مقابلة الرئيس الأسد لصحيفة اكسبرسن السويدية: إعادة البناء ليست مستحيلة والتحدي الأكبر إعادة بناء الإنسان.. شن الحرب على اليمن عدوان سيؤدي لمزيد من العداء بين الشعبين اليمني والسعودي
أكد السيد الرئيس بشار الأسد أن خطورة الإرهاب في منطقتنا تنبع من المظلة السياسية التي يوفرها له عدد من الدول والزعماء والمسؤولين وبشكل أساسي في الغرب ومن عدم وجود منظمة دولية فعالة يمكن أن تمنع بلدا من استخدام الإرهابيين كعملاء ووكلاء ليدمروا بلدا آخر.
ولفت الرئيس الأسد في مقابلة مع صحيفة اكسبرسن السويدية إلى أن الإرهاب في منطقتنا والعالم يستند إلى الايديولوجيا الوهابية.
وفيما يلي النص الكامل للمقابلة:
السؤال الأول.. سيادة الرئيس.. أود أن أتقدم منكم بجزيل الشكر نيابة عن اكسبرسن لمنحنا هذه المقابلة. شكرا جزيلا لكم. بينما نجلس هنا.. نجري هذه المقابلة.. يجتاح تنظيم “داعش” الإرهابي مخيم اليرموك للاجئين. وفي الوقت نفسه تسيطر “جبهة النصرة” على الحدود السورية الأردنية.. كما فرضت سيطرتها على إدلب. ما مدى خطورة الوضع الآن من وجهة نظركم…
الإرهاب ليس قضية محلية ولا حتى إقليمية إنها مشكلة عالمية
الرئيس الأسد:
طالما تتحدث عن الإرهاب.. فهو دائما خطر.. في أي زمان أو مكان وفي أي حالة كان. هذا ما يمكن قوله دائما عن الإرهاب وهذا لا يرتبط مباشرة بالمثال الذي ذكرته.. لأن ما ذكرته يشكل أحد تجليات الإرهاب فقط. إنها عملية طويلة بدأت قبل سنوات.. حتى قبل بداية الأزمة في سورية. الإرهاب خطر لأنه لا يعرف حدودا ولا قيودا.. ويمكن أن يضرب في أي مكان. الإرهاب ليس قضية محلية ولا حتى إقليمية إنها مشكلة عالمية. ولهذا السبب نقول إن الإرهاب خطير دائما. في حالتنا.. يمكن القول إنه أكثر خطورة والوضع أكثر سوءا بسبب الوضع العسكري الذي ذكرته في سؤالك. في الواقع.. هذه المرة تنبع خطورته من تمتعه بمظلة سياسية يوفرها عدد من الدول والزعماء والمسؤولين.. بشكل أساسي في الغرب. العديد من أولئك المسؤولين لم يروا الواقع على حقيقته في البداية. لقد بات الأمر أكثر خطورة الآن بسبب غياب القانون الدولي وعدم وجود منظمة دولية فعالة يمكن أن تحمي بلدا من بلد آخر يستخدم الإرهابيين كعملاء ووكلاء ليدمروا بلدا آخر. هذا ما يحدث في سورية. ولهذا أقول.. نعم الوضع خطر.. لكن في الوقت نفسه.. فهو قابل للعكس. وطالما كان قابلا للعكس.. فإن الأوان لم يفت للتعامل معه. سيكون الأمر أكثر خطورة بمرور الوقت عندما يشحن الإرهابيون قلوب وعقول الناس.
السؤال الثاني.. إلا أنهم يسيطرون على المزيد من المناطق في سورية. هل باتت القوات السورية والجيش السوري أضعف من ذي قبل…
الرئيس الأسد..
هذا أمر طبيعي.. فهذه تداعيات أي حرب. أي حرب تضعف أي جيش بصرف النظر عن مدى قوته وحداثته. إنها تقوض وتضعف كل مجتمع.. بكل ما للكلمة من معنى.. في الاقتصاد.. والمجتمع.. والأخلاق.. وبالطبع الجيش كجزء من هذا المجتمع. هذا طبيعي.
السؤال الثالث.. لكن هل بات الجيش أضعف من ذي قبل… أطرح هذا السؤال لأننا كنا نرى في الماضي أن الجيش ينتقل من نصر إلى نصر.. وكنتم تسيطرون على مناطق أوسع. كانت سيطرتكم أكبر على منطقة القلمون ومناطق أخرى. أما الآن فهم يسيطرون على إدلب.. على سبيل المثال.
الرئيس الأسد:
هذا لا علاقة له بتلك القضية.. أعني كون الجيش أقوى أو أضعف. كما قلت.. فإن أي حرب تضعف أي جيش. هذا هو المسار الطبيعي للأحداث. لكن في حالتنا.. عندما تنظر إلى سياق الحرب خلال السنوات الأربع الماضية.. تجد أن هناك كرا وفرا. أحيانا تكسب وأحيانا تخسر.. وذلك يعتمد على عدة معايير.. بعضها يتعلق بالمعايير والعوامل الداخلية.. وهنا يكون الأمر أكثر دقة. لكن بعضها يتعلق بمدى الدعم الذي يقدم للإرهابيين. على سبيل المثال.. وفي المثال الأخير الذي ذكرته حول إدلب.. فإن العامل الرئيسي كان الدعم الهائل الذي قدمته تركيا.. الدعم اللوجستي.. والدعم العسكري.. وبالطبع الدعم المالي الذي تلقوه من السعودية وقطر.
السؤال الرابع.. هل هذه معلومات أم مجرد رأي…
الرئيس الأسد:
هذه معلومات. لقد كانوا يتلقون كل شيء ويتصرفون كجيش واحد.. أعني الإرهابيين.. “جبهة النصرة” التي هي جزء من القاعدة.. والحكومة أو المؤسسات أو المخابرات التركية.. كانوا كلهم يتصرفون وكأنهم جيش واحد في تلك المعركة. بالتالي.. فإن الأمر لا يتعلق بضعف جيشنا أو قوته.. بل كان يعتمد أكثر على حجم الدعم الذي تلقاه الإرهابيون من تركيا.
