أكد رئيس مجلس الشورى الإيراني علي لاريجاني ان هناك جهودا لحل الازمة في سورية سياسيا مشيرا الى ان هناك اطرافا ودولا تجاهلت هذا الحل وساعدت على ظهور وانشاء التنظيمات الارهابية.
وقال لاريجاني خلال مؤتمر صحفي عقده مساء اليوم في بيروت انه منذ بداية الازمة السورية قلنا للجميع ان الحل يجب ان يكون عبر الوسائل السياسية واننا لا نعتقد انه من أجل الديموقراطية يجب أن نلجأ الى السلاح.. ولكن بعض الدول تدخلت ما أدى الى ظهور القوى الإرهابية في المنطقة.
وأوضح لاريجاني ان طهران تسعى مع موسكو لايجاد حل سياسي للأزمات في المنطقة بينما الولايات المتحدة الامريكية تتخذ مواقف ظاهرية في مواجهة الارهاب ولا مصداقية لما تعلنه قائلا نعمل مع روسيا لحل أزمات المنطقة ونتعامل بشكل صادق في حين نحن لا نثق بطبيعة عمل بعض الدول ومنها أميركا لان خطواتها العملية لا تؤيد الحل السلمي بل تدعم وتغذي التطرف وتدعو في الوقت ذاته لمحاربته.
وأشار الى ضرورة التحلي بالواقعية ورؤية أن بعض الدول التي أرادت أن تدعم التكفيريين ثم حاربتها تحمل “أوهاما طفولية” مؤكدا انه عند سلوك خط سياسي بدعم التكفير ثم الانقلاب عليه فهذا لا يدل على واقعية لأن القضاء على التكفير صعب وليس بالأمر السهل.
وأوضح لاريجاني أن الجهود التي تبذلها بلاده بالنسبة لملف العسكريين الرهائن تركز دائما على المجموعات الخاطفة لأجل حل هذا الملف وتقوم بما يطلب منها ولكن الدور الأساسي يقع على عاتق من دعم هذه المجموعات أولا.
وأبدى لاريجاني معارضته فكرة تقسيم العراق قائلا يجب أن نعمل على وحدة الوجود العراقي واذا حدث التقسيم فسيمتد الى باقي الدول المجاورة مؤكدا ضرورة احترام الشعب العراقي ورأيه بهذا الموضوع.
واكد لاريجاني عدم وجود اي توافق بين بلاده والولايات المتحدة في ملف مكافحة الارهاب في المنطقة مشيرا الى ان أميركا أوجدت ائتلافا دوليا مدعية انها تقاوم تنظيم “داعش” الإرهابي ولكنها في الحقيقة تطلق الشعارات دون وجود تحركات فعلية على الارض بينما ايران تدعم العراق وتساعده.
وحول ملف الاستحقاق الرئاسي اللبناني أشار لاريجاني الى وجود بعض المشاورات جرت مع ايران حول المسعى الفرنسي لحل مسألة الرئاسة مؤكدا ان بلاده تدعم أي حلحلة تجعل هذا الملف يبصر النور لأن الحاجة ملحة لملء الفراغ الرئاسي رغم ان القضية الاساسية هي قيام الاقطاب الاسياسية بدورها في هذا المجال.
ولفت رئيس مجلس الشورى الايراني الى أن العالم الإسلامي يمر بظروف خاصة تختلف عن الماضي ويواجه مخاطر عدة تحتاج الى العمل لتحقيق وحدة الأمة الإسلامية مؤكدا أن صمود لبنان بوجه الكيان الصهيوني فخر للعالم الإسلامي أجمع.
وأشار لاريجاني الى العلاقة الاستراتيجية الوثيقة التي تجمع بين لبنان وإيران مبينا انه عقد خلال زيارته للبنان عدة لقاءات من أجل تعزيز العلاقات بين الجانبين وتنسيق المواقف المشتركة لمواجهة المخططات التي ترسم للمنطقة مستعرضا وقوف إيران إلى جانب لبنان في عدة لحظات مصيرية.
وعن الهبة الايرانية للجيش اللبناني نوه لاريجاني بروحية المقاومة عند الجيش اللبناني في محاربته اسرائيل والتكفيريين معا مشيرا الى ان الجيش اللبناني يستحق الميدالية الذهبية وعلى الجميع أن يقدم الدعم إليه بما فيها ايران وهي مستعدة دائما لما يطلب منها لناحية دعم الجيش اللبناني وبناء قدراته.
واستبعد لاريجاني أن يتمدد تنظيم “داعش” الارهابي في لبنان لأن شبحه هزم على يد الجيش اللبناني وقال لا داعي لأحد أن يرسم خطوطا حمراء للبنان ومقاومته التي حولت وضع ايهود أولمرت إبان العدوان الاسرائيلي على لبنان في تموز 2006 الى جنازة سياسية.
واشار الى ان إيران تدعم كل حوار لبناني ولاسيما الحوار بين تيار المستقبل وحزب الله لأنه تعبير إيجابي لأن لبنان لا يمكن أن يتعايش شعبه إلا بالتلاقي والحوار والمصلحة اللبنانية العليا لا يمكن أن تقوم إلا بالحوار.
وبشأن الملف النووي الايراني اوضح لاريجاني أن إيران لا تمتلك السلاح النووي ولا تريد التوجه نحو السلاح الكيمياوي مؤكدا أن الملف النووي السلمي الايراني لا يمكن حله إلا بالتفاوض وان بعض الدول أخطأت في حساباتها من خلال فرض العقوبات على إيران لأن ذلك جعلها أقوى.
وفي سياق آخر التقى لاريجاني ممثلي الفصائل الفلسطينية والسفير الفلسطيني في لبنان حيث تم استعراض آخر تطورات القضية الفلسطينية والاوضاع في المنطقة.
واشار لاريجاني خلال اللقاء الى ان الظروف الاقليمية ملأى بالتطورات وكثرة المؤامرات بدءا من المشاريع الصهيونية وقيامالكيان الغاصب بمواصلة مخططاته لبناء المستوطنات من اجل تهويد القدس ومرورا بظهور الامراض الخبيثة المتمثلة بالحركات التكفيرية والتي تتقاطع مع اهداف الصهيونية في ضرب العالم وتقسيم الساحة الاسلامية.
وقال لاريجاني آمل ان يلتفت الاصدقاء الى ان ايران تدعم الفصائل الفلسطينية على مختلف الاوجه وتقدم كل الدعم السياسي وغير السياسي وهي لا تستعرض في دعمها للمقاومة الفلسطينية مؤكدا ان بلاده تقيم كل العلاقات الاخوية مع كل الفصائل المقاومة ولا يمكن لأي حركة هامشية ان تغير موقفها.
(المصدر: وكالة سانا للأنباء تاريخ: 23/12/2014)