جدد وزير الخارجية الأمريكي جون كيري ونظيره السعودي سعود الفيصل تأكيد حكومتيهما دعم الإرهاب في سورية باسم “الاعتدال” وعرقلة أي جهد أو مبادرة تفضي إلى حل سياسي للازمة فيها من خلال الرهان على الحل العسكري وفرض شروط مسبقة تتجاوز إرادة السوريين.
وزعم كيري الذي زار الرياض اليوم لطمأنة أتباعه حول ما يجري في المفاوضات النووية مع إيران أن بلاده “تسعى إلى الحل السياسي في سورية” لكنه استمر في فرز الإرهابيين بين متطرف ومعتدل من أجل تبرير تقديم الدعم العسكري لهم.
وناقض كيري نفسه عندما ادعى أن “العالم كله يريد أن يرى الحرب تنتهي في سورية” في الوقت الذي قال فيه “يجب الضغط عسكريا” على الحكومة السورية من أجل ما سماه “تعزيز القدرة على التوصل إلى الحل”.
من جهته أعلن وزير خارجية المصدر الأول للإرهاب والفكر الإرهابي في العالم أن مملكته ستواصل سياساتها الراعية والداعمة للإرهاب في سورية والمنطقة بحجة دعم “المعارضة المعتدلة”.
وكرر الفيصل المواقف التي يطلقها في كل مرة عندما يتحدث عن سورية منذ سنوات وكأنه لا يقرأ ولا يتابع ما يجري في المنطقة والعالم لافتا إلى أن أسرته متفقة مع رؤية واشنطن للحل في سورية القائمة على دعم الإرهاب وتدريب الإرهابيين وتسليحهم.
ولعل ما يثير الاستغراب في حديث الفيصل هو حديثه عن ضرورة وجود رؤية استراتيجية لمكافحة الإرهاب بكل جوانبه العسكرية والفكرية وتجفيف موارده المالية في وقت تعتبر مملكته المنبع والمنشأ لكل أشكال الإرهاب.
وحول المفاوضات النووية مع إيران طمأن كيري محمياته في الخليج على سير هذه المفاوضات التي وصفها بأنها “ستخفف من حدة التوتر والعقبات أمام الأمن الإقليمي ومن الضغط في السباق إلى التسلح النووي”.
وقال كيري “إننا لا نسعى إلى حل كبير إذ لن يختلف اليوم الذي يتلو يوم التوصل إلى اتفاق عما سبقه فيما يتعلق بالقضايا والأمور الأخرى في المنطقة وسنتخذ إجراءات لضمان عدم امتلاك إيران للسلاح النووي”.
وأشار كيري إلى أن بلاده وهي تتابع المفاوضات مع إيران مستمرة بمراقبة نشاطات إيران في المنطقة وخاصة “أعمالها الساعية إلى عرقلة الاستقرار” على حد زعمه مجددا التزام إدارته بحماية الممالك والإمارات الخليجية من أي خطر.
بينما دعا الفيصل الولايات المتحدة إلى الضغط على إيران من أجل وقف ما سماها “تدخلاتها في المنطقة” في وقت تتدخل فيه أسرته في كل ما يجري في الدول العربية من خلال دعم التنظيمات الإرهابية.
وتبنى الفيصل الموقف الإسرائيلي من الملف النووي الإيراني مؤكدا ضرورة التوصل إلى اتفاق مع إيران يضمن وضع نظام تفتيش دولي صارم على برنامجها النووي.
(المصدر: وكالة سانا للأنباء بتاريخ 6/3/2015)