أكد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله أن الأولوية الحاسمة والقاطعة لدى المقاومة الوطنية في لبنان هي الاستعداد لمواجهة العدو الإسرائيلي ولذلك فهي تعمل في الليل والنهار لتكون على أعلى درجة من الجهوزية لتحقيق أكبر انتصار ممكن.
وقال السيد نصر الله في مقابلة مع قناة الميادين “إن قدرات المقاومة كافية كما ونوعا لتحديد عملية الردع المطلوبة مع العدو الإسرائيلي وهي مستعدة وجاهزة لكل ما يمكن أن تضطر عليه وكل ما تحتاجه للانتصار في أي حرب مقبلة بما فيه دخول الجليل وما بعد الجليل ولكن نحن لا نلزم أنفسنا بشيء بل نستعد له ونتركه لزمن الحرب”.
وأضاف السيد نصر الله “إن صواريخ فاتح 110 وصلت إلى المقاومة منذ فترة بعيدة وهي كانت تمتلكها في العام 2006 والحديث الإسرائيلي عنها متأخر والعدوان الإسرائيلي على بعض المواقع في سورية من أجل منع وصول أسلحة إلى المقاومة يؤثر فقط على زيادة هذه الأسلحة وليس على القدرة والبنية”.
استهداف العدو الإسرائيلي لمواقع في سورية هو استهداف لكل محور المقاومة
وشدد الأمين العام لحزب الله على أن استهداف العدو الإسرائيلي لمواقع عدة في سورية هو استهداف لكل محور المقاومة وليس لسورية فقط ومن حق محور المقاومة الرد وهذا الأمر مفتوح ويمكن أن يحصل في أي وقت مشيرا إلى أن أحدا لم يقدم التزاما بأن هذه الاعتداءات ستبقى من دون رد ولكن توقيت ممارسة هذا الحق خاضع لمعايير وضوابط معينة.
وقال السيد نصر الله “إن عملية المقاومة في مزارع شبعا عام 2014 كانت رسالة واضحة بأن بعض الخروقات والاعتداءات لا يمكن الصبر عليها وتقتضي ردا مناسبا وقد فهمها العدو الإسرائيلي” مشيرا إلى أن أي خرق إسرائيلي مهما كان نوعه هو اعتداء على لبنان وأن الرد هو حق للمقاومة ولكنه يخضع لاعتبارات وضوابط معينة لديها وهي تقرر أين ومتى وكيف ترد.
وأضاف السيد نصر الله “إن انشغال حزب الله في بعض المواقع لا يعني أنه مستنزف كما أن هذا الأمر لن يكون على حساب جهوزية المقاومة لمواجهة أي عدوان إسرائيلي بمعنى أن حساب الجبهة مع إسرائيل لا يمس في إمكاناته أو عديده أو كادره القيادي أو جهوزيته و الدليل على ثقة المقاومة بذلك هو العملية التي نفذتها في مزارع شبعا عام 2014″.
وأكد السيد نصر الله أن المقاومة لم تصب بأي خلل أو ضعف ولن تتأثر قدرتها ولا جهوزيتها في مواجهة العدو الإسرائيلي موضحا أن الإسرائيليين أنفسهم يعترفون بأن دخول المقاومة إلى ساحات أخرى أكسبها تجارب وخبرات جديدة وخاصة اقتحام المواقع والسيطرة عليها.
المقاومة تعمل دائما على رفع سقف إمكاناتها وكل ما يجعلها أقدر على صنع انتصار كبير
وقال الأمين العام لحزب الله “إن المقاومة في العام 2015 ستكون أقوى مما كانت عليه في العام 2014 وهي تعمل دائما على رفع سقف إمكاناتها وكل ما يجعلها أقدر على صنع انتصار كبير وليس وقفه عند حد معين”.
وأشار السيد نصر الله إلى أن المقاومة تأخذ بعين الاعتبار إمكانية قيام العدو الإسرائيلي بدفع بعض الجماعات الإرهابية المسلحة الموجودة في منطقة القنيطرة للاعتداء على لبنان لإشغال المقاومة.
وأوضح السيد نصر الله أن العدو الإسرائيلي اعترف بالتواصل مع المجموعات الإرهابية في القنيطرة وبعلاج 1200 مصاب من أفرادها إضافة إلى التواصل المستمر عبر أجهزة اللاسلكي كما أن بعض الاعتداءات التي قام بها العدو على مواقع للجيش السوري في المنطقة كانت جزءا من خطة هجوم الجماعات المسلحة على هذه المواقع كما أن سلاح الجو الإسرائيلي كان يقوم بالتمهيد في بعض الحالات لتقدم الجماعات المسلحة على بعض التلال.
