أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن أصداء اللقاء السوري بين الحكومة السورية ومجموعات مختلفة من “المعارضة” في موسكو كانت إيجابية لافتا إلى أن المعارضين السوريين الذين لم يتمكنوا من المشاركة في اللقاء التشاوري التمهيدي السوري السوري الأسبوع الماضي في موسكو أعربوا عن رغبتهم بالسفر إلى روسيا للمشاركة في اللقاء المقبل.
وقال لافروف في مؤتمر صحفي لوزراء خارجية مجموعة ريك روسيا والهند والصين إننا نسمع ردود فعل إيجابية وهي تصدر ليس فقط عن المشاركين في هذا الاجتماع وإنما أيضا عن ممثلي تلك المعارضة الذين لسبب أو لآخر لم تتوفر لديهم القدرة على استغلال دعوتنا وهم اليوم يعربون عن رغبتهم بأنهم يريدون أن يكونوا في عداد المدعوين للمشاركة في عملية موسكو في حال استمرارها.
وأضاف لافروف إن المبادئ التي تم تحديدها في لقاءات موسكو تم تشاطرها من قبل كل “المعارضين” ولذلك فهناك أمل ولو انه ضعيف بأننا سنستطيع المساعدة في تشكيل ظروف البدء في عملية سلمية يشارك فيها كل السوريين على أساس بيان جنيف1 والاتفاق على كل المواضيع الخاصة بحياة ومصير بلدهم.
وأشار لافروف إلى أن روسيا ستتابع المشاورات مع شركائها الدوليين والدول المجاورة لسورية ومصر التي تتخذ خطوات للمساعدة على تشكيل موقف موحد للمعارضة ولا سيما أن لقاء موسكو يجري بنفس الاتجاه.
وأوضح لافروف أنه بحث مع نظيريه الهندي والصيني قضايا العالم المختلفة كالوضع في أوكرانيا وأفغانستان واتفق الجميع على ضرورة توسيع التعاون ضد الإرهاب كما تم التطرق للأزمة في سورية وتثبيت الموقف تجاهها بضرورة الحل السلمي من خلال الحوار بين السوريين أنفسهم موضحا أنه تم إعلام الشركاء عن نتائج الاجتماعات في موسكو بين الحكومة السورية والمعارضة.
وفيما يخص الأزمة في أوكرانيا وتصريحات الرئيس الامريكي باراك اوباما أعلن لافروف أن اوباما يعترف لأول مرة بمساهمة واشنطن “بتسليم السلطة” في اوكرانيا ما يثبت تورطها بالانقلاب الحكومي.
وقال لافروف إن التصريح الأخير للرئيس أوباما يؤكد أن الولايات المتحدة متورطة منذ البداية بالانقلاب في أوكرانيا والذي يصفه الرئيس أوباما بأنه “انتقال للسلطة” فقط ولا بد من الإشارة إلى أن أسلوب الحديث الذي استخدم في اللقاء يتحدث عن نية واشنطن الاستمرار في دعم نهج السلطات الحالية في كييف باستخدام القوة لحل الأزمة.
وأعرب لافروف عن تقديره لموقف نظيريه الصيني والهندي لتضامنهما مع روسيا لتسوية الأزمة الداخلية في أوكرانيا على أساس بدء واستئناف الحوار السلمي بين الأطراف الأوكرانية مع الأخذ بعين الاعتبار الحل الشامل للتقليل من تصاعد الأزمة وتوترها.
واوضح لافروف أن روسيا تتفق مع الهند والصين على ضرورة التصدي لمحاولات فرض الهيمنة لافتا الى أن الظروف التي يمر بها العالم تشير إلى أنه يتم إعادة بنية الهيكلية العالمية بشكل أكثر ديمقراطية وبأقطاب متعددة سياسيا واقتصاديا ومن الواضح أنه ليس لأي دولة أو منظمة إمكانية حل القضايا المختلفة للعالم المعاصر دون “العمل الجماعي” لكافة الجهات المهتمة موضحا أن البيان الأخير لمجموعة ريك شدد على ضرورة تشكيل الوضع والاستقرار والأمن في العالم على أساس احترام وسيادة القانون الدولي وتحت الدور المركزي للأمم المتحدة داعيا في الوقت ذاته إلى تطوير هذه المنظمة في الاتجاهات كافة وتنسيق الخطوات لتشكيل هيكلية للأمن والاستقرار في منطقة آسيا والمحيط الهادئ تأخذ بعين الاعتبار مصلحة الدول التي تشكلت خارج الأحلاف والكتل ومبدأ عدم تقسيم الأمن والاستقرار .
بدوره أكد وزير الخارجية الصيني وانغ يي على ضرورة بذل الجهود من أجل الحفاظ على استقرار المنطقة وإنشاء مبادرات وآليات كثيرة من أجل العمل على مبدأ الشراكة والانفتاح والشمولية لتحقيق الأرباح والمكاسب للجميع مشيرا إلى أن الصين اقترحت مبادرة الطريق الواحد نحو الهدف الواحد التي سترتكز على المشاورات والحوار للحفاظ على روح الصداقة والسلام.
وشدد وانغ يي على استعداد الصين للتعاون مع روسيا والهند لضمان توحيد جدول الأعمال من أجل التنمية على المدى الطويل وإيجاد مصالح مشتركة بناء على العدالة والمساواة لتحقيق الازدهار المشترك.
من جهتها أكدت وزيرة خارجية الهند سوشما سواراج أنه لا يمكن تبرير الإرهاب ومن يموله ويدعمه بناء على المعتقدات والأديان والمذاهب مشيرة إلى موافقة نظرائها في اجتماع البريكس على مشروع الهند حول مكافحة الإرهاب الدولي معتبرة بأن التوصل إلى هذا الاتفاق هو إنجاز كبير يعزز موقفهم وقدرتهم على التأثير فيما يحدث في العالم.
