شدد وزير الإعلام عمران الزعبي على أن مكافحة الارهاب في المنطقة وفي سورية بالذات لا يمكن أن تتم بمعزل عن الدولة والقيادة السورية موضحا أن عدم وجود سورية فى التحالف أو عدم التنسيق معها لن يغير على الاطلاق من موقفها القاضي بأهمية مكافحة الارهاب انطلاقا من فهمها لمخاطره التي تتهدد العالم بأسره.
وأكد الزعبي في مقابلة مع التلفزيون العربي السوري أن سورية ماضية إلى النهاية بمكافحة الارهاب وهي ترحب بكل من يريد التنسيق معها بهذا الشأن كما أنها لم ولن تتوسل لأحد كي تكون جزءا من تحالف دولي لمكافحة الإرهاب لأن هذه المسألة بالنسبة لها معطى أساسي في سياستها.
وشدد الزعبي على أن مدينة عين العرب أرض سورية وشعبها هو شعبنا وأهلنا ومواطنونا وأي تفكير آخر خلاف ذلك هو محاولة لتحقيق غايات سياسية وللنيل من الدولة والقيادة السورية.
وقال الزعبي إن “مدينة عين العرب منذ اللحظة الأولى لفتح المعركة هي منطقة سورية وكل أهلها وشعبها سوريون بامتياز والدولة لم ولن تتوانى عن ممارسة دورها العسكري والسياسي والاجتماعي والاقتصادي والإنساني تجاه جميع المناطق من أصغر قرية في سورية إلى أكبر مدينة فيها”.
وأضاف الزعبي إن “الدولة بقواتها المسلحة بشكل مباشر أو بطيرانها قامت بتقديم الدعم العسكري واللوجستي والذخائر والسلاح للمدينة وفعلت ذلك ولا أحد ينكر وستبقى تفعل ذلك بأعلى وأقصى طاقة ممكنة لأن هذه قضية وجودية مصيرية”.
وأكد الزعبي أنه لن يقتطع شبر واحد من الأراضي السورية لصالح أحد لا عصابات ومجموعات إرهابية ولا دول ولا كيانات فالأراضي السورية خط أحمر ونحن مستعدون كمواطنين سوريين للدفاع عن الوحدة الوطنية والسيادة حتى آخر سوري في سورية وهذه قضية غير قابلة للنقاش وخارج التداول السياسي وخارج الظرف الذي تمر به سورية.
وحول حديث أردوغان عن مناطق حظر في سورية واعتباره منطقة عين العرب منطقة استراتيجية له قال الزعبي: “إن هذه المنطقة أرض سورية ومدينة سورية وليست أرضا تركية وهذه مسألة يجب أن تكون واضحة للجميع”.
وأضاف الزعبي: “بخصوص فيلم اليوتيوب عن سيطرة الإرهابيين على ثلاث طائرات في مطار الجراح العسكري بحلب فهناك ثلاث طائرات منسقة قديمة قام الإرهابيون بتجريبها فقام الطيران العربي السوري بالتحليق فورا ودمر اثنتين منها على المدرج أثناء هبوطهما وخبؤوا واحدة والبحث جار عنها وستدمر وهي لا تقلق ولا يستطيعون استخدامها ولكن السؤال.. ما هو الغرض من استخدامها.. وما هي الوظيفة” مضيفا.. “إن ذلك كي تكون لحكومة أردوغان ذريعة لإقامة منطقة حظر جوي بحجة امتلاك الإرهابيين طيرانا.. ومن أجل إذا ما أراد أحد تقديم دعم لاحقا يصل إلى هذا المستوى ولا أحد لديه الجرأة أصلا لذلك لأن الجميع سيكشف ذلك يقول إن الجيش السوري ترك طيرانه للإرهابيين وهذه القصة تافهة ولا قيمة لها وسقطت وسحبت من التداول وهناك من أراد أن يوظفها”.
وأكد الزعبي أن محاربة الإرهاب لا تتضمن بالضرورة لا إرسال طيران ولا قوات برية بل التنسيق الأمني والسياسي والمواجهة الثقافية والمعرفية والحوار والنقاش بين الأديان والمذاهب والشعوب والحضارات.
وبين وزير الإعلام أن تنظيم “داعش” الإرهابي ليس كلمة في الصحراء وإنما هو حصيلة ترتيبات مشغول عليها وجزء من الترويج له هو ثقافة الرعب والإرهاب لترهيب الآخرين وهذا كله جزء من العمل الأمني والسياسي للتنظيم الإرهابي بتخطيط الآخرين على الطريقة الإسرائيلية في عام 1948 عندما ذبحت الأهالي في قرية دير ياسين وهم يعملون حاليا بهذا المنطق.