وقال السيد نصر الله “إن عمليات المقاومة التي حصلت في الجولان كانت عمليات سورية لا علاقة لحزب الله بها إذ لا يوجد تشكيل له هناك بل هو أعلن استعداده للمساعدة لأن الأمر المنطقي والطبيعي أن يقوم السوريون أنفسهم بالمقاومة الشعبية”.
وشدد السيد نصر الله على أن العدو الإسرائيلي سيكون مجنونا في حال شن حربا على لبنان وهو يدرك أن ذلك قد يغير المعادلات ومسار الأحداث لافتا إلى أن مبدأ الذهاب إلى الحروب بهدف المزايدات الانتخابية فشل وسقط.
العالم كله بدأ يسلم بأن مقولة إسقاط الدولة في سورية والسيطرة عليها انتهت
وأكد السيد نصر الله أن العالم كله بدأ يسلم بأن مقولة إسقاط الدولة في سورية والسيطرة عليها انتهت بمعنى أنه لم يعد هناك قدرة لما يسمى أصدقاء سورية ولا للدول الإقليمية والقوى المسلحة وغير المسلحة أن تسقط الدولة السورية أو تسيطر عليها أو على دمشق مثلا وهذا الأمر يعود إلى صمود الشعب والقيادة والجيش والقوات الشعبية بأشكالها المختلفة في سورية.
وأضاف الأمين العام لحزب الله “إن هناك حقيقة موجودة في سورية وهي أن العالم لا يستطيع أن يقوم بحل عسكري إذا أراد والمطلوب حل سياسي ولكن هذا الحل بمعزل عن القيادة السورية والرئيس بشار الأسد غير ممكن والجميع وصل إلى هذه النتيجة”.
ولفت نصر الله إلى أن واقع الميدان الآن في سورية يشير إلى أن جزءا كبيرا منها بما فيه مدنها الرئيسة تحت سيطرة الحكومة وهناك جزء ثان تحت سيطرة تنظيم /داعش/ الإرهابي وجزء ثالث مع /جبهة النصرة/ الإرهابية أما ما يسمى /الجيش الحر/ أو القوى العسكرية المرتبطة بالائتلاف أو بالسعودية فهي في معرض الزوال وإذا كان من وجود لها فهو محصور في بعض مناطق ريف دمشق ودرعا والقنيطرة ويسير إلى المزيد من الوهن والضعف.
وقال السيد نصر الله “إن هذا الأمر سيعقد الحل السياسي لأن أي اتفاق مفترض يحصل بين القيادة السورية مع المعارضة كلها بما فيها الائتلاف ليس له أثر ميداني بل يعني أن المعارضين سيأتون إلى منطقة نفوذ الحكومة في دمشق ليكون لهم مكان ومأوى وشراكة في السلطة ولكن أي منهم لا يستطيع أن يذهب إلى كل المناطق التي تسيطر عليها داعش والنصرة وهذا يعني بقاء الأزمة في سورية”.
عندما يكون هناك قرار إقليمي ودولي بإنهاء ملف داعش والنصرة بما فيه كل أشكال الدعم فحينها يمكن الحديث عن حل سياسي
وأضاف الأمين العام لحزب الله “إن الحديث عن حل سياسي يجب أن ينهي القتال ويحل مشكلة سورية بالكامل وليس مشكلة المعارضة السياسية فقط من خلال إعطائها مقاعد وزارية وبالتالي عندما يكون هناك قرار إقليمي ودولي بإنهاء ملف داعش والنصرة بما فيه كل أشكال الدعم والتسهيلات والحماية فحينها يمكن الحديث عن حل سياسي ينهي الحرب في سورية”.
وأشار السيد نصر الله إلى أن خروج لقاء موسكو القادم بشيء إيجابي سيحسن الوضع في سورية ولكنه لن ينهي الحرب لافتا إلى أن أضعف عامل إقليمي مؤثر في الميدان السوري اليوم هو السعودية رغم أنها دعمت جميع الفصائل الإرهابية بالأموال والسلاح.