تركيا وقطر والسعودية ليست دولا مستقلة ولا تمتلك أجندة خاصة بها
السؤال الخامس.. قبل أربع سنوات.. كان لتركيا وقطر والسعودية أجندة خاصة بها. هل تغير ذلك… هل غيرت تلك الأجندة…
الرئيس الأسد:
أولا.. هذه ليست دولا مستقلة.. وبالتالي فهي لا تمتلك أجندة خاصة بها. في بعض الأحيان يكون لهم سلوكهم ضيق الأفق أو الانتقامي أو المبني على الكراهية والذي يستخدم في أجندة الآخرين. ولنكن صريحين هنا.. ففي بعض الأحيان كان ذلك يصب في أجندة الولايات المتحدة. وبذلك لا نستطيع القول إن لديهم أجندتهم الخاصة بهم.. لكنهم لم يتغيروا. ما زالوا يدعمون نفس الإرهابيين.. لأن هذا السلوك لا يتعلق بالأزمة في سورية.. لقد دعموا الإرهابيين في أفغانستان.. من خلال دعمهم للايديولوجيا الوهابية والتطرف الذي أفضى إلى الإرهاب مؤخرا في أوروبا. لقد قدموا هذا الدعم لعقود.. وهم الآن يدعمون الايديولوجيا نفسها والفصائل نفسها لكن تحت مسميات مختلفة في سورية. إذا.. لم يتغير شيء لأن هذا سلوكهم الطبيعي.
الايديولوجيا الوهابية تشكل أساس كل إرهاب في العالم
السؤال السادس.. أي ايديولوجيا تعني…
الرئيس الأسد:
الايديولوجيا الوهابية التي تشكل أساس كل إرهاب في العالم. لم تكن هناك أعمال إرهابية خلال العقود الأخيرة في الشرق الأوسط والعالم دون هذه الايديولوجيا. كل إرهابي في العالم يؤسس معتقده على الايديولوجيا الوهابية.
المشكلة مع الولايات المتحدة وبعض المسؤولين الغربيين هي أنهم يعتقدون أن بوسعهم استخدام الإرهاب كورقة سياسية
السؤال السابع.. تقول إن الأيديولوجيا الوهابية مرتبطة بأحداث أيلول وكل المجموعات الإرهابية… ألا تعرف الولايات المتحدة بهذه الصلة بين الايديولوجيا الوهابية والإرهابيين… لكنهم مستمرون في دعمهم للسعودية.
الرئيس الأسد:
هذا سؤال مهم جدا.. لأن الولايات المتحدة كانت في ثمانينات القرن العشرين تصف مجموعات القاعدة وطالبان في أفغانستان بالمجاهدين. هكذا وصفهم الرئيس بوش. لكن بعد أحداث 11 أيلول 2001 باتوا يصفونهم بالإرهابيين. المشكلة مع الولايات المتحدة وبعض المسؤولين الغربيين هي أنهم يعتقدون أن بوسعهم استخدام الإرهاب كورقة سياسية. في الواقع فإن الإرهاب كالعقرب.. عندما تتاح له الفرصة سيلدغ.. إذا.. هم يعرفون.. لكنهم لم يقدروا مدى خطورة الإرهاب عند استخدامه كورقة سياسية.
السؤال الثامن.. سيادة الرئيس.. الوفد الرسمي السوري وجزء من المعارضة التقوا مؤخرا في موسكو. هل تمخض ذلك الاجتماع عن أي نتائج فعلية…
الرئيس الأسد:
في الواقع نعم. نستطيع أن نقول ذلك لأن هذا الاجتماع كان المرة الأولى التي يتم فيها التوصل إلى اتفاق ..لأنه كما تعرف كانت هناك عدة حوارات من قبل.. اتفاق على بعض المبادئ التي يمكن أن تشكل أساسا للحوار القادم بين السوريين. لم ننته من ذلك بعد.. لأن جدول أعمال ذلك الاجتماع كان شاملا جدا وبالتالي فإن أربعة أيام لم تكن كافية. في الواقع.. استمرت الاجتماعات أربعة أيام.. لكن دام الحوار بين الحكومة وممثلي المعارضة يومين. لم يكن ذلك كافيا لإنهاء جدول الأعمال.. لكن عندما يكون هناك اختراق.. حتى ولو كان جزئيا.. فإنه يعني أن الاجتماع القادم سيكون واعدا من حيث التوصل إلى اتفاق تام حول مبادئ الحوار الذي سينتهي إلى حل للصراع في سورية.
السؤال التاسع.. ما تقوله سيادة الرئيس مهم جدا لأن مبعوث الأمم المتحدة إلى سورية.. السيد ستافان دي ميستورا يخطط لعقد سلسلة من المشاورات التي ستبدأ في أيار أو حزيران لتقييم فرص إيجاد أرضية مشتركة بين الدول الرئيسية المهتمة بالصراع. ما رأيكم في ذلك…
الرئيس الأسد:
في الواقع.. أنا أتفق مع دي ميستورا حول هذه النقطة لأننا إذا أردنا أن ننظر إلى الصراع في سورية على أنه مجرد صراع داخلي بين فصائل سورية.. فإن ذلك غير واقعي ولا موضوعي. في الواقع.. فإن المشكلة ليست معقدة جدا.. لكنها أصبحت معقدة بسبب التدخل الخارجي.. وأي خطة تريد أن تنفذها في سورية اليوم من أجل حل المشكلة ..وهذا ما واجهته خطة دي ميستورا في حلب.. ستفشل بسبب التدخل الخارجي. هذا ما حدث في حلب.. عندما طلب الأتراك من الفصائل أو الإرهابيين الذين يدعمونهم أو يرعونهم أن يرفضوا التعاون مع دي ميستورا. وهكذا أعتقد أنه يعلم أنه ما لم يتمكن من إقناع هذه البلدان بالتوقف عن دعم الإرهابيين وترك السوريين ليحلوا مشكلتهم.. فإنه لن ينجح.
خطة دي مستورا من أجل حلب منسجمة مع جهودنا في إجراء مصالحات في مناطق مختلفة من سورية
السؤال العاشر.. ما رأيك بجهود دي ميستورا…
الرئيس الأسد:
ناقشنا معه خطته من أجل حلب.. وهي منسجمة مع جهودنا في إجراء مصالحات في مناطق مختلفة من سورية. وهذا ما نجحنا به.. وهنا يمكن جعل الأمور أفضل.. عندما تساعد الناس على العودة إلى حياتهم الطبيعية وعندما تمنحهم الحكومة العفو ويسلمون أسلحتهم. إذا.. خطته من أجل حلب تنسجم مع مبادئ المصالحة نفسها.. ولذلك دعمناها من البداية.. وما زلنا ندعم جهوده في هذا الصدد.
