أكد مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة الدكتور بشار الجعفري أن بعض الدول الراعية للإرهاب الدولي أحبطت أي جهد دولي مشترك لمكافحة تنظيم “داعش” الإرهابي مشيرا إلى أن مجلس الأمن لم يتحرك ضد الحكومات الداعمة للإرهاب بموجب قراريه الأخيرين 2170 و2178.
وقال الجعفري في كلمة له خلال جلسة لمجلس الأمن حول تهديد الإرهاب للسلام والأمن الدوليين إن إحدى الثغرات التي شابت عمل الأمم المتحدة في استمرار بعض اللجان الفرعية في التعتيم على ما تقوم به من إجراءات للتعامل مع المعلومات التي تقدمها إليها الدول الأعضاء ومن ذلك مثلا عدم تلقينا أي رد على أي من رسائلنا الرسمية الموجهة إلى لجنة القرار 2540 واخرها رسالتنا المؤرخة في 22-10-2014 المرفق بها صور لضحايا استخدام “داعش” لقذائف تحوي مواد كيميائية حارقة ضد أهالي منطقة عين العرب السورية ولا ندري أيضا إن كانت اللجنة تتابع أو تبالي بمساعي “داعش” الحالية لإدخال غاز سام من نوع “في اكس” واستخدامه على الأراضي السورية وهو الأمر الذي لفتنا عناية اللجنة إلى خطورته قبل يومين.
وأوضح الجعفري أنه لايزال كبار مسؤولي الأمانة العامة والناطق الرسمي باسم الأمين العام للأمم المتحدة يستخدمون تسمية “معارضة مسلحة” عند حديثهم عن تنظيمات إرهابية مدرجة على قائمة لجنة القرار 1267 لافتا إلى أن هؤلاء المسؤولين أمعنوا في نهجهم الغريب هذا على الرغم من الرسائل التي قمنا بتوجيهها مرارا إلى الأمين العام بهذا الشأن ولفتنا فيها عنايته إلى تناقض هذا التوصيف مع قرارات هذا المجلس.
بعض الدول الراعية للإرهاب أحبطت أي جهد دولي مشترك لمكافحة تنظيم داعش الإرهابي
وأشار الجعفري إلى أن الأشهر الثلاثة الماضية شهدت على الصعيد الدولي قيام بعض الدول بخطوات للوفاء بالتزاماتها الدولية كما شهدت أيضا قيام دول أخرى بعضها راع للإرهاب الدولي بالتحالف خارج إطار الأمم المتحدة ودون تفويض من مجلس الأمن لتوجيه ضربات عسكرية جوية ضد تنظيم “داعش” الإرهابي في سورية والعراق مبينا أنه بالرغم من دعوات الحكومة السورية للتعاون والتنسيق معها بما يحقق الهدف المشترك المتمثل في القضاء على الإرهاب فقد أحبطت بعض الدول الداعمة للإرهاب أي جهد مشترك بهذا الشأن.
وقال الجعفري ها نحن بعد انقضاء ما يقارب الشهرين على بدء الضربات الجوية ضد “داعش” تطالعنا صحف أمريكية كصحيفة واشنطن بوست بتصريحات لمسؤولين أمريكيين تشير إلى توجه أكثر من ألف مقاتل إرهابي أجنبي شهريا عبر الحدود التركية إلى سورية والعراق للانضمام إلى التنظيمات الإرهابية وأن هذا المعدل لم يتغير بالرغم من الضربات الجوية وبالتالي فإنه في حين يقارب عدد قتلى داعش الـ 500 شهريا لايزال هذا التنظيم يستقبل ألف إرهابي خلال المدة ذاتها.
ولفت الجعفري إلى ما نشرته صحيفة نيويورك تايمز في عددها الصادر بتاريخ 3-11-2014 نقلا عن مسؤولين أمريكيين رفيعي المستوى بشأن إمكانية قيام التحالف بإخراج “داعش” من العراق وقال هو أمر محمود ونحن نوافق عليه ولكن بعد تحقيق ذلك وإخراج “داعش” من العراق سيتم دفع عناصر هذا التنظيم الإرهابي إلى الأراضي السورية بدلا من القضاء عليهم ولعل الغاية من ذلك تمكين التحالف من تبرير الاستمرار في عملياته لسنوات ثلاث أو أربع قادمة.
وأضاف الجعفري إن الأمر الخطر الآخر يتمثل في قيام طائرات التحالف باستهداف آبار النفط والغاز والبنى التحتية المرتبطة بها والعائدة للشعب السوري ما يؤدي إلى خسارة كميات كبيرة من النفط والغاز والأضرار بالاقتصاد السوري وبمصادر الدخل الوطني التي ستساعد الدولة والشعب السوري في إعادة الإعمار.