وقال نصر الله “إن السعوديين لم يكن لديهم مشكلة بهوية وانتماء من يأتي للقتال في سورية بل كان الهدف إسقاط النظام وبعدها يتم حل مشكلة الإرهابيين الوافدين وهذا خطأ ارتكبوه عندما تصوروا أنه يمكن تطبيق نموذج أفغانستان في سورية”.
ما خططت له السعودية والدول الغربية انقلب عليهم وخرج عن سيطرتهم
وأوضح السيد نصر الله أن “ما خططت له السعودية والدول الغربية انقلب عليهم وخرج عن سيطرتهم فكما أصبحت القاعدة وطالبان مشكلة للولايات المتحدة والسعودية وغيرها في السابق أصبحت اليوم داعش والنصرة خارج إرادتهم وبقيت لهم الفصائل الأقل تأثيرا في الميدان”.
وبين الأمين العام للحزب أن السعودية لو أرادت الذهاب بشكل جاد إلى حل سياسي في سورية فهذا سيعطي دفعا قويا ولكن المشكلة الإقليمية الأساسية في عرقلة الحل هي تركيا التي تتبنى موقفا متشددا وتقيم علاقة عملية وميدانية مع تنظيمي /داعش/ و/النصرة/ عبر فتح الحدود وإقامة معسكرات التدريب وتهريب السلاح والنفط الذي لا يمكن أن يتم دون علم تركيا.
الولايات المتحدة الأمريكية لا تريد القضاء على تنظيم “داعش” الإرهابي
وشدد السيد نصر الله على أن الولايات المتحدة الأمريكية لا تريد القضاء على تنظيم /داعش/ الارهابي الذي نما وكبر وتطور برعايتها وبرعاية تركيا والدول الغربية من أجل إسقاط الحكومات السورية والعراقية واستمر ذلك حتى سيطرة التنظيم على الموصل وانقلابه على تحالفاته المحلية في العراق.
وقال السيد نصر الله إن هذا الانقلاب هو ما استدعى الائتلاف الدولي ضد تنظيم داعش الارهابي ولكن هذا الائتلاف غير جدي على الإطلاق في محاربة التنظيم لأن الولايات المتحدة توظفه لخدمة مشروعها بشرط عدم تعرضه لمصالحها ومصالح حلفائها كما أنها تسعى اليوم لاحتوائه فقط ومنعه من امتلاك القدرة للتحرك نحو حلفائها في الأردن أو السعودية أو الكويت أو في أربيل.
وأضاف الأمين العام لحزب الله “إن هذا الائتلاف لن يقوم بأي شيء في حال قام تنظيم داعش بمحاولة التوسع على حساب سيطرة الحكومة السورية وهذا دليل على أنه لا يريد القضاء على داعش بل يريد بقاءه لفرض شروطه في المنطقة”.
وقال السيد نصر الله “إن ما تفعله الولايات المتحدة في العراق ليس مساعدة في القضاء على داعش فحجم وعدد ونوع الغارات الجوية لا يمثل شيئا لأن ما شنه التحالف منذ تشكيله وحتى الآن لا يزيد على عدد الغارات الإسرائيلية على لبنان في عدوان تموز في اليومين الأولين كما أن الجميع يعلم أن الغارات الجوية لا تستطيع أن تقضي على التنظيم دون عمل بري”.
وبين السيد نصر الله أن ما يملكه الجيش العراقي وقوات الحشد الشعبي من ذخائر وأسلحة وإمكانيات وحتى جزءا مما تملكه قوات إقليم كردستان هو من إيران أي تم شراؤه أو تم الحصول عليه كمساعدة منها.
وأشار السيد نصر الله إلى أن “الموقف الأمريكي في الفترة الأخيرة يقول إن رحيل الرئيس الأسد ليس شرطا لتحقيق الحل السياسي في سورية وهذا الموقف لم يأت مجانا وحتى ما تسمى المعارضة ليس لديها مشكلة في ذلك ولكن من يصر على وضع شروط مسبقة هي الدول الإقليمية كتركيا والسعودية وقطر ولكن مع الوقت سيصل المجتمع الدولي إلى نتيجة تقول انه لا حل في سورية إلا مع الرئيس الأسد ودون شرط ذهابه وإذا أنتجت تسوية مع بقاء الرئيس الأسد فالمجتمع الدولي سيقبل بها”.