السؤال الحادي عشر.. سيادة الرئيس.. السويد هي البلد الوحيد في أوروبا الذي يمنح حق الإقامة الدائمة للأشخاص الذين يهربون من الحرب في سورية. ما الذي يعنيه ذلك.. وكيف تنظرون إلى سياسة السويد…
الرئيس الأسد:
بذلك الخصوص أو بشكل عام…
السؤال الثاني عشر.. في ذلك المجال بالتحديد.
الرئيس الأسد..
أعتقد أن هذا موضع تقدير في سائر أنحاء العالم وليس فقط في بلدنا. هذا الموقف الإنساني الذي تتخذه السويد محط تقدير فيما يتعلق بمختلف الصراعات بما في ذلك الصراع في سورية. إذا من الجيد أن يمنح الناس مأوى.. لكن إذا سألت السوريين الذين هربوا من سورية.. “ماذا تريدون…” فإنهم سيقولون لك إنهم لا يريدون أن يهربوا من سورية بسبب الحرب.. إنهم يريدون إنهاء تلك الحرب. هذا هو هدفهم.. وهذا هو هدفنا. بالتالي.. أعتقد أن من الجيد أن تمنح الناس المأوى.. لكن الأفضل هو أن تساعدهم على العودة إلى بلادهم. كيف… أعتقد أن السويد بلد مهم في الاتحاد الأوروبي. يمكنه أن يلعب دورا محوريا في رفع العقوبات لأن العديد من السوريين الذين ذهبوا إلى السويد أو إلى أي بلد آخر لم يذهبوا بسبب الأعمال الإرهابية فقط.. لقد ذهبوا بسبب الحصار أيضا لأنهم فقدوا مصادر رزقهم.. ولأنهم يريدون الحصول على أساسيات حياتهم اليومية كان عليهم مغادرة سورية بسبب الحصار.. إذا.. رفع الحصار الذي أثر على كل سوري.. وفي الوقت نفسه منع أي بلد أوروبي من منح الإرهابيين مظلة تحت أسماء مختلفة.. سواء سموها معارضة سلمية.. أو معارضة معتدلة. لقد بات من الواضح اليوم.. ولقد تم إثبات ذلك.. أن هذه المعارضة التي كانوا يدعمونها هي نفسها كـ “جبهة النصرة” والقاعدة.. والإخوان المسلمين.
الأمر الثالث الذي يمكن أن يقوموا به هو أن يضغطوا على الدول التي تدعم الإرهابيين وتمنع أي خطط للسلام في سورية.. أقصد كتلك الخطة التي ذكرتها.. والتي طرحها السيد دي ميستورا. إنهم يمنعون تنفيذ ذلك في سورية.. وبشكل أساسي السعودية.. وقطر وتركيا. بالتالي أعتقد أن هذه أفضل مساعدة إنسانية وسياسية يمكن أن تقدمها السويد للشعب السوري.
السؤال الثالث عشر.. الحصار والحرب.. وملايين اللاجئين أو الهاربين من البلاد. لقد وصف هذا الوضع بأنه أسوأ أزمة لاجئين منذ الحرب العالمية الثانية. ما مدى مسؤوليتكم.. سيادة الرئيس عن هذا الوضع…
الرئيس الأسد:
أعتقد أن مقارنة ما يحدث في سورية.. حتى من وجهة نظر إنسانية.. وما حدث في الحرب العالمية الثانية.. نوع من المبالغة الكبيرة. لا نستطيع أن نجري تلك المقارنة لأسباب سياسية. لكن بصرف النظر عن هذه المبالغة.. لدينا ملايين الناس الذين هجروا من مناطقهم إلى مناطق أخرى بسبب الأعمال الإرهابية وهذا عبء كبير في الواقع.. فإننا نتحمل العبء الأكبر للأزمة. تسمع الكثير من الضجيج حول ما تفعله المنظمات الدولية أو الكيفية التي ينفق بها من يسمون أنفسهم “أصدقاء سورية” المال ويقدمون الدعم والهبات للسوريين. في الواقع إذا أردت أن تحصل على فكرة بسيطة عما يحدث.. على سبيل المثال عام 2014 العام الماضي.. فإن جميع الدول والمنظمات قدمت في المجال الغذائي 22 بالمئة فقط مما نقدمه كدولة خلال الحرب. هذا فرق كبير.. نحو واحد إلى خمسة أمثال.
السؤال الرابع عشر.. داخل البلاد…
الرئيس الأسد:
داخل سورية.. نعم. فيما يتعلق بقطاع الرعاية الصحية مثلا.. كانت النسبة 1 على 18 لصالحنا. إذا.. وفي الواقع.. فإننا نتحمل العبء الأكبر. إضافة الى ذلك.. ما زلنا ندفع الرواتب ونرسل اللقاحات للأطفال.. ونوفر المتطلبات الأساسية للمستشفيات في المناطق الواقعة تحت سيطرة الإرهابيين. إذا.. ما زلنا ندير البلاد ونتحمل العبء الأكبر.
أكثر قادة “داعش” خطورة في منطقتنا اسكندنافيون
السؤال الخامس عشر.. طبقا لوكالة المخابرات السويدية.. فإن الجهاديين العائدين ..وهناك العديد منهم هنا في سورية الآن.. يشكلون أكبر خطر محلي يهدد السويد اليوم. هل تتفق مع هذا الرأي…
الرئيس الأسد:
لا أعتقد أن من الصحيح النظر إلى الإرهاب كقضية محلية أو إقليمية. كما قلت.. إنه مشكلة عالمية. إذا أردت التحدث عن السويد كجزء من أوروبا أو المجموعة الاسكندنافية في أوروبا.. فينبغي أن تأخذ في الاعتبار أن أكثر قادة “داعش” خطورة في منطقتنا اسكندنافيون.
السؤال السادس عشر.. هل هذه معلومات…
الرئيس الأسد:
نعم.. هذه معلومات. هذا ما لدينا من معلومات. وهكذا.. لا تستطيع أن تفصل هذه المجموعة من البلدان.. أو السويد عن أوروبا. طالما ينمو الإرهاب في بلدان أوروبية مختلفة.. لا تستطيع السويد أن تظل آمنة. وطالما كانت الحديقة الخلفية لأوروبا.. وخصوصا حوض المتوسط وشمال افريقيا في حالة من الفوضى وتعج بالإرهابيين.. لا يمكن لأوروبا أن تكون آمنة. وبالتالي.. نعم أتفق مع الرأي القائل بأن هذا يشكل تهديدا رئيسيا.. لكن لا يمكن أن تسميه محليا.. بل هو تهديد.
