أكد رينو جيرار كبير المراسلين الدوليين لصحيفة الفيغارو الفرنسية أن فرنسا ارتكبت “خطأ كبيرا بإغلاق السفارة الفرنسية في دمشق” منتقدا السياسة الفرنسية الحالية تجاه سورية.
وفي حوار أجرته معه الفيغارو اليوم قال جيرار “ارتكب الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي ووزير الخارجية آلان جوبيه خطا كبيرا بإغلاق السفارة الفرنسية بدمشق والذي كان بالنسبة لفرنسا المكان الأمثل حيث يمكن أن نتحدث مع القيادة في سورية. الحكومة الفرنسية بصوت لوران فابيوس تعامل سورية الآن كما لو كانت عدو فرنسا وهذا خاطئ”.
وحول زيارة الوفد البرلماني الفرنسي إلى سورية قال جيرار “أنا مع حرية النواب.. لقد كانوا محقين بزيارة دمشق” متسائلا “عندما تكون السياسة الخارجية سيئة ما هو الحل.. لماذا لا نحاول عبر المسارات الأخرى.. آخرون مثل الصحفيين واجبهم أيضاً أن ينتقدوا القادة السياسيين”.
وقال “يجب أن يكون مفهوماً أن الدبلوماسية ليست عملاً مع الأصدقاء إنها فن التحدث مع الخصوم والمنافسين.. يمكننا أن نلقي اللوم على القيادة السورية لكن هذا ليس سبباً لعدم التحدث معها” لافتا إلى أن “الرئيس بشار الأسد يمثل سورية” وقال “إذا كان الرئيس الأسد لا يمثل 95 بالمئة من السكان إلا أنه لا يوجد دليل على أنه إذا خاض انتخابات حرة فإنه لا يحصل على أصوات الأغلبية”.
ورأى جيرار أن الموقف الفرنسي تجاه سورية “لا يمكن الدفاع عنه لأنه لا يأخذ بعين الاعتبار مفهوم العدو الرئيسي.. واجبنا أن نذهب ونقاتل الناس الذين يأتون إلى مدارسنا لقتل أطفالنا”.
وفي معرض إشارته إلى أخطاء الغرب في المنطقة جراء تدخله في شؤونها قال “فرنسا اشتركت بإقصاء معمر القذافي عن الحكم في ليبيا بالمشاركة مع أصدقاء /برنار هنري ليفي/ لكن ذلك لم ينجح نحن نواجه في ليبيا فوضى تامة” مذكرا بأن “وضع الشعب العراقي لم يتحسن بعد سقوط صدام حسين بل تدهور”.
ودعا جيرار في ختام مقابلته الساسة الفرنسيين من أمثال /آلان جوبيه ونيكولا ساركوزي ولوران فابيوس/ “ليأخذوا في الاعتبار المصالح طويلة الأجل للبلد الذي يخدمونه”.
يشار إلى أن جيرار أكبر مراسل دولي لصحيفة الفيغارو كان يغطي الصراعات الكبرى في السنوات الثلاثين الماضية وهو مؤلف عدة كتب عن الحروب في الشرق الأوسط مثل.. لماذا يقاتلون /2006/ وعن تجربته في أفغانستان.. مرة أخرى في بيشاور /2010/ وكتابه الأخير.. ويتحرك العالم على /2014/.
(المصدر: وكالة سانا للأنباء بتاريخ 3/3/2015)