أكد الكسندر لوكاشيفيتش المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الروسية أن الجيش العربي السوري يواصل نضاله بنشاط ضد الإرهابيين، محذراً من جديد «التحالف» الدولي بقيادة الولايات المتحدة من مغبة الاستمرار بقصف مواقع تنظيم «داعش» الإرهابي في أراض سورية من دون التنسيق مع الحكومة السورية.
وقال لوكاشيفتش في تصريح للصحفيين في موسكو أمس ونقلته «سانا»: استمرار «التحالف» بذلك لا يتيح له تحقيق أي نجاح في مجرى الحرب ضد المجموعات الإرهابية، منتقداً إعلان مجموعة ما يسمى «أصدقاء سورية» خلال اجتماعها في العاشر من تشرين الثاني الجاري حول موافقتها على الخطة الأميركية بتدريب وإعداد ما تسميها «المعارضة المعتدلة» وقبولها المساهمة العملية في هذا المشروع وقيامها بدلاً من البحث عن سبل التنسيق مع الجيش العربي السوري في محاربته للإرهاب بتوجيه الاتهامات إلى دمشق في عدم الرغبة بالذهاب للمحادثات للتوصل إلى حل سياسي للأزمة في سورية.
وقال لوكاشيفتش: يمكن التذكر في هذا السياق أن الاتحاد الأوروبي منع في نيسان العام الماضي وبهدف إضعاف الدولة السورية شراء النفط السوري من الشركات الحكومية ويقوم اليوم بذاته بتقوية الدعم المالي لتنظيمي «داعش» و«جبهة النصرة» الإرهابيين بعدم تطبيق قراره على هذين التنظيمين الإرهابيين اللذين يسيطران على مواقع لآبار النفط السوري.
وأوضح لوكاشيفيتش أن روسيا التي اعتبرت مكافحة الإرهاب من أولوياتها تقوم بدعم سورية وبالدفع نحو بدء حوار بين السوريين من أجل التحرك في اتجاه إيجاد حل سياسي للأزمة.
ولفت لوكاشيفيتش إلى أن روسيا مرتاحة جداً لتخلص سورية من أسلحتها الكيميائية وللتعاون الذي أبدته في عملها مع منظمة حظر الأسلحة الكيميائية، مشيراً إلى ضرورة اعتبار هذا التعاون مثالاً جيداً لبقية دول العالم في التعامل مع المنظمات الدولية.
وأعلن المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الروسية دعم بلاده لخطة مبعوث الأمم المتحدة إلى سورية ستافان دي ميستورا، مؤكداً أن الحوار الوطني يجب أن يكون حصراً بين السوريين أنفسهم ووفقاً لميثاق جنيف ومن دون أي شروط مسبقة، مشيراً إلى أن روسيا تحث أصدقاءها وجميع شركائها الدوليين على دعم الجهود الروسية في هذا الاتجاه.
وقال لوكاشيفيتش في تصريحات له أمس: إن روسيا تسعى لتنفيذ الفكرة التي أعلنتها سابقاً حول جمع قوى «المعارضة» السورية المختلفة في موسكو للتمهيد لحوارها مع الحكومة السورية ولكن تطبيق هذه الفكرة ما زال بالغ الصعوبة نظراً لتشتت «المعارضة» السورية واختلاف وجهات النظر لديها وعدم وجود شخصيات رئيسية مسؤولة عن قرارها.
وأكد لوكاشيفيتش أن روسيا تواصل مساعيها في هذا المجال وتعمل مع شركاء في الغرب والمنطقة، لافتاً إلى أن مباحثات وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف مع وزير الخارجية والمغتربين وليد المعلم المزمع إجراؤها في 26 من الشهر الجاري في موسكو ستوضح الكثير من الغموض في هذه المسألة.
وفي سياق متصل جدد نائب وزير الخارجية الممثل الخاص للرئيس الروسي لشؤون الشرق الأوسط وبلدان إفريقيا ميخائيل بوغدانوف التأكيد على موقف روسيا الداعي دائماً إلى حل المشاكل عبر الطرق السلمية والحوار الوطني من دون تدخل خارجي.
ونقل موقع «روسيا اليوم» عن بوغدانوف قوله أمس: بعض شركائنا الإقليميين والغربيين يؤيدون وجهة نظر أخرى حيث تمت في سورية المراهنة على «إسقاط النظام» فيها ومساندة «المعارضة» المسلحة بما فيها المتطرفة، مضيفاً: إنه نتيجة لذلك ظهرت مجموعات مثل «الدولة الإسلامية» و«جبهة النصرة» وغيرهما.
وأوضح بوغدانوف أنه يجب الاستناد إلى القانون والإجماع الدوليين في مكافحة الإرهاب على ألا تخدم بأي شكل من الأشكال المصالح الجيو-سياسية، لافتاً إلى أن عمليات مكافحة الإرهاب في هذه المنطقة يجب أن تعزز بقرار مناسب من مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.
إلى ذلك، أعلنت الخارجية الروسية أن الوزير سيرغي لافروف سيبحث الثلاثاء المقبل في موسكو مع نظيره الألماني فرانك فالتر شتاينماير مجموعة من القضايا أبرزها الأزمة في سورية وملف إيران النووي، ونقل موقع «روسيا اليوم» عن المتحدث باسم وزارة الخارجية الروسية إلكسندر لوكاشيفيتش قوله أمس: المباحثات بين الوزيرين ستتناول علاقات روسيا مع الاتحاد الأوروبي والأزمة في سورية.
(المصدر: صحيفة تشرين السورية بتاريخ 14/11/2014)