السؤال السابع عشر.. هل طلبت منكم السويد تبادل المعلومات حول مقاتلي “داعش” هؤلاء أو حول جهاديين آخرين…
الرئيس الأسد:
لا.. ليس هناك اتصال بين أجهزة المخابرات في بلدينا.
كل ما حدث في أوروبا من هجمات إرهابية حذرنا منه منذ بداية الأزمة.. علينا أن نتوقع المزيد من الهجمات في هذا الصدد
السؤال الثامن عشر.. سيادة الرئيس.. في كانون الأول 2010 نفذ تيمور عبد الوهاب ..وهو إرهابي سويدي تدرب في العراق وسورية.. هجوما انتحاريا في استوكهولم. ومؤخرا.. كان هناك نفس السيناريو في باريس.. أعني الهجوم على تشارلي ايبدو.. وحتى في كوبنهاغن. هل تعتقد أن البلدان الغربية ستواجه نفس السيناريو في المستقبل…
الرئيس الأسد:
في الواقع.. كل ما حدث في أوروبا.. أعني من هجمات إرهابية.. حذرنا منه منذ بداية الأزمة.. وقلت إن سورية تشكل خط فالق الزلزال.. وعندما تعبث بهذا الخط ستكون لذلك أصداء وتداعيات في مناطق مختلفة.. وليس فقط في منطقتنا.. حتى في أوروبا. في ذلك الوقت.. قالوا إن الرئيس السوري يهدد. في الواقع.. لم أكن أهدد.. بل كنت أصف ما سيحدث. الأمر ليس بحاجة لعبقرية.. لأن هذا هو سياق الأحداث التي جرت عدة مرات في منطقتنا.. ولدينا خبرة بهؤلاء الإرهابيين منذ أكثر من خمسين عاما. لم يصغوا لنا.. وقد حدث ما كنا قد حذرنا منه.. وما رأيناه في فرنسا.. في حالة تشارلي ايبدو.. والهجمات الانتحارية في كوبنهاغن ولندن.. وإسبانيا.. قبل عشر سنوات.. هذا يشكل قمة الجبل الجليدي.. الإرهاب جبل هائل. هذه ليست أحداثا معزولة. عندما يكون هناك مثل تلك الأحداث المعزولة فعليك أن تعرف أن لديك جبلا كبيرا تحت البحر لا تراه. إذا.. نعم.. أتوقع أنه طالما كان هناك هذا الجبل.. وطالما لا يزال المسؤولون الأوروبيون يبجلون دولا مثل السعودية وقطر بسبب أموالها وحسب.. وتبيع قيمها وتسمح للايديولوجيا الوهابية الظلامية بالتغلغل وأن تزرع في بعض المجتمعات في أوروبا.. علينا أن نتوقع المزيد من الهجمات في هذا الصدد.
الإرهاب حالة ذهنية.. ثقافة ينبغي التعامل معها بطريقة ايديولوجية
السؤال التاسع عشر.. ما أكثر الطرق فعالية في التعامل مع الإرهابيين…
الرئيس الأسد:
أولا.. الإرهاب ليس حربا. إنه حالة ذهنية.. ثقافة. ولذلك ينبغي التعامل مع هذه الثقافة. وينبغي التعامل معها بطريقة ايديولوجية.. وهذا يتضمن التعليم والثقافة. ثانيا.. أولئك الإرهابيون يستغلون الفقراء. ينبغي أن تعالج الفقر وبالتالي فإن النمو الاقتصادي والتنمية أمران مهمان جدا.. ثالثا.. عليك التعامل مع القضايا السياسية التي يستخدمها هؤلاء الإرهابيون لتعبئة عقول الشباب أو الأطفال لحل المشاكل السياسية في منطقتنا. على سبيل المثال فقد كانت قضية السلام واحدة من الأسباب الرئيسية التي مكنت الإرهابيين من حشد وتعبئة إرهابيين آخرين.
السؤال العشرون.. أي سلام… هل تقصد عملية السلام…
الرئيس الأسد:
أقصد بين العرب و”إسرائيل”. ينبغي حل هذه المشكلة.. لأنها تشكل أحد أسباب اليأس.. وعليك التعامل مع يأس ذلك الشباب الذين أرادوا أن يذهبوا ويموتوا من أجل ان يذهبوا إلى الجنة ليعيشوا حياة أفضل. هكذا يفكرون. إذا.. ينبغي أن تتعامل مع حالات اليأس هذه. التدبير الأخير يكون من خلال تبادل المعلومات بين أجهزة المخابرات. الحرب تستعملها للدفاع عن نفسك ضد الإرهاب. لا تستطيع أن تواجه الإرهاب بحرب. لكنك تستطيع الدفاع عن نفسك فقط باستعمال الأدوات العسكرية. هكذا يحارب الإرهاب.
داعش لا يمتلك حاضنة في مجتمعنا
السؤال الحادي والعشرون.. سيادة الرئيس لقد طلبت “داعش” من أنصارها في سائر أنحاء العالم القدوم إلى سورية والعراق ليعمروا ما يسمى الخلافة. كيف ترى مستقبل “داعش”…
الرئيس الأسد:
لا أعتقد أن “داعش” يمتلك حتى الآن حاضنة في مجتمعنا. دعني أتحدث عن سورية أولا.. حيث لا أستطيع أن أتحدث عن مجتمعات أخرى في منطقتنا.. لأنك عندما تتحدث عن “داعش” فإنك لا تتحدث عن قضية سورية.. فهو موجود في سورية.. والعراق.. ولبنان.. وليبيا.. ومصر. لكن فيما يتعلق بسورية فإنهم لا يمتلكون حاضنة.. إذا.. إذا أردت أن تتحدث عن المدى القصير فإنه ليس لـ “داعش” مستقبل. لكن على المدى المتوسط.. وخصوصا فيما يتعلق بالشباب والأطفال.. فإن أمام هذه المنطقة مستقبلا واحدا فقط هو مستقبل القاعدة.. أي “داعش”.. و”النصرة”.. والإخوان المسلمين. وهذه ستشكل الحديقة الخلفية لأوروبا.