غاتيلوف: روسيا مستعدة لمواصلة العمل بهدف استمرار الحوار السوري السوري لإيجاد حل سياسي للأزمة
إلى ذلك أكد غينادي غاتيلوف نائب وزير الخارجية الروسي استعداد روسيا لمواصلة العمل بهدف استمرار “الحوار السوري السوري” من أجل إيجاد حل سياسي للأزمة في سورية مبينا أن الهدف من اللقاء التشاوري الذي عقد مؤخرا في موسكو بين ممثلين عن الحكومة السورية وعن المعارضة “قد تحقق”.
وقال في مقابلة مع قناة روسيا اليوم نشرت وزارة الخارجية الروسية نصها “إن المشاورات كانت مفيدة وإن مثل هذا الحوار يعتبر مهما جدا لأنه يخلق أساسا معينا لمزيد من الاتصالات للخروج في المستقبل إلى صيغ الحوار الأخرى فالهدف الذي توخيناه قد تم تحقيقه”.
وفيما يتعلق بصلاحية /وثيقة جنيف/ كخريطة طريق للمحادثات في المستقبل بعد حدوث العديد من المتغيرات أكد غاتيلوف أن “الشيء الرئيسي هو أن جميع اللاعبين لديهم الإرادة السياسية والالتزام بمواصلة عملية التفاوض والبحث عن سبل للخروج من الأزمة” وقال “نحن نعتقد أن بيان جنيف مازال يحتفظ بأهميته كأساس ولكن دعونا نرى كيف ستتطور الأحداث فيما بعد وربما في المستقبل ستكون هناك حاجة لاستئناف جنيف3 “.
واضاف الدبلوماسي الروسي “إن كل الذين شاركوا في اللقاء التشاوري بموسكو لم يرفضوا وثيقة موسكو التي أعلناها سابقا لذلك من حيث المبدأ إن كل ما يسهل استمرار عملية التفاوض موجود ونحن على استعداد لمواصلة العمل على هذا الأساس”.
وأكد غاتيلوف ضرورة تعزيز جهود المجتمع الدولي لمكافحة النشاط الإرهابي للتنظيمات المتطرفة التي تتلقى الدعم المستمر وخصوصا بالمال والسلاح.
وفي رده على سؤال حول جهود الأمم المتحدة لمنع شراء النفط السوري والعراقي من التنظيمات الإرهابية ومدى امكانية تكليف مجلس الأمن الدولي بهذه المهمة أعرب غاتيلوف عن اسفه لقلة فعالية الجهود الدولية بتخفيض أنشطة التنظيمات الإرهابية رغم قرارات مجلس الأمن التي تهدف لمحاصرة نشاط تنظيم /داعش/ الارهابي واتخاذ بعض العقوبات خلال العام الماضي حول تجميد الأصول المالية وحظر السفر والحظر على بيع ونقل الأسلحة.
وأكد غاتيلوف أن روسيا اتخذت خطوات استباقية وقدمت مشروع قرار يهدف إلى فرض حظر على أي أنشطة تتعلق بتهريب النفط من قبل الارهابيين وقال إنه “تجري حاليا الموافقة على تقديم وثيقة بهذا الصدد في مجلس الأمن الدولي والشركاء بشكل عام يدعموننا في ذلك ويقدمون مقترحات بشأن الصياغة النهائية للنص وآمل أن يجري قريبا جدا التصويت في المجلس وأن تكون هذه خطوة مهمة أخرى من قبل المجتمع الدولي رامية إلى وقف أنشطة تنظيم داعش الإرهابي. فالمماطلة بهذا الموضوع مستحيلة لأن الجميع لديه فهم وإدراك لأهمية هذه المشكلة”.
وأشار إلى أن تنظيم /داعش/ الإرهابي يستخدم أرباح بيع النفط المهرب للحصول على تمويل لمواصلة أنشطته الارهابية في المنطقة موضحا أن الإرهابيين “يبيعون النفط المسروق بطريقة غير شرعية من خلال وسطاء يحصلون على 3 إلى 5 ملايين دولار يوميا ويستخدمون هذه الأموال لتوسيع أنشطتهم الإرهابية”.
وحول فعالية قصف التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة لمواقع تنظيم /داعش/ الارهابي أكد غاتيلوف أن هذا “النشاط لم يعط في الأشهر الأخيرة أي نتائج ملموسة رغم إحراز أكثر من 1700 طلعة جوية قامت بتوجيه الضربات الجوية على أهداف للتنظيم الارهابي”.
وقال نائب وزير الخارجية الروسي إن “الجميع يقر بان ضربات التحالف لم تكن حقا وسيلة فعالة للتعامل مع عناصر تنظيم داعش الإرهابي. وإنه وفقا لبعض التقديرات تم إنفاق أكثر من مليار دولار أمريكي وبالتالي لم يتغير الوضع بشكل كبير وخصوصا عندما يتعلق الأمر بالعراق حيث يعمل التحالف بالتعاون مع الحكومة ولكن لا يوجد مثل هذا التفاعل مع سورية ونرى في ذلك عيبا كبيرا إذ أن السلطات السورية أعربت في أكثر من مناسبة عن استعدادها للتعاون في هذا الاتجاه”.
وتابع غاتيلوف “وإذا وافق الأميركيون على ذلك فإن درجة فعالية مكافحة الإرهاب تكون أعلى بكثير مما هي عليه الآن ولكن بسبب مواقفهم السياسية فإنهم لا يقدمون على التعاون مع سورية”.
(المصدر: وكالة سانا للأنباء بتاريخ 3/1/2015)