طالب المشاركون في الملتقى الذي عقدته اللجنة الاجتماعية في لجنة متابعة الحوار الوطني بعقد حوار سوري سوري على الأرض السورية وتأسيس لجان من شيوخ ووجهاء العشائر والشخصيات المعنية تعمل على ملف المخطوفين والمفقودين ومعرفة مصيرهم إضافة إلى ضمان سلامة جميع من أراد تسوية أوضاعه تحت سقف القانون والتفاوض المثمر والشفاف لضمان عودته الى حضن الوطن.
واقترح المشاركون في الملتقى الذي عقد في فندق الداما روز بدمشق تحت عنوان الحوار الوطني ودوره 3في المصالحات الوطنية تشكيل لجنة من جميع القوى السياسية والمجتمعية للمشاركة في إعادة الاعمار والعمل على ايصال رسالة السلام والحوار للعالم بأسره بأن الشعب السوري صاحب تاريخ وحضارة ويستطيع تقرير مصيره وحل مشاكله بعيدا عن التدخلات الخارجية.
بدوره بين وزير الدولة لشؤون المصالحة الوطنية الدكتور على حيدر خلال مشاركته في الملتقى أن مصلحة الوطن جمعت أبناءه في هذا الملتقى وما طرح فيه يندرج تحت أربعة عناوين هي ملفات المخطوفين والمفقودين والمعتقلين وتنظيم عمل اللجان في مشروع المصالحة الوطنية ووضع آلية واضحة لإنجاز المصالحات المحلية بالمناطق والحوار الوطني السوري السوري.
وأكد حيدر أن الاشكالية أمام العناوين الأربعة عدم وجود مرجعية واضحة وواحدة لها وان هذه المشاكل لن تحل الا إذا وجدت ادارة ومرجعية معتمدة من كل الاجهزة الرسمية وساهم الجميع في الحل.
وذكر حيدر أن ما أنجز حتى الان في المناطق السورية هو مرحلة من مراحل المصالحات المحلية ولكن انجاز المصالحات الوطنية الكبرى يحتاج إلى وقت وجهد كبيرين مبينا أن المصالحة تحتاج إلى عمل حقيقي ونوايا صادقة وجهد كبير لإنجازها ولا سيما في ظل الظروف التي تعيشها البلاد.
من جهتها بينت أمين عام حزب الشباب الوطني للعدالة والتنمية بروين ابراهيم أن الغاية الأساسية من هذه الحوارات التمهيدية هي الحوار السوري السوري الشامل مشيرة إلى أن قوى المعارضة الوطنية لديها خطط ورؤية لحل الأزمة في سورية وأن اللجنة الاجتماعية لديها حلول لمعالجة بعض الملفات المتعلقة بهذا الشأن.
ودعت ابراهيم المعارضة الخارجية بكافة أطيافها وأشكالها وتسمياتها الى الانضمام إلى هذه الحوارات داخل سورية.
وأوضح أمين عام حزب الشعب الشيخ نواف طراد الملحم أن الهدف من الملتقى مناقشة نجاح واخفاق العمل المتعلق بملفات المخطوفين والمعتقلين والمصالحة الوطنية ولجانها في المحافظات ولا سيما ان هذه الملفات تلامس هموم جميع المواطنين منذ بداية الأزمة.
وأوضح أمين عام الحركة الوطنية الكردية للتغيير السلمي علي بشار اومري أنه رغم مرارة وقسوة الحرب البربرية الوحشية على الشعب السوري الا انه صامد ومؤمن بان الانتصار سيكون حليفه وهو من سيصنعه ويجب أن تعمل اللجنة الاجتماعية على التواصل الاجتماعي بين السوريين.
ودعا أومري إلى العمل على إيجاد الحلول للمشكلات السلبية التي أفرزتها الأزمة في سورية كملفات المفقودين والمخطوفين والموقوفين والإغاثة والإيواء وإعادة السوريين المهجرين إلى وطنهم مطالبا بوضع آليات عمل جديدة عملية وجادة تحمل مسؤولية إيجاد الحلول والطرق المناسبة والسليمة لكل هذه المشكلات السلبية التي تعرض لها المواطن السوري.
وقال عضو مجلس الشعب فيصل عزوز إن اللجنة الاجتماعية ارتأت ألا يقتصر دورها على عملية الحوار وأن يكون لها دور في عملية المصالحة لأن المصالحات هدف نبيل يجب أن نسعى إليه جميعا ويجب أن ينطلق لتحقيق غاياته على الأرض داعيا إلى الوقوف والتعاون لوقف العمليات الارهابية التي تستهدف السوريين.
من جانبه أكد معاون وزير العدل القاضي تيسير صمادي أن الوزارة وانطلاقا من أهمية المصالحة الوطنية ودورها في حل الازمة تعطي ردا رسميا وقانونيا لمن يتقدم بمعرفة مصير وشؤون أحد ذويه خلال شهر أو أكثر بقليل من تقديم الطلب.
وبين رئيس النيابة العامة لدى محكمة الإرهاب عمار بلال أن فكرة المصالحة الوطنية من القيم الانسانية التي تمتع بها السوريون على مر التاريخ وهي فرصة لإعادة تأهيل الكثير من الأشخاص مؤكدا أن القضاء يسعى لإصدار العقوبة بهدف اصلاح الشخص وليس انتقاما منه.
وأشار بلال إلى أن القضاء الجزائي يعتمد على القناعة الموضوعية للقاضي من خلال العوامل التي يستطيع الدفاع عن قراره فيها وان القرارات لا تكون اعتباطية.
وفي تصريح للصحفيين عقب الملتقى أكد الوزير حيدر أن الحوار الوطني بين السوريين بغض النظر عن تسمياتهم موالاة ومعارضة هو من سيمهد الطريق الى حل الأزمة وأن الملتقى نموذج من نماذج الحوار الوطني.
وبين حيدر ان ما تم التوصل اليه من طروحات يشكل دفعا قويا لعمل مؤسسات الدولة ويؤكد ان المجتمع السوري بكافة اطيافه يشكل ورشة عمل واحدة مبينا أن الدولة موجودة على كامل الارض السورية ولم تتخل عن اي بقعة أرض وكل السوريين الذين غادروا منازلهم انتقلوا الى موقعهم الطبيعي بين اهلهم وابناء شعبهم.
ورأى حيدر أن استمرار المسلحين بتسليم أنفسهم تأكيد أن الواقع بالنسبة لقسم منهم بات أكثر وضوحا كما تشكلت لديهم قناعة بان حضن الوطن دافئ مشيرا الى أن المصالحات في ببيلا وبيت سحم بريف دمشق قطعت شوطا جيدا وهي مرتبطة بالمصالحات في المناطق المحيطة كما ان هناك اخبارا جيدة ستتبين خلال الفترة القادمة فيما يتعلق بهذه المناطق.
شارك في الملتقى ممثلون عن وزارة الداخلية وعدد من الأمناء العامين للأحزاب وأعضاء مجلس الشعب ورجال دين ووجهاء عشائر سورية ورؤساء لجان وهيئات المصالحة الوطنية في المحافظات.
(المصدر: وكالة سانا للأنباء بتاريخ 10/3/2015)