وقال الزعبي: “نحن لا نميز بين تنظيم داعش وجبهة النصرة وجميع التنظيمات الأخرى وإن الحراك بينها وبين عناصرها هو حراك متفق عليه وحجة أن الفصائل منفصلة عن بعضها غير مقنعة وغير ممكنة وغير واقعية” مؤكدا أن مواجهة تنظيم “داعش” الإرهابي تحتاج إلى ثقافة سياسية من قبل الحكومات والدول التي تريد محاربة الإرهاب فعلا ومن يدعي أن محاربة “داعش” تستوجب محاربة النظام السوري فهذا غباء ومنطق أعوج وسياسي بحت وليس منطقا قانونيا ولا أخلاقيا وينطلق من مصالح سياسية ومالية سواء صدر من تركيا أو فرنسا أو قطر أو السعودية.. فالنظام هو نظام وطني متحضر مدني يحافظ على التنوع وله الكثير من المزايا التاريخية بدولة لها هويتها وحضارتها.
وأكد وزير الإعلام أن علاقات سورية مع أصدقائها وحلفائها من الدول علاقات متينة ومميزة سواء في مسألة مكافحة الإرهاب أو في غيرها وهي تقوم على منظومة تاريخية تراثية قيمة وأخلاقية إلى جانب المصالح المشتركة.
وقال الزعبي إن “الغرب يقوم بالاستبعاد السياسي ويقول إنه لا يريد التنسيق مع سورية كما أنه لا ينسق أيضاً مع روسيا وإيران والصين ولا مع دول مجموعة /البريكس/ مع العلم أنه لا توجد دولة في العالم لم تعان من الإرهاب وأن أفضلية التنسيق الآن يجب أن تكون مع سورية كونها دولة مواجهة مباشرة مع الإرهاب ونحن في سورية سنحارب الإرهاب مع حلفائنا وشركائنا وأصدقائنا”.
وقال الزعبي إن “أعداء سورية يريدون إنهاك الجبهة الداخلية والمواطنين في حياتهم اليومية وأمنهم وتآلفهم ووحدتهم الوطنية وإنهاك الجيش والاقتصاد وهذه المعركة ليست بسيطة وهي من أصعب وأعقد المعارك وهي فرضت علينا”.
وبين الزعبي أن العالم الان يشهد تحولا فى فهم حقيقة ما حدث في سورية منذ أكثر من ثلاث سنوات وما أسفر عنه من ظهور تنظيمات ارهابية كـ “داعش” و”جبهة النصرة” وغيرهما من التنظيمات الإرهابية التي تحمل مسميات مختلفة ولم تظهر بين ليلة وضحاها.
وأضاف الزعبي إن هذا التحول يصب فى مصلحة مصداقية سورية التي كانت تسعى إلى تحذير العالم من خطر الإرهاب في وقت مبكر ولو قبل العالم حينها الاستماع إلى ما قالته سورية من وجود إرهابيين متطرفين أجانب مدعومين من أجهزة استخبارات وحكومات دول عربية وإقليمية لكان تفادى الكثير من التطورات الخطيرة التي حصلت في المنطقة وفي سورية خصوصا.
وأكد الزعبي أن هناك مصالحات تتم في مناطق كثيرة من سورية وتجري ترتيبات معينة من تسليم سلاح وتدقيق بظروف الناس وعودتهم للحياة ومعالجة أوضاع البعض مبينا أن التنظيمات الإرهابية مثل “داعش” و”جبهة النصرة” وغيرهما ليست لها مصلحة في نجاح المصالحات الوطنية في أي مكان من الوطن بسبب تمويلها الخارجي والأوامر الاستخباراتية والسياسية التي تأتي من صانعيها ومموليها ومديريها خارج الحدود وهي تسعى لتخريب المصالحات تنفيذا لأجنداتهم.
وأضاف الزعبي: “الإعلام السوري فوجئ بحجم الهجمة والتحديات وكانت لدينا مشكلة وهي أننا كنا صادقين ولكن لا نعرف كيف نسوق صدقنا بينما هم يكذبون ويعرفون كيف يسوقون كذبهم”.
وقال الوزير الزعبي إن “الإعلام السوري تناول الحرب والأحداث اليومية بكل التفاصيل وبذل جهوداً كبيرة في سبيل مواكبة الحقائق والوقائع على الأرض ونقلها إلى الناس بصورة متكاملة مراعياً صدق الحالة ودقة وصف ما حدث بالفعل”.
(المصدر: وكالة سانا للأنباء بتاريخ 22/10/2014)