل والتنسيق بين وحدات الإنقاذ.
من جانبه اقترح رئيس كازاخستان نور سلطان نازاربايف على رؤساء الدول المطلة على بحر قزوين إقامة منطقة تجارة حرة في حوض بحر قزوين لافتاً إلى أن هذه المسألة يمكن أن تكون إحدى المسائل الأولى المطروحة للدراسة الموضوعية على مستوى حكومات بلداننا.
وقال نازاربايف: “إنه قبل تحديد الوضع القانوني لقزوين يمكن وضع الأساس للتعاون الاقتصادي واقترح بهذا الشأن المباشرة بالنظر في مسألة إقامة منطقة للتجارة الحرة في حوض قزوين.”
وكان مساعد الرئيس الروسي يوري أوشاكوف أعلن عشية انعقاد قمة أستراخان أن بيان قادة الدول المطلة على بحر قزوين سينص على مبادئ ترسيم الحدود لحوض بحر قزوين مؤكداً أن بيان الرؤساء وبفضل نتائج عمل الخبراء سيعكس المبادئ المتفق عليها لرسم الحدود الإقليمية في مياه بحر قزوين كما سيتم تحديد منطقتين أولهما سيادية خاصة بكل دولة وثانيهما مخصصة لحقوق مطلقة في صيد الأسماك بحيث تمتد كلا المنطقتين إلى مسافة 25 ميلا بحرياً.
يأتي ذلك بعد أن أكد الرئيس الروسي في كلمة له خلال القمة أن جميع قادة الدول الخمس المطلة على بحر قزوين مهتمون بالتوصل إلى اتفاقات مرضية للجميع وموجهة نحو إقامة تعاون أوثق في منطقة حوض قزوين.
وقال بوتين: “إن الأمر الرئيسي لدينا جميعاً هو التصميم الحازم والاهتمام بالتوصل إلى اتفاقات مقبولة لجميع الأطراف والتي من شأنها أن تسهم في تعزيز التعاون الوثيق بين أعضاء خماسية قزوين داعياُ إلى تحسين آليات عمل المنظمة عبر عدم حصر العمل في اللقاءات على مستوى عال فقط وإنما تنشيط عمل الوزارات والمؤسسات ومجموعات الخبراء ورجال الأعمال والمنظمات الشبابية أيضاً.”
واعتبر بوتين أن أساس الاستقرار في هذه المنطقة هو في العلاقات المتوازنة والمحفوظة بعناية بين دول حوض بحر قزوين وبين شعوبها وقادتها والموجهة نحو كل ما له صلة ببحر قزوين سواء كان ذلك في مسائل الأمن أو الاقتصاد أو في حماية البيئة.
وشدد بوتين على أن الثقة المترسخة بين دول منطقة بحر قزوين تسمح لنا بإيجاد الحلول المناسبة لأكثر القضايا تعقيداً واصفاً المنطقة بأنها: “واحة للسلام وحسن الجوار الحقيقي.”
وأضاف: “إننا بحاجة إلى صياغة بيان سياسي يكرس مبادئ التعاون متعدد الأطراف في منطقة بحر قزوين والذي من شأنه أن يكون حجر الزاوية في الوثيقة الأساسية اللاحقة وهي معاهدة الاتفاق على الوضع القانوني لبحر قزوين.”
وأعرب الرئيس الروسي عن ثقته بأن زيادة التعاون بين الدول الخمس ستسهم في استقرار المنطقة ورفع كفاءة مكافحة الإرهاب والتطرف وتهريب المخدرات والتحديات والتهديدات الأخرى كما أنها ستعطي زخماً إضافياً للتنمية الاقتصادية لهذه الدول وسوف تزيد من قدرتها التنافسية في الأسواق العالمية وأشار بوتين إلى أنه بالإضافة إلى القضايا المذكورة في النظام القانوني حول الأمن والاقتصاد في حوض بحر قزوين يتضمن جدول أعمال قمة أستراخان مناقشة التدابير الخاصة بتعزيز التعاون في مجال النقل وحماية النظام البيئي للحوض فضلاً عن تبادل وجهات النظر حول القضايا الدولية الراهنة.
يشار إلى أن القمة الرابعة للدول المطلة على بحر قزوين بدأت أعمالها اليوم بمدينة أستراخان جنوب روسيا بمشاركة رؤساء روسيا وأذربيجان وإيران وكازاخستان وتركمانستان ومن المقرر أن تبحث أهم قضايا التعاون المشترك وسير تنفيذ القرارات التي اتخذت في قمة باكو عام 2010.
(المصدر: وكالة سانا للأنباء بتاريخ 30/9/2014)