وأضاف السيد نصر الله “إن بعض الأفكار المطروحة لدى بعض الدول العربية تتحدث عن حل سياسي يتضمن بقاء الرئيس الأسد في ولايته الحالية دون الحديث عن ما بعدها وتشكيل حكومة وحدة وطنية من القيادة الحالية وبعض أطراف المعارضة المقبولة المعتدلة وتشكيل لجنة لإعادة النظر بالدستور والإصلاحات وفتح باب الحوار على إجراء إصلاحات ومنها مثلا انتخابات نيابية مبكرة وإعطاء جزء من صلاحيات الرئيس غير الأمنية والعسكرية لحكومة الوحدة الوطنية ولكن هذا لم يصل بعد إلى مستوى المبادرة الجدية بل هي عبارة عن مسودات”.
وقال السيد نصر الله “إن إحدى الدول الإقليمية وصل معها الحال إلى القبول بأي حل في سورية يبقي النظام والجيش وحزب البعث ولكن شرطهم الوحيد أن يذهب الرئيس الأسد وهذا الكلام لم يعد سياسيا بل هو أحقاد شخصية”.
وتابع الأمين العام لحزب الله “إنني أرى في هذا الكلام جانبا إيجابيا وهو أن هذه الدولة الإقليمية المعنية بدرجة كبيرة وصلت إلى درجة اليأس والإحباط وإلى القناعة بأنه لا يمكنها أن تغير شيئا من الواقع الموجود في سورية ولا تستطيع أن تفرض من خلال الميدان شيئا على الحكومة”.
وأشار السيد نصر الله إلى أن التطورات تدل على أننا أمام خطوات تمهد لحل سياسي لأنه لا يمكن للاعبين الدوليين ترك الوضع في العراق وسورية مثلما تركوه في السنوات الماضية بعدما فشل مشروعهم في المنطقة.
وقال السيد نصر الله “إن موقف حزب الله واضح وهو أن أي حل في سورية بمعزل عن الرئيس الأسد غير ممكن كما أن ضمانة تطبيق أي حل هو الرئيس الأسد وهذا الموقف تم نقله إلى المبعوث الخاص للرئيس الروسي ميخائيل بوغدانوف”.
وأشار السيد نصر الله إلى أنه من المفيد أن تعود مصر وتلعب دورا في حل مشكلات المنطقة لافتا إلى أن المقاومة ترحب بكل دور إيجابي في ذلك بما فيه الدور المصري.
وأكد نصر الله أن حركة حماس هي التي ابتعدت عن المقاومة في لبنان ولكن لم تنقطع العلاقات خلال الفترة الماضية لأن فلسطين هي القضية المركزية لافتا إلى أنه لمس من الأصدقاء الإيرانيين أن هناك “إرادة جدية لدى حماس لترتيب العلاقة بشكل كامل وطبيعي كما كانت مع إيران وحزب الله بمعزل عن الموقف من سورية”.
وقال نصر الله “إن عودة العلاقة بين حماس وسورية هي موضوع للنقاش ولكنه لم يبحث وليس هناك استعجال فيه حيث توجد صعوبات من الطرفين إذ لكل منهما ظروفه وقراءته وحتى لو أرادت حماس أن تعيد ترتيب العلاقة فالموضوع عند القيادة السورية ليس سهلا والمسألة على درجة عالية من الصعوبة نتيجة التطورات والأحداث التي حصلت”.
وأوضح الأمين العام لحزب الله أن حركات المقاومة تواجه عدوا واحدا يشكل خطرا على الأمة وهو ما يعني أنها في جبهة واحدة وهذا ما يهم حزب الله في لبنان وهو التعاون الاستراتيجي لمواجهة المشروع الإسرائيلي مع كل حركات وفصائل المقاومة في فلسطين.
وحول الوضع الداخلي اللبناني أعرب نصر الله عن تفاؤله بالحوار مع تيار المستقبل طالما أن هناك إرادة جدية لدى الطرفين بوقف الاحتقان والتوتر وصولا إلى تفعيل عمل الحكومة وعدم السماح بسقوطها ومكافحة الإرهاب.
وقال الأمين العام لحزب الله إن العماد ميشال عون يمثل أغلبية مسيحية وهو الأول في استطلاعات الرأي ويحظى بتأييد حلفاء أساسيين وبالتالي فإن الشخص المعني بالنقاش هو شخص الجنرال عون ونحن نؤيد جلوس أي طرفين في لبنان على طاولة الحوار وخاصة بين الأطراف المسيحية لحل ملف الرئاسة.