دعا المشاركون في المؤتمر الدولي الأول للأمام الشهيد محمد سعيد رمضان البوطي تحت عنوان «قراءة في فكره ومواقفه» إلى توحيد طاقات وجهود الأمة في مواجهة عدوها المشترك وعدم تضييع البوصلة وتوجيه السلاح لتحرير المسجد الأقصى والأراضي المحتلة في فلسطين والجولان انطلاقاً من التحذيرات التي أطلقها الإمام في بدء الأزمة للتنبه إلى المؤامرة الكبرى على الأمة بغية تمزيقها. وأكد المشاركون في البيان الختامي للمؤتمر أن ما يجري من حرب تكفيرية وهابية وكالة عن أعداء الله والإنسانية الصهاينة المجرمين هي أخطر سلاح ينهش في جسد الإسلام والأمة، معتبرين أن الحملة التي تتم اليوم على اليمن هي جزء من المؤامرة الكبرى على ديننا وأمتنا.
واتفق المؤتمرون على أن منهج الإمام الشهيد محمد سعيد رمضان البوطي هو المنهج الصحيح المتوافق مع الكتاب والسنة وهو المنهج الذي يمثل الإسلام الصحيح الذي يدعو إلى الوحدة والتآلف والمحبة والسلام ونبذ العنف وتجنب الفتن التي تعصف بالأمة.
كما دعا المؤتمرون علماء الأمة العربية والإسلامية إلى الاقتداء بمنهج الإمام الشهيد وترك الخوض في دماء المسلمين والمؤمنين والبعد عما يفرق الأمة والدعوة لما يوحد صفها في مواجهة العدو الوحيد والرئيسي للعرب والمسلمين وهو العدو الصهيوني. إلى ذلك قال الدكتور محمد عبد الستار السيد وزير الأوقاف في الجلسة الختامية للمؤتمر: القضية ليست بالشعارات الدينية لأن الفرنجة عندما غزوا بلادنا كانوا يرفعون الصليب علماً أنهم كانوا أعداء السيد المسيح عليه السلام وقتلوا الكثير من المسيحيين وقت ذاك، موضحاً أن رفع شعار الجهاد أراد به التكفيريون المزاودة في الدين على من هم أساس الدين.
وندد السيّد بخطاب ومواقف بعض من يُسمّون «رجال أو علماء الدين» لأنهم دعوا إلى سفك دماء السوريين واستباحة حرمتنا وحرق ديارنا وبلادنا، لافتاً إلى أن القرآن الكريم لا يُفسّر إلا بقرآن أو كما فسّره النبي صلى عليه وسلّم وبما تم من ممارسات لآل بيته وصحابته أجمعين.
وأكّد وزير الأوقاف أن الدين لا يؤخذ إلا من مصادره وهناك فارق كبير ما بين التديّن وبين العلم بالدين، مشدداً على رفض علماء الدين في سورية تقزيم الإسلام تحت شعار سياسي لأن الإسلام هو قيم ثابتة وليس قوالب جامدة كما كان يقول البوطي رحمه الله.
(المصدر: صحيفة تشرين، تاريخ: 1/4/2015)