يواصل مسؤولو وحكومات دول غربية استعمارية استغلال ظاهرة الإرهاب خدمة لمشاريع هيمنتهم على المنطقة عبر التلاعب بإطلاق تسميات هذه الظاهرة في وقت ترتعد فيه شعوبهم من انعكاساتها عليهم فقد جدد وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند الذي اعترف بمخاطر ارتداد الإرهاب على بريطانيا والدول الأوروبية عموما السير خلف المصطلحات والخطط التي وضعتها الإدارة الأمريكية معلنا عزم بلاده دعم الإرهابيين في سورية الذين وضعتهم واشنطن تحت تصنيف “معارضة معتدلة” متجاهلا الوقائع التي تؤكد ارتكاب هؤلاء انتهاكات لا تقل وحشية عن الجرائم التي ترتكبها التنظيمات الدائرة بفلك تنظيم القاعدة كـ “النصرة وداعش” الإرهابيين.
وفي مقال نشرته صحيفة ديلي تلغراف البريطانية اليوم عرض هاموند خطط بلاده ضد تنظيم “داعش” الإرهابي مجددا محاولات الغرب التدخل في سورية والعراق والتي افضت بحسب الوقائع إلى تمدد تنظيمات إرهابية على شاكلة “داعش” بإعلانه عزم بلاده مواصلة دعم ما سماها “المعارضة المعتدلة” في سورية.
وناقض هاموند نفسه بإعلانه مواصلة دعم “المعارضة المعتدلة” ودعوته إلى “قطع موارد الإرهابيين من الأموال والمسلحين”. وكانت وزارة الدفاع الأمريكية “البنتاغون” أعلنت في وقت سابق الشهر الجاري عزمها إرسال ألف جندي على الأقل لتدريب إرهابيي “المعارضة المعتدلة” في سورية في معسكرات خاصة تستضيفها السعودية وقطر وتركيا على أن تتوجه القوات الأمريكية إلى المنطقة من أجل عمليات التدريب هذه في غضون أربعة إلى ستة أسابيع.
وتعبيرا عن العنصرية المعهودة التي تركز على المصالح الغربية تجاهل وزير الخارجية البريطاني الجرائم الإرهابية الدامية التي تعرضت لها سورية والعراق لاحقا خلال السنوات الأربع الماضية معتبرا أن العام الجاري بدأ بهجوم إرهابي استهدف أحد أقرب حلفاء بريطانيا في إشارة إلى ما شهدته فرنسا قبل أكثر من أسبوعين وقال إن “الاعتداءات الوحشية فى فرنسا وأستراليا ونيجيريا وتهديد “داعش” لحياة رهينتين يابانيين يقوي عزمنا على مواجهة “داعش””. وحذر هاموند من مخاطر انتشار التطرف مشيرا إلى ضرورة عدم الانخداع بأن التغلب على تنظيم “داعش” الإرهابي في سورية والعراق سيحقق النصر” لأننا نواجه أيديولوجيا متطرفة سامة” أصبحت منتشرة على مساحات كاملة من شمال وغرب أفريقيا وتهدد دول الغرب بما في ذلك بريطانيا وحلفاؤها الرئيسيون في جميع أنحاء العالم معترفا بارتداد الإرهاب عليها والذي دعمته بلاده وحلفاؤها ضد سورية والعراق ظنا منها أنها بمنأى عن مخاطر تمدده إليها.
وكشف هاموند عن عزم بلاده اتخاذ تدابير أفضل لحماية مواطنيها تمنع عودة الإرهابيين إليها بينما تعمل أجهزة الأمن والاستخبارات لإحباط ما سماه المؤامرات التي تستهدف بريطانيا “والتي غالبا ما تأتي من الخارج”. وكانت إحصاءات غربية أشارت إلى توجه نحو 500 إرهابي بريطاني إلى سورية للالتحاق بصفوف تنظيم “داعش” الإرهابي بينما كشف جهاز اليوروبول مؤخرا عن أن ما يقدر بخمسة آلاف شخص من عدد من الدول الأوروبية هربوا من بلدانهم للانخراط فى صفوف التنظيم الإرهابي بينما تبين إحصاءات أخرى أن العدد أكبر.
وكانت بريطانيا وعدد من الدول الغربية اتخذت إجراءات مشددة لمنع إرهابييها الملتحقين بصفوف التنظيمات الإرهابية في سورية والعراق من العودة إلى بلدهم منها التهديد بفرض عقوبات السجن عليهم والحرمان من جنسيتهم البريطانية.
(المصدر: وكالة سانا للأنباء بتاريخ 23/01/2015)