ستقبل السيد الرئيس بشار الأسد أمس علي طيب نيا وزير الاقتصاد والمالية في الجمهورية الإسلامية الإيرانية والوفد المرافق له.1
وأكد الرئيس الأسد خلال اللقاء أن الجانب الاقتصادي هو أحد جوانب العدوان الذي تتعرض له سورية من خلال الحصار المفروض على الشعب السوري وتدمير البنى الأساسية لافتا إلى أن دعم الدول الصديقة وفي مقدمتها ايران كان له أثر كبير في تعزيز صمود الشعب السوري.
وأشار الرئيس الأسد إلى أهمية استمرار العلاقات الاستراتيجية على المستوى الاقتصادي بين سورية وإيران والتي تعود بالنفع على الشعبين الشقيقين لافتا إلى ضرورة وضع بنية واضحة وآليات عملية للتعاون الاقتصادي بين البلدين.
من جانبه أكد الوزير الإيراني أن الروابط المشتركة التي تجمع سورية وإيران في جميع المجالات واسعة ومتجذرة ولا يمكن فصلها معربا عن استعداد بلاده الكامل لنقل تجاربها في مجال التنمية والمجالات التقانية والهندسية إلى سورية.2
وأشار الوزير الإيراني إلى أن بلاده تؤمن بأن من واجبها الوقوف إلى جانب سورية وشعبها لأن سورية كانت ولاتزال الطرف الأساسي في مواجهة المشاريع الصهيونية في المنطقة.. وانتصارها في مواجهة الحرب الارهابية التي تتعرض لها يعد عاملا أساسيا في عودة الأمن والاستقرار إلى دولها.
حضر اللقاء الدكتور اسماعيل اسماعيل وزير المالية والدكتور همام الجزائري وزير الاقتصاد والتجارة الخارجية وسفيرا البلدين.
وفي ختام اللقاء أدلى الرئيس الأسد بتصريح خاص للتلفزيون الإيراني.. وردا على سؤال حول تغير مواقف بعض الدول الأساسية المعادية لسورية والتي كانت تقول إنه لا حل إلا برحيل الرئيس الأسد واليوم باتت تقول إنه لا حل في سورية إلا ببقاء الرئيس الأسد والحوار معه… قال سيادته إنه سواء قالوا يبقى أو لا يبقى.. الكلام في هذا الموضوع هو للشعب السوري فقط لذلك كل ما قيل عن هذه النقطة تحديدا منذ اليوم الأول للأزمة حتى هذا اليوم بعد اربع سنوات لم يكن يعنينا من قريب ولا من بعيد.. في هذا الاطار كنا نستمع للشعب السوري نراقب ردات فعل الشعب السوري.. تطلعاته.. طموحاته.. وكل ما له علاقة بهذا الشعب.. أي شيء أتى من خارج الحدود كان مجرد كلام وفقاعات تذهب وتختفي بعد فترة فلا يهم إن قالوا يذهب أو يبقى أم غيروا أم لم يغيروا.. المهم الواقع كيف كان يسير. 4
وحول دعوة جون كيري وزير الخارجية الأميركي للحوار مع الرئيس الأسد قال سيادته.. مازلنا نستمع لتصريحات وعلينا أن ننتظر الافعال وعندها نقرر.
وردا على سؤال حول كيف يستشرف الرئيس الأسد افق المرحلة القادمة بالنسبة للوضع في سورية والمعادلة الإقليمية والدولية في وقت بدأت فيه دول غربية كثيرة في الأشهر الماضية تتواصل مع الحكومة السورية… قال سيادته أولا بالنسبة للوضع في سورية لا يوجد لدينا خيار سوى أن ندافع عن وطننا.. لا توجد خيارات ولم يكن لدينا خيار آخر منذ اليوم الأول بالنسبة لهذه النقطة.
وأضاف الرئيس الأسد أي تغيرات دولية تأتي في هذا الإطار هي شيء إيجابي إن كانت صادقة وإن كانت لها مفاعيل على الأرض ولكنها تبدا أولا بوقف الدعم السياسي للإرهابيين .. وقف التمويل .. وقف إرسال السلاح .. وبالضغط على الدول الأوروبية وعلى الدول التابعة لها في منطقتنا والتي تقوم بتأمين الدعم اللوجستي والمالي وأيضا العسكري للإرهابيين.. عندها نستطيع أن نقول إن هذا التغير أصبح تغيرا حقيقيا.
وكان الرئيس الأسد أكد خلال لقائه في الخامس من كانون الثاني الماضي رستم قاسمي رئيس لجنة تنمية العلاقات الاقتصادية الإيرانية السورية والوفد المرافق أهمية تمازج الرؤية الاقتصادية بين البلدين مع الرؤية السياسية والاستراتيجية التي تميز علاقاتهما.