أكد المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الروسية ألكسندر لوكاشيفيتش أن “التحالف الدولي” الذي تقوده الولايات المتحدة للقضاء على تنظيم “داعش” الإرهابي في سورية لن ينجح فى جهوده إن لم يكن هناك تنسيق وتعاون مع الحكومة السورية.
وقال لوكاشيفيتش في تصريح للصحفيين “إنه في أي حال من الأحوال لن يكون هناك أي امل بتحقيق انتصار على الإرهابيين دون تنسيق واسع مع الحكومة السورية” مضيفا إن “التحالف الدولي لم يحل المشكلات المتعلقة بمدينة عين العرب السورية وأن الإرهابيين يعززون سيطرتهم في جزء من الأراضي السورية”.
وشدد لوكاشيفيتش على أن الهدف الرئيسى لروسيا يتمثل في “الاستمرار بتقديم المساعدة لسورية في مجال مكافحة الإرهاب ودعم الجهود الرامية إلى حل الأزمة فيها بالوسائل السياسية على أساس بيان جنيف لعام 2012 وذلك من خلال حوار أوسع دون إملاءات أجنبية وشروط مسبقة”.
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أكد أمس أن روسيا ستعمل قدر المستطاع على حل الأزمة في سورية ولن تسمح بتزايد سيطرة التنظيمات الإرهابية فيها مشددا على أن الرئيس بشار الأسد يحظى بدعم وتأييد شعبي كبير.
من جهة ثانية لفت لوكاشيفيتش إلى أن “الاستعدادات جارية كي تستضيف موسكو اجتماعا بين الحكومة السورية والمعارضة” لكنه رفض الإعلان عن الموعد الدقيق لذلك.
وأشار لوكاشيفيتش إلى “وجود اختلافات شديدة فى وجهات نظر “المعارضة” وذلك يتضح في تصريحات متزعميها” مبينا في الوقت ذاته أن كيفية تمثيل هذه “المعارضة” ما زالت غير واضحة لكنه قال “إن هذه المشاركة لا يجب أن تكون مقتصرة على “الائتلاف” لأن هناك العديد من القوى الأخرى المهتمة أيضا بالحوار”.
وفي سياق آخر أعلن المتحدث باسم الخارجية الروسية أن موسكو غير راضية عن سير التحقيق فى ملابسات تحطم طائرة الركاب الماليزية شرق أوكرانيا في تموز الماضي وقال “إن التحقيق يجب أن يكون دقيقا وشفافا ومستقلا”.
وأضاف المتحدث إن التصريحات الهولندية بأن جزءا من حطام الطائرة غير جدير باهتمام التحقيق تثير قلقا لدى موسكو.
يذكر أن 289 شخصا قتلوا عند تحطم الطائرة الماليزية التي كانت في طريقها من العاصمة الهولندية أمستردام إلى العاصمة الماليزية كوالالمبور وذلك في دونيتسك شرق أوكرانيا في السابع عشر من تموز الماضي.
إلى ذلك أعرب لوكاشيفيتش عن أمل روسيا في أن يتجاوز الغرب منطق “العقوبات الأعوج” ويدأب على إيجاد الحلول البناءة بما يشمل الأزمة الأوكرانية كذلك.
واستشهد لوكاشيفيتش بما صرح به الرئيس الروسي عشية مغادرته إلى تركيا بأن القيود أحادية الجانب التي فرضتها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي واليابان وأستراليا وغيرها من الدول على روسيا هي “إجراءات لا شرعية”.
ونقل لوكاشيفيتش عن بوتين قوله “إن مثل هذه الضغوط لا تلحق الضرر الاقتصادي المباشر فحسب بل وتهدد الأمن الدولي ونأمل أن يتغلب المنطق المتعقل وأدعو انطلاقا من ذلك إلى تخطي هذا المنطق الأعوج المتمثل في فرض القيود وإصدار التهديدات وإلى الانتقال للبحث عن حلول بناءة بما ينسحب أيضا على الأزمة الأوكرانية المستعصية”.
وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف جدد التأكيد على موقف بلاده حيال الأزمة الأوكرانية وعدم تغييره في سبيل إلغاء العقوبات المفروضة ضدها وقال “إن الموقف الروسي هو موقف نزيه وعادل وداعم للشعب الأوكراني ولا توجد نية لدى روسيا للإستجابة لاقتراح عرض عليها بوضع معايير من أجل رفع العقوبات المفروضة ضدها”.
يذكر أن روسيا حذرت مرارا من أن العقوبات الأوروبية الجديدة ضدها تهدد التعاون الدولي في المجال الأمني بين الجانبين وقالت الخارجية الروسية في بيان مؤخرا إن الاتحاد الأوروبي الذي يوافق واشنطن من جديد في مسألة فرض عقوبات إضافية على روسيا عرض في حقيقة الأمر التعاون الدولي في مجال الأمن للخطر.
(المصدر: وكالة سانا للانباء تاريخ: 3/12/2014)