أكد وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف أن الدول الغربية تسعى الى فرض سيطرتها على الفضاء الجيوسياسي في الشرق وتحاول تقسيم الدول بين /حليفة وغريبة/ الأمر الذي يؤدي إلى زعزعة استقرار الوضع في الساحة الدولية.
وقال لافروف في مقابلة مع وكالة انترفاكس الروسية للأنباء اليوم إن “رفض الدول الغربية البدء بخلق الأمن المتكافئ وغير القابل للتجزئة في المنطقة الأوروبية الأطلسية واستمرارها بنهج سياسة الزحف للهيمنة على الفضاء الجيوسياسي في الشرق وتقسيم الدول على أساس من هم أصحابنا ومن هم غرباء كل ذلك يزعزع الوضع والاستقرار في الساحة الدولية بشكل خطير”.
وأضاف “إن إيجاد حلول لأهم تحديات العصر المتمثلة في الإرهاب الدولي وانتشار أسلحة الدمار الشامل وتهريب المخدرات إضافة إلى الكوارث الطبيعية والتكنولوجية يتطلب تعزيز التعاون الدولي على أساس القانون الدولي وتحت إشراف الأمم المتحدة” موضحا أن الدول الغربية ترفض إقامة نظام أمن موحد في المنطقة الأوروأطلسية.
ولفت وزير الخارجية الروسي إلى أن الرد على هذه التحديات لا يمكن أن يتم إلا بالاستناد إلى القانون الدولي والدور التنسيقي المركزي لمنظمة الأمم المتحدة مشيرا إلى أن “الدبلوماسية الوطنية الروسية ستستمر في العام المقبل بالعمل على بناء مثل هذه الجهود الجماعية”.
وشدد لافروف على أن روسيا “لا مصلحة لها في تصعيد المواجهة مع الغرب وأن الأزمة في العلاقات معه يمكن تجاوزها” وقال إن “بلاده غير مستفيدة من الفرقة أو المواجهة مع الغرب .. وإننا وبالرغم من الخطوات غير الودية من قبل الشركاء الغربيين لا نزال نعارض الانجرار نحو مخططات المواجهة البدائية”.
وأكد قدرة روسيا على تجاوز الاتجاهات السلبية في العلاقات مع الغرب التي تشكلت مؤخرا وعلى الخروج من دوامة المواجهة التي يفرضها بعض شركائها الغربيين داعيا في الوقت نفسه لاستمرار التعاون مع الدول الغربية.
وبين لافروف أن روسيا منفتحة للتعاون مع الجميع على أساس المساواة والاحترام المتبادل وتوازن المصالح وقال “لم ولن يتمكن أحد في التاريخ من اخضاع روسيا لنفوذ خارجي من أجل حل مشاكله على حساب جهدها”.
ولفت الوزير لافروف إلى أن دعم الولايات المتحدة وعدد من دول الاتحاد الأوروبي “الانقلاب والاستيلاء المسلح على السلطة في أوكرانيا” وفرض عقوبات غير مشروعة وأحادية الجانب ضد روسيا أدى إلى مضاعفات خطيرة للعلاقات بين موسكو والدول الغربية.
وقال إن “مثل هذا التطور للأمور كان نتيجة منطقية للمشاكل البنيوية الخطيرة المتراكمة منذ نهاية الحرب الباردة ومن بين هذه المشاكل السعي الحثيث من قبل الغرب التاريخي للحفاظ مهما بلغت التكاليف على هيمنته في الشؤون العالمية ولقلب العملية الموضوعية في تشكل نظام عالمي جديد متعدد المراكز بالعكس”.
وأكد لافروف أن تسوية الأزمة الاوكرانية العام المقبل “ليست ممكنة فحسب بل وواقعية أيضا وأنه ينبغي على الأوكرانيين أن يتفقوا فيما بينهم دون أي تدخل خارجي” وقال “المرحلة المأساوية الحالية من تاريخ أوكرانيا يجب أن تنتهي على أساس إعادة المصالحة الوطنية وتقديم التنازلات وتوازن المصالح وإقامة العلاقات العادلة والمتساوية بين مختلف مناطق هذا البلد”.
وتابع لافروف “إلا أنه يجب أن ندرك أن الأزمة سوف تستمر إلى أن يقوم الأوكرانيون بذاتهم وبدون أي ملقن من بروكسل أو واشنطن بالاتفاق بين بعضهم البعض” مشيرا إلى أن روسيا سوف تستمر بتقديم مختلف أشكال الدعم للشعب الأوكراني في حل أزمته بنفسه.
(المصدر: وكالة سانا للأنباء تاريخ: 30/12/2014)