السؤال الثاني والعشرون.. على المدى المتوسط والطويل.. هذا خطر جدا.
الرئيس الأسد:
بالطبع.. لأنك تستطيع اتخاذ التدابير ضد العديد من الأشياء.. لكنك لا تستطيع السيطرة على الايديولوجيا. عندما تزرع في الذهن.. يصبح من الصعب التخلص منها. ولذلك.. عندما تترسخ في الأذهان.. فإن هذا هو المستقبل الوحيد للمنطقة.
كحكومة لنا الحق بأن نطلب الدعم من أي دولة أو منظمة أو كيان يمكن أن يساعدنا في حربنا ضد الإرهاب
السؤال الثالث والعشرون.. “داعش” و”النصرة” يتلقيان الدعم من الخارج.. وأنت ذكرت تركيا.. وقطر.. والسعودية وغيرها.. لكن هناك جانبكم أنتم. حزب الله يقاتل معكم. هل تحتاجون لحزب الله هنا في سورية…
الرئيس الأسد:
أنت كمواطن سويدي لا تقبل أن يطلب منك أحد أن تقارن بين تيمور عبد الوهاب على سبيل المثال.. بوصفه إرهابيا.. وحكومتك.. بصرف النظر عما إذا كنت تتفق مع حكومتك أو تعارضها. الأمر نفسه ينطبق على شارلي ايبدو والإرهابيين والحكومة الفرنسية. لا تستطيع المقارنة. وهكذا.. لا نستطيع كسوريين أن نقبل بالمقارنة بين الدولة والمنظمات الإرهابية. مهمتنا مساعدة البلد.. والدفاع عن المواطنين.. بينما لا أعتقد أن هذا هو الدور الذي يلعبه “داعش” أو “النصرة” أو الإخوان المسلمين. في الواقع فإن دورهم أن يقتلوا ويرهبوا الناس وحسب. ولذلك لا تستطيع المقارنة.
ثانيا.. فإننا كحكومة لنا الحق بأن نطلب الدعم من أي دولة أو منظمة أو كيان يمكن أن يساعدنا في حربنا ضد الإرهاب.
ثالثا.. ولأنني عندما قلت إن الإرهاب لا يمكن أن يكون قضية محلية.. وإن من الخطأ النظر إليه كقضية محلية فإن الأمر الجيد هو أن يكون هناك تعاون مع مختلف القوى في المنطقة. على سبيل المثال.. فنحن كسوريين تعاونا مع العراقيين حتى قبل صعود “داعش” مؤخرا في الصيف الماضي في الموصل. قبل ذلك كان بيننا تعاون جيد.. تعاون استخباراتي وحتى عسكري.. ولسبب وحيد وهو أن العراقيين يعرفون أن الإرهاب سينتقل إلى العراق.. وهذا ما حدث في الموصل. ويحدث الشيء نفسه بالنسبة إلى لبنان. وهكذا.. فإن حزب الله يعي أن الإرهاب في سورية يعني إرهابا في لبنان.. وأن الفوضى هنا تعني الفوضى هناك. بالتالي.. فإن هذا النوع من التعاون مهم جدا لنا جميعا.
يتحدثون عن الأسلحة الكيميائية دون أن يكون لديهم دليل واحد على ذلك
السؤال الرابع والعشرون.. سيادة الرئيس.. مرة أخرى تتهمون بأنكم استعملتم الأسلحة الكيميائية في سورية. تم إجراء اختبارين لصحيفة “التايمز” ولجمعيات خيرية طبية. وكشف الاختباران أن قواتكم استخدمت الكلورين والسيانيد.. طبقا للتايمز والعفو الدولية.. على ما أعتقد.. ما قولكم في ذلك…
الرئيس الأسد:
لقد قلنا دائما إن هذا جزء من الحرب الدعائية ضد سورية منذ اليوم الأول.. شيطنة الرئيس وشيطنة الدولة لكسب عقول وقلوب الشعب السوري لصالح أجندتهم. لم ينجح ذلك.. وإذا أردت أن تقارن هذه الحرب الدعائية بما يحدث الآن في الغرب فيما يتعلق بأوكرانيا تجد أن الأمر نفسه يحدث.. شيطنة بوتين وتزوير العديد من الفيديوهات.. وأشياء لا تخبر الرأي العام في الغرب سوى بالأكاذيب. هذا هو الواقع. ينبغي أن يعي الناس في الغرب ذلك. وهذا لا يعني أننا لا نرتكب أخطاء.. أو أننا نقوم بأشياء خاطئة أو سيئة.. لكن في المحصلة.. فهذه حرب دعائية إعلامية لا تعكس الواقع في منطقتنا. إنهم يتحدثون عن الأسلحة الكيميائية دون أن يكون لديهم دليل واحد على ذلك.. وحتى الأرقام التي تنشر من قبل العديد من المؤسسات الأوروبية كجزء من الحرب الدعائية تفاوتت بين 200 ضحية و1400 ضحية. وهذا يعني أن هذه الأرقام ليست موضوعية ولا دقيقة. وحتى الآن ليس هناك دليل على أن أولئك الناس قتلوا بسبب هذا الهجوم. الدليل الوحيد الذي كان لدينا عندما قدمت لجنة من الأمم المتحدة هو أن غاز السارين استخدم في تلك المنطقة.. لكنهم لم يعرفوا كيف أو من قبل من.. ولذلك يستمرون في اتهام سورية. هذا غير واقعي لأنك إذا أردت استخدام أسلحة الدمار الشامل فإنك لا تقتل بضع مئات.. بل تقتل عشرات الآلاف من الناس.. وهذا قرب العاصمة وسيؤثر في الجميع. إذا العديد من الحكايات حول هذه القضية غير صحيحة.
ثانيا.. كنا نحن الطرف الذي طلب من الأمم المتحدة إرسال وفد للتحقق من هذه المزاعم.
السؤال الخامس والعشرون.. هل لا تزالون تفعلون ذلك…
الرئيس الأسد:
لقد فعلنا ذلك.. سورية هي التي طلبت من الأمم المتحدة.. وليس أي بلد آخر. عندما كان هناك دليل على أن الإرهابيين استخدموه في شمال سورية لم يحاولوا التحقق من ذلك. لم يذكروا ذلك. وهكذا فإن هذا جزء من الأجندة السياسية ضد سورية.
