أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أنه تم الاتفاق خلال قمة النورماندي على وقف إطلاق النار في أوكرانيا في الخامس عشر من الشهر الجاري.
وأوضح بوتين في ختام قمة النورماندي التي ضمت الى جانبه الرئيسين الفرنسي فرانسوا هولاند والأوكراني بيوتر بوروشينكو والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل في العاصمة البيلاروسية مينسك واستمرت نحو 16 ساعة أن “مجموعة الاتصال الخاصة بتسوية الأزمة الأوكرانية وقعت وثيقة تضم مجموعة من الإجراءات الخاصة بتنفيذ اتفاقات مينسك” مبينا أن قادة رباعية النورماندي أصدروا بيانا لدعم الإجراءات المذكورة.
وأشار الرئيس بوتين إلى أنه تم الاتفاق على وقف إطلاق النار ابتداءً من الساعة صفر في الخامس عشر من الشهر الجاري وسحب القوات الأوكرانية الأسلحة الثقيلة من خط الفصل ومن الخط الحالي للتماس التابع لها والخط الذي تم رسمه في التاسع عشر من أيلول الماضي لقوات الدفاع الذاتي في لوغانسك ودونيتسك.
وبين بوتين أنه تم الاتفاق أيضا على قضايا سياسية وإنسانية منها إجراء إصلاح دستوري تراعى فيه حقوق جميع المكونات الأوكرانية وحل المسائل الإنسانية والاتفاق على الوضع الدستوري لهاتين المنطقتين.
واعتبر الرئيس الروسي أن “الصعوبة الأساسية في المفاوضات الحالية كانت مرتبطة برفض كييف إقامة حوار مباشر مع ممثلي شرق أوكرانيا” معربا عن أمله بأن يلتزم الطرفان بتنفيذ وقف إطلاق النار.
وأشار بوتين إلى أن ممثلي شرق أوكرانيا يقولون إن قواتهم حاصرت الآلاف من القوات الأوكرانية في منطقة ديبالتسيفو إلا أن السلطات الأوكرانية تنفي ذلك مشيرا إلى أنه اتفق مع نظيره الأوكراني على الإيعاز للخبراء العسكريين بدراسة الوضع في تلك المنطقة من أجل حل المشكلة.
وأضاف “إن العناصر المسلحة في شرق أوكرانيا تحاصر قرابة ثمانية آلاف جندي ويتوقعون منهم إلقاء السلاح قبل وقف إطلاق النار “مضيفا “إنه استنادا إلى معلومات المسلحين أنه بالطبع ينطلقون من فرضية ان هذه المجموعة ستلقي السلاح وتكف عن المقاومة.
ودعا بوتين طرفي النزاع إلى التحلي بالصبر وتفادي سقوط ضحايا جدد والقيام بكل ما في وسعهم من أجل وقف الاشتباكات وسحب الأسلحة الثقيلة دون وقوع ضحايا جدد وسفك للدماء مؤكدا مواصلة العملية من أجل “الانتقال إلى عملية سياسية حقيقية لتسوية طويلة الأمد”.
ولدى وصوله الى العاصمة البلجيكية بروكسل للمشاركة في القمة الاوروبية اليوم اعتبر الرئيس الفرنسي أن اتفاق مينسك “لايضمن نجاحا دائما” مؤكدا أن الساعات المقبلة “حاسمة” بالنسبة لمصير هذا الاتفاق.
وقال “إن هذا يفترض فينا البقاء حذرين وممارسة الضغوط ومواصلة الحركة التي بدأت”.
من جانبها اعلنت المستشارة الالمانية انجيلا ميركل في ختام المفاوضات أن “لا اوهام لديها حول الاتفاق” الذي تم التوصل اليه اليوم في مينسك مؤكدة انه لايزال هناك “عقبات كبيرة” ينبغي تخطيها قبل التوصل الى تسوية للنزاع.
وقال ميركل “لدينا الان بصيص امل وليست لدي اي اوهام ولاتزال هناك عقبات كبيرة امامنا لكن هناك فرصة حقيقية لدفع الامور نحو الافضل”.
بدوره اعتبر وزير الخارجية الالماني فرانك فالتر شتاينماير أن الاتفاق “ليس حلا شاملا” ولا حتى “اختراقا” إلا أنه خطوة إلى الامام “تبعدنا عن دوامة تصعيد عسكري”.
إلى ذلك أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن موسكو ستواصل الإسهام بصورة فعالة في تسوية الأزمة الأوكرانية.
وقال لافروف خلال احتفال بمناسبة عيد الدبلوماسيين الروس في موسكو اليوم “إن روسيا ستواصل المشاركة على نحو فعال في تسوية الأزمة في أوكرانيا من أجل الإسراع بوقف إطلاق النار وسحب الأسلحة الثقيلة وإجراء حوار مستقر وثابت بين كييف وإقليم الدونباس”.
وأضاف لافروف إن “روسيا تدعو منذ سنوات عديدة ِإلى إجراء حوار جدي حول سبل إقامة بنية أمن متكافئ وغير مجزء في مجمل الفضاء الأوروأطلسي استنادا إلى أساس متين من المبادئ المتفق عليها ضمن أطر منظمة الأمن والتعاون في أوروبا ومنظمة الأمم المتحدة ومجلس روسيا وحلف الناتو” مؤكدا أنه لا شيء أكثر سخافة من اتهام روسيا بـ “تقويض” أسس العلاقات الدولية.
من جهتها رحبت الولايات المتحدة الأمريكية بالاتفاق.
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن البيت الأبيض قوله في بيان اليوم “إن الاتفاق يشكل تقدما مهما نحو حل سلمي للنزاع” مؤكدا أن وقف إطلاق النار يجب أن يطبق ويحترم.
بدوره أعلن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري أن الولايات المتحدة مستعدة للنظر في رفع العقوبات المفروضة على روسيا على خلفية موقفها من الأزمة الأوكرانية “في حال تطبيق اتفاقات مينسك”.
وذكرت الخارجية الأمريكية في بيان نقله موقع روسيا اليوم أن كيري أشار إلى أن بلاده “أعلنت مرارا استعدادها لهذه الخطوة في حال تطبيق اتفاقات مينسك السابقة والجديدة على أكمل وجه” داعيا طرفي النزاع في جنوب شرق أوكرانيا إلى الامتناع عن القتال حتى دخول وقف إطلاق النار سريان المفعول في الخامس عشر من الشهر الجاري.
وأضاف كيري إنه “على جميع الأطراف أن تظهر ضبط النفس التام قبل وقف إطلاق النار الأحد القادم”.
يذكر أن طرفي النزاع في شرق أوكرانيا وقعا في الخامس من أيلول الماضي اتفاقا لوقف إطلاق النار في العاصمة البيلاروسية مينسك إلا أن قوات كييف تواصل خرق هذا الاتفاق وقصف المناطق السكنية في جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك ما أدى إلى مقتل وجرح مئات المدنيين وتدمير البنى التحتية.
(المصدر: وكالة سانا للأنباء بتاريخ 12/2/2015)