أقر مجددا وزيرا الخارجية البريطاني فيليب هاموند والسعودي سعود الفيصل باستمرار دعم بلديهما للإرهاب في سورية بشتى الوسائل بما فيها التسليحية من بوابة ما بات يعرف أمريكيا بـ”المعارضة المعتدلة” وذلك بهدف تبرير دعم لندن والرياض المفضوح للإرهاب في سورية.
وكانت السفارة الأمريكية في أنقرة أعلنت خلال شهر شباط الماضي أن الولايات المتحدة وقعت مع النظام التركي اتفاقا لتدريب وتسليح إرهابيي المعارضة التي تطلق عليهم تضليلا تسمية “المعارضة المعتدلة” لتنساق بعدها الدول الغربية والأنظمة الخليجية إلى تبرير دعمها للإرهاب في سورية وفق التصنيف الأمريكي للإرهابيين بين معتدلين ومتطرفين.
ولفت هاموند في مؤتمر صحفي مع الفيصل في الرياض إلى أن “بريطانيا تدعم تعزيز المعارضة المعتدلة في سورية ليكون هناك توازن على الأرض” بهدف ما سماه الدفع باتجاه “النقاش السياسي” في سورية متجاهلا عمدا الوقائع التي تؤكد ارتكاب إرهابيي ما يسمى المعارضة المعتدلة جرائم لا تقل وحشية عن مثيلاتها التي ترتكبها التنظيمات الدائرة بفلك التنظيمات الارهابية كـ/النصرة وداعش/ الإرهابيين.
وناقض هاموند نفسه بإعلانه أولا مواصلة دعم إرهابيي “المعارضة المعتدلة” ودعوته في الوقت ذاته الى قطع موارد الإرهابيين المصنفين لديه متطرفين قائلا إن “المجهود العسكري لوحده لن يقضي على داعش ويجب وقف تدفق المقاتلين الأجانب ووقف تمويل المتطرفين”.
إلى ذلك واصل هاموند اجترار المواقف السابقة تجاه الحكومة السورية متجاوزا بذلك إرادة السوريين من خلال فرض شروط مسبقة عليه .
وكانت إحصاءات غربية أشارت إلى توجه مئات الإرهابيين من أصول بريطانية إلى سورية للالتحاق بصفوف تنظيم /داعش/ الإرهابي بينما كشف جهاز اليوروبول مؤخرا عن أن ما يقدر بخمسة إلى عشرة آلاف إرهابي من عدد من الدول الأوروبية هربوا من بلدانهم للانخراط في صفوف التنظيم الإرهابي بينما تبين إحصاءات أخرى أن العدد أكبر بكثير.
وفي السياق ذاته واصل وزير خارجية النظام السعودي سياسات بلاده الداعمة للإرهاب في سورية علنا قائلا إنه “من المهم دعم المعارضة المعتدلة عسكريا لتحقيق التوازن على الأرض”.
وزعم الفيصل أن بلاده تبحث عن استراتيجية واضحة لمحاربة الإرهاب “بروح جماعية تقي من مخاطره وتقلعه من جذوره” في الوقت التي تعتبر مملكته المصدر الأول لكل أشكال الإرهاب إلى العالم أجمع.
وفي سياق ادعاء الفيصل حرص مملكته المتهالكة على الحل السياسي في سورية تعمد وضع شروط هذا الحل متجاوزا إرادة الشعب السوري والهدف عرقلة أي حل سياسي للأزمة لا يخدم أهداف إرهابييه.
وكان مسؤولون أمريكيون أكدوا في أكثر من مناسبة موافقة نظام آل سعود على استضافة معسكرات لتدريب الإرهابيين الذين يحلو لواشنطن أن تطلق عليهم اسم /معارضة معتدلة/ في خطوة غير مفاجئة حيث يعمل هذا النظام منذ سنوات طويلة على تقديم كل أشكال الدعم والتمويل والتسليح والغطاء السياسي واللوجستي للتنظيمات الإرهابية في سورية بتنسيق علني ومكشوف مع الولايات المتحدة والقوى الغربية.
يشار إلى أن نظام آل سعود بدا منذ نهاية السبعينيات وبداية الثمانينيات في القرن الماضي بدعم وتمويل الإرهاب ولم يقتصر ذلك على سورية والعراق أو غيرهما من دول الشرق الأوسط بل بدعم الإرهاب العالمي من أجل نشر الفكر الوهابي المتطرف بغض النظر عن عدد الأرواح والخسائر التي تحصدها التنظيمات الإرهابية.
(المصدر: صحيفة تشرين السورية بتاريخ 24/03/2015)