وأكد الجعفري أن وفد سورية في مجلس الأمن يتطلع لقيام الأمم المتحدة بدور فاعل لوضع حد لممارسات الدول الداعمة للإرهاب فأولئك الإرهابيون الذين يقتلون ويغتصبون ويتاجرون بالنساء في سوق النخاسة سعوديون وذاك الذي يذبح الصحفيين والرعايا الأجانب بريطاني وخاطفو رجال الدين المسيحيين وغيرهم شيشانيون ومتزعم تنظيم خراسان كويتي وخاطف حفظة السلام العاملين في الاندوف أردني أما دافع الفدية له فهو قطري ومهدي نموش الذي هاجم الكنيس اليهودي في بروكسل فهو فرنسي وبعض قاطعي الرؤوس من استراليا والممول والمحرض والمسلح سعودي وقطري والمضيف والمهرب والمدرب للعناصر الإرهابية إلى الأراضي السورية تركي مشيرا إلى أن الداعم والمستفيد الأخير هو “إسرائيل” أما المعاناة فهي سورية عراقية لبنانية بامتياز.
ولفت الجعفري إلى أن التقرير الأخير لفريق الدعم التحليلي أشار في الفقرتين 14 و31 منه إلى وجود آلاف الإرهابيين الأجانب المرتبطين بتنظيم القاعدة في سورية والعراق وأن هؤلاء قدموا من أكثر من ثمانين بلدا من شتى أنحاء العالم كما أكد الفريق في الفقرة 71 من تقريره وجود معسكرات تدريب لهؤلاء الإرهابيين في ليبيا ودول مجاورة هي تركيا والسعودية والأردن قبل توجيههم إلى سورية وهو ما نبهت إليه الحكومة السورية منذ سنوات دون أن تلقى نداءاتها تجاوبا مما يسمى المجتمع الدولي.
وأكد الجعفري أن الحكومة السورية رحبت بقراري مجلس الأمن 2170 و2178 ودعت لتطبيقهما بشكل صارم وأعلنت استعدادها وجاهزيتها للتعاون الإقليمي والدولي لمكافحة الإرهاب مشيرا إلى أن سورية كانت ومازالت تحارب الإرهاب المتمثل في تنظيمي “داعش وجبهة النصرة” وغيرهما من التنظيمات الإرهابية الأخرى التي يحلو للبعض تسميتها “معارضة معتدلة” والتي دأبت على ارتكاب المجازر والأعمال الوحشية بحق السوريين مع توقيت بعضها بالتزامن مع جلسات مجلس الأمن بهدف توجيه الاتهامات للحكومة السورية.
ولفت الجعفري إلى أن لديه اعترافات أحد الإرهابيين الذين ارتكبوا مجزرة الحولة التي وقعت بتاريخ 25-5-2012 حيث يعترف فيها أنه هو ومجموعته تعمدوا اختيار توقيت جريمتهم بحيث تسبق جلسة لمجلس الأمن عن سورية بيوم واحد مشيرا إلى أنه سيرسل هذه الاعترافات إلى لجنة القرار 1373 وهي مترجمة ومتاحة لمن يرغب من أعضاء مجلس الأمن.
واستهجن مندوب سورية الدائم الرأي غير الموضوعي الذي ورد في بيان مندوب فرنسا من حيث قوله إن “داعش” قد نما في ظل ما وصفه بدعم “النظام السوري” له مشيرا إلى أن هذه مفارقة عجيبة الشكل من ممثل دولة دائمة العضوية في مجلس الأمن.
وقال الجعفري يبدو أن المندوب الفرنسي لم يسمع ولم يستوعب ما ذكره زميله مندوب استراليا في بيانه الافتتاحي بصفته رئيسا للجنة الفرعية المعنية بالقرار 1267 في إحاطته أن “داعش” قد تطور من القاعدة في العراق وأنه يعود في جذوره إلى شبكات الإرهاب في أفغانستان.
تنظيم القاعدة وأشقاءه وشقيقاته من التنظيمات الإرهابية نمت وترعرعت بدعم السعودية
وأضاف الجعفري في طبيعة الحال فإن تنظيم القاعدة وأشقاءه وشقيقاته من التنظيمات الإرهابية نمت وترعرعت بدعم السعودية موضحا أن الجميع يعرف أن من نفذ اعتداءات نيويورك في 11 أيلول عام 2001 كانوا سعوديين ومن يقوم بالذبح في سورية الآن وراءه السعودية وقطر مشيرا إلى أن 72 شيخا سعوديا أصدروا نداء لكل المسلمين للذهاب إلى سورية من أجل “الجهاد “متسائلا إذا كانت الحكومة السعودية جادة في محاربة الإرهاب فكيف تسمح لهؤلاء الرعاع الذين يدعون أنهم يتحدثون باسم الإسلام أن يدعوا إلى “الجهاد” في سورية. هذا السؤال برسم المندوب السعودي ومجلس الأمن.
(المصدر: وكالة سانا للأنباء بتاريخ 20/11/2014)