السؤال السادس والعشرون.. سيادة الرئيس.. كما تعرف.. هناك العديد من الاتهامات الخطرة ضد حكومتك فيما يتعلق بانتهاكات حقوق الإنسان. ما مدى معرفتكم بالتعذيب الذي يجري في سجونكم هنا…
الرئيس الأسد..
عندما تتحدث عن التعذيب.. علينا أن نميز بين التعذيب كسياسة ممنهجة وحوادث منفردة يمكن أن يرتكبها أي شخص. عندما تتحدث عن سياسة التعذيب فإن المثال الأقرب هو فيما حدث في غوانتانامو.. في غوانتانامو كانت هناك سياسة تعذيب اتبعتها الإدارة الأميركية ووافق عليها الرئيس بوش ووزير دفاعه وباقي إدارته. في سورية.. لم تكن لدينا سياسة كتلك تحت أي ظرف كان. إذا أي انتهاك للقانون.. مثل التعذيب.. أو الانتقام.. أو ما إلى ذلك.. يمكن أن يكون ذلك حدثا منفردا يحاسب عليه مرتكبه. إذا.. هذا ما يمكن أن يحدث في أي مكان في العالم.. كأي جريمة أخرى.
السؤال السابع والعشرون.. هل تستطيع منظمة العفو الدولية أو الصليب الأحمر زيارة سجونكم هنا…
الرئيس الأسد:
قدم العديد من الصحفيين والعديد من المنظمات إلى سورية.. لكن إذا أردت أن تذكر اسما معينا يمكن أن يزور سورية فإن ذلك يعتمد على نوع التعاون القائم بين منظمة معينة وحكومتنا.. وذلك يعتمد أيضا على مصداقية المنظمة. لكن من حيث المبدأ.. فإن العديد من المنظمات والكيانات يمكنها أن تزور سجوننا.
السؤال الثامن والعشرون.. سيادة الرئيس: لقد قمت بتغطية الحرب في سورية على مدى السنوات الأربع الماضية. والتقيت مجموعات مختلفة ونشطاء كانوا ضالعين في الصراع. التقيت حتى بجنود من جيشكم هنا. بعض أولئك النشطاء ليسوا إسلاميين في الواقع. قيل لي إنهم يحاربون من أجل الحرية. ما الذي تريد أن تقوله لهم…
الرئيس الأسد:
لم نقل يوما إن كل مقاتل إسلامي. نعلم أنهم هم الطرف السائد الآن.. أعني الإرهابيين و”داعش” و”النصرة”. لكن إذا أردت التحدث عن الحرية.. فإن الحرية غريزة طبيعية في كل إنسان منذ أبينا آدم.. وهذا أمر مقدس لكل من يطلبه.. ولذلك من غير المنطقي وغير الواقعي وغير المنسجم مع طبيعة الأرض والناس أن يكون المرء ضد الحرية. لكن علينا أن نطرح بضعة أسئلة بسيطة. هل قتل الناس جزء من تلك الحرية… هل تدمير المدارس ومنع الأطفال من الذهاب إلى مدارسهم جزء من تلك الحرية.. هل تدمير البنية التحتية والكهرباء.. والاتصالات.. وأنظمة الصرف الصحي.. وقطع الرؤوس.. وتقطيع أجسام الضحايا جزء من تلك الحرية… أعتقد أن الجواب على هذا السؤال واضح جدا لكل شخص بصرف النظر عن ثقافته. إذا.. فإننا ندعم كل شخص يعمل للحصول على مزيد من الحرية.. بطريقة مؤسساتية.. وفي إطار دستور البلاد.. وليس بالعنف والإرهاب وتدمير البلاد. ليست هناك علاقة بين ذلك وبين الحرية.
السؤال التاسع والعشرون.. إنهم يتهمون الجيش السوري بارتكاب نفس الأشياء.. كما في حالة القتل وما شابه.
الرئيس الأسد:
عليهم إثبات ذلك. أعني أن الجيش يقاتل منذ أربع سنوات كيف يمكن أن تصمد في حرب ضد هذا العدد الكبير من البلدان.. بلدان عظمى وبلدان غنية.. بينما أنت تقتل شعبك.. كيف يمكن أن تستمر بالتمتع بدعم شعبك… هذا مستحيل. هذا مناف للواقع ولا يمكن قبوله.
تبنينا منذ البداية محاربة الإرهابيين وفي الوقت نفسه إجراء الحوار
السؤال الثلاثون.. سيادة الرئيس.. إذا تيسرت لك إعادة الزمن إلى عام 2011 وبداية الأزمة.. ومع استخدام ميزة معرفتك بما جرى.. هل كنت ستفعل أي شيء بشكل مختلف…
الرئيس الأسد:
علينا أن نتناول الأساسيات أولا. أعني أن الشيئين اللذين تبنيناهما منذ البداية كانا.. محاربة الإرهابيين.. وفي الوقت نفسه إجراء الحوار. بدأنا الحوار خلال العام الأول من الأزمة.. بعد بضعة أشهر من بداية الصراع في سورية.. دعونا الجميع إلى طاولة الحوار وتعاونا مع كل مبادرة قدمت من الأمم المتحدة.. أو من الجامعة العربية.. أو من أي بلد آخر.. بصرف النظر عن مصداقية تلك المبادرة.. فقط كي لا نترك طريقا دون أن نسلكه وكي لا نعطي أي شخص ذريعة للقول إننا لم نفعل هذا أو ذاك. وهكذا.. فقد جربنا كل شيء. ولذلك.. لا أعتقد أن بوسع أحد القول إنه كان ينبغي أن نمضي باتجاه مختلف.. سواء فيما يتعلق بالحوار أو بمحاربة الإرهاب. هذه هي الدعامات الرئيسية لسياستنا منذ بداية المشكلة. الآن.. أي سياسة بحاجة إلى التنفيذ والتطبيق.. وفي التنفيذ هناك دائما أخطاء.. وهذا أمر طبيعي. إذا.. التحدث عن فعل الأشياء بطريقة مختلفة يمكن أن ينطبق على التفاصيل أحيانا.. لكني لا أعتقد الآن أن السوريين كان يمكن أن يقولوا إننا لا نريد الحوار أو لا نريد محاربة الإرهاب.
السؤال الحادي والثلاثون: سيادة الرئيس.. لقد حدث خلاف دبلوماسي بين السويد والسعودية. ما تحليلك للأزمة بين السويد والسعودية…
-2الرئيس الأسد:
عندما تريد مناقشة أي علاقة بين أي بلدين.. فإن السؤال الأول الذي يطرح يكون حول الأشياء المشتركة.. ما هي القيم المشتركة بين البلدين… في هذه الحالة بين السويد والسعودية.. أطرح سؤالا بسيطا عن القيم المشتركة.. هل تتعلق بالنظام السياسي.. أو الديمقراطية.. أو الانتخابات.. أو حقوق الإنسان.. أو حقوق المرأة.. حيث لا يسمح للنساء حتى بقيادة سيارة.. أو بقطع الرؤوس في الساحات العامة.. أو بجلد الناس لأنهم يعبرون عن آرائهم على “تويتر” أو على أي شبكة تواصل اجتماعي بشكل علني.. هل هذه هي القيم المشتركة… طالما ليس هناك هذه القيم المشتركة فإننا نتوقع هذا النوع من الخلاف. هناك حالة واحدة يمكن لهذا الخلاف ألا يحدث.. إما تبجيل السعوديين من أجل أموالهم.. أو بيع قيمك التي تفخر بها مقابل بترودولاراتهم. طالما تمسكت بمبادئك فعليك أن تتوقع هذا النوع من الخلاف.
السؤال الثاني والثلاثون.. ألم تفاجأ…
الرئيس الأسد:
لا.. على الإطلاق.. في الواقع فإن الكثيرين فوجئوا ربما بهذا الموقف السويدي الإيجابي.. لأن ما اعتدناه من أوروبا هو تبجيل المسؤولين الأوروبيين للسعوديين.. والتحدث عن الديمقراطية في سورية.. على سبيل المثال.. في حين أن أعز اصدقائهم هم السعوديون.. الذين لديهم دولة من القرون الوسطى.. وبالتالي اتباع هذه المعايير المزدوجة. وهكذا فقد فوجئنا بأن السويد استعملت معيارا واحدا.. بصراحة لكن مفاجأتنا كانت إيجابية.
الديمقراطية عملية اجتماعية وتشريعية وأداة لتحقيق الرخاء
السؤال الثالث والثلاثون.. تعني أن سورية والسويد.. على سبيل المثال.. لديهما من القيم المشتركة أكثر مما بين السعودية والسويد…
الرئيس الأسد:
لا أريد المبالغة والقول بأن لدينا نفس المستوى من الأنظمة.. لأن لدينا مجتمعنا وظروفنا.. لكن سورية كانت على الأقل في طريقها إلى الديمقراطية.. وعلى الأقل لدينا برلمان منذ أكثر من ثمانية عقود.. لدينا نساء في البرلمان منذ ذلك الحين.. ولهن الحق بالانتخاب.. أيضا.. منذ بداية القرن الماضي. لا تستطيع مقارنة سورية بالسعودية. لكننا في طريقنا نحو مزيد من الديمقراطية.. وهذا هو المسار الطبيعي. الديمقراطية ليست وصفة.. وليست قوانين ومراسيم وحسب.. في الواقع إنها عملية طويلة.. إنها عملية اجتماعية وتشريعية في الوقت نفسه. وهكذا.. فإننا نتحرك في ذلك الاتجاه.. بينما السعودية لم تعرف شيئا عن معاني هذه الكلمة. لم يتحركوا.. لم يحاولوا فهمها.. ولم يقبلوها كمبدأ. إذا.. هذه هي المقارنة التي أود التحدث عنها إذا أردت التحدث عن السعودية.. والسويد وسورية.
السؤال الرابع والثلاثون.. لقد قلت شيئا مهما جدا الآن.. لقد كانت سورية على الطريق نحو مزيد من الديمقراطية.. ألم يفهم الغرب ذلك قبل الحرب…
الرئيس الأسد:
كثيرون في الغرب فهموا هذا.. لكنهم في الواقع اقتيدوا في بداية الأزمة بالدعاية القطرية والبروباغندا والمخابرات السعودية. وهكذا فإن بعضهم كان يعرف وآخرين لا يعرفون. خدعوا بما كانوا يسمعونه من تلك البلدان.. لكنهم كانوا يعرفون قبل الأزمة أننا كنا نتحرك في ذلك الاتجاه.. لكن المشكلة مع الغرب هي أنهم ينظرون إلى الديمقراطية كهدف.. وهي ليست هدفا بل سيرورة. الهدف هو الرخاء. الديمقراطية أداة لتحقيق الرخاء ونحن نستخدم هذه الأداة ونتحرك في ذلك الاتجاه. إذا الأمر يأخذ وقتا.. وهذا طبيعي.
الإرهاب تهديد وجودي
السؤال الخامس والثلاثون: هل ينطبق هذا على المرحلة الراهنة…
الرئيس الأسد:
الآن.. في الأزمة.. أولوية الشعب السوري هي البقاء.. لأن الشعب السوري يتعرض لتهديد وجودي. عندما تتحدث عن الإرهاب فهو تهديد وجودي. وهكذا.. فإن الناس يفكرون أولا بسلامتهم وسلامة بلادهم. كيف يمكن أن تتمتع بالديمقراطية وأنت لا تتمتع بالحياة أصلا… أنت بحاجة للحياة أولا.. بحاجة للأمان.. وللأمن.. ثم يكون بوسعك التحدث عن الديمقراطية. لا تستطيع عكس الأمور.
السؤال السادس والثلاثون.. ما نصيحتك للسويد فيما يتعلق بالسعودية والخلاف السويدي السعودي…
الرئيس الأسد:
ما نريد أن نراه في كل بلد من بلدان العالم.. لكن خصوصا في الغرب لأننا اعتدنا على رؤية المعايير المزدوجة ..نريد أن نرى الجميع يتمسكون بمبادئهم كالسويد.. ونريد أن تتمسك السويد بمبادئها.. لأن تلك المبادئ هي التي تضمن مصالحك كمواطن سويدي. ونحن كبلد نام لنا مصلحة في تمسككم بمبادئكم. لدينا نفس المصالح في تلك القيم.. بينما عندما تكون هناك معايير مزدوجة.. فإنك لا تحقق مصالحك كما ترغب وستدفع الثمن.. وهذه نصيحتي الوحيدة. نريدهم أن يتمسكوا بقيمهم.
يمكنك أن تصبح قوة محورية عندما تلعب دورا في تعزيز الاستقرار في منطقتك
السؤال السابع والثلاثون.. بالعودة إلى السعودية.. فقد حاولت مؤخرا تطبيق سياستها الرقابية على وسائل الإعلام المحلية وعلى تلفزيون الدولة في لبنان.. وحتى على محطات تلفزة هنا في سورية. هل باتت السعودية قوة محورية في العالم اليوم… في السويد.. ولبنان.. وسورية.. وفي كل مكان…
الرئيس الأسد:
عندما تريد التحدث عن بلد يشكل قوة محورية.. عليك أن تنظر أولا إلى الموقع الجيوسياسي لذلك البلد. ثانيا.. عليك أن تنظر إلى تاريخ ذلك البلد.. ثالثا.. ينبغي لذلك البلد أن يكون مستقلا.. إذا لم يكن كذلك.. لا يستطيع أن يكون قوة محورية. رابعا.. عليك أن تنظر إلى تراث ذلك البلد. عندما تنظر إلى التاريخ.. فأنت تنظر إلى التراث. ما هو تراث هذا البلد… لنعد بالزمن بضعة عقود فقط.. دعم الإرهابيين في أفغانستان.. وخلق مشكلة ما زلنا ندفع ثمنها حتى اليوم في أفغانستان والباكستان والآن في سائر أنحاء العالم.. في الجزائر في التسعينيات.. والآن في سورية.. وليبيا.. تجد نفس الايديولوجيا. هذا تراثهم.. قطع الرؤوس.. وايديولوجيا ظلامية.. وأشياء من هذا القبيل. هذا هو تراثهم الوحيد الذي قدموه.. ومؤخرا عدوانهم على اليمن.. وقتل الفقراء.. وتدمير بنيتهم التحتية.. ومصانع أغذيتهم.. ومطاراتهم.. فاليمن بلد فقير جدا. ما الذي تجنيه عندما تهاجم الممتلكات العامة… إنها ليست للحوثيين أو لأي شخص آخر.. إنها ممتلكات عامة. إذا.. هذا هو تراث السعودية. ماذا تتوقع من بلد كهذا… لا أستطيع أن أصف بلدا يزعزع استقرار منطقته لأنه قوة محورية. يمكنك أن تصبح قوة محورية عندما تلعب دورا في تعزيز الاستقرار في منطقتك. أما زعزعة الاستقرار.. فإن أي إرهابي يستطيع فعل ذلك في أي مكان. وحيث لا تستطيع وصف الإرهابيين.. سواء كانوا أفرادا أو منظمات أو دولا بأنهم قوة محورية فإني لا أستطيع أن اصفها بأنها قوة محورية.
السعودية تستخدم دائما خطابا تقسيميا في أي خطة سياسية
السؤال الثامن والثلاثون.. قبل الحرب في اليمن.. كانت السعودية طبقا لكم ولحكومتكم تدعم منظمات إرهابية هنا في سورية. الآن السعودية منخرطة في حرب في اليمن. كيف تقرؤون هذا المشهد…
الرئيس الأسد:
لقد تحدثت عن هذا للتو. عندما تهاجم بلدا بشكل غير قانوني.. ودون أن تتمتع بأي تفويض من مجلس الأمن لأنه ليس هناك تهديد للأمن العالمي أو الإقليمي.. إذا.. فشن هذه الحرب هو عدوان لا اكثر. هكذا نراه. إنه عدوان وسيؤدي إلى مزيد من العداء بين الشعب اليمني والشعب السعودي دون سبب. إنهما شعبان جاران. وعندما تخلق هذه العداوة.. فأنت تتحدث عن أجيال من العداوة.. المسألة ليست مجرد سنة أو سنتين. وهكذا.. فإن ذلك سيولد المزيد من عدم الاستقرار في منطقتنا.. وستدفع جميع البلدان ثمنا لذلك الصراع.. وخصوصا أن السعودية تستخدم دائما خطابا تقسيميا في أي خطة سياسية. ومنذ الثمانينات.. كانوا يستخدمون السياق الطائفي فقط.. وهو أمر خطر جدا في منطقتنا.. أعني التحدث عن الصراع الطائفي أو التحريض أو إثارة نيران الصراع الطائفي.
السؤال التاسع والثلاثون.. ما رأيكم بمستقبل السعودية الآن بعد أن شاركوا رسميا في حرب في اليمن…
الرئيس الأسد:
باختصار.. وهذا لا يتعلق فقط بالحرب في اليمن.. بل يتعلق بمجمل سلوك السعودية منذ عقود.. عندما تتبنى سلوكا كارها وانتقاميا.. وعندما تحتضن التطرف والإرهاب.. فإن جميع هذه الأشياء يمكن أن تلحق الأذى بالآخرين في أي مكان من العالم.. لكنها في النهاية ستدمر نفسها.
الإرهاب والتطرف والسلوك الكاره والانتقامي سيدمر السعودية
السؤال الأربعون.. ستدمر السعودية…
الرئيس الأسد:
نعم.. الإرهاب.. والتطرف.. والسلوك الكاره والانتقامي سيدمرها.
السؤال الحادي والأربعون.. هل ستصبح بلدا مقسما…
الرئيس الأسد:
لا أحد يعرف كيف.. لكن ذلك سيدمرها. هناك عدة سيناريوهات. لن ألجأ إلى التنبؤ الآن.. لكن النهاية ستكون الدمار.
أغلبية الشعب السوري يدعمون الحكومة
السؤال الثاني والأربعون.. سيادة الرئيس.. لقد دخلت الحرب في سورية عامها الخامس. تحدثنا عن إدلب وعن الحدود بين الأردن وسورية وعن مناطق أخرى. ما نسبة الأراضي التي تسيطرون عليها فعليا في سورية الآن… سمعنا رقما هو 10 بالمئة من البلاد.
الرئيس الأسد:
هذا ليس واقعيا.. أعني الرقم.. وإلا لما كنت هنا في دمشق معي.. ولكنت تجري هذه المقابلة مع زعيم المعارضة الذي سيكون مسؤولا عن البلاد. إذا هذا غير واقعي. لكن مرة أخرى.. لا نستطيع النظر إلى ذلك من خلال الأرقام سواء كانت 50 أو 60 أو 70 أولا.. هذه ليست حربا تقليدية.. ليست حربا بين جيشين نظاميين ويقوم الأول بالتوغل في أراضي الجيش الثاني. في الواقع.. إنها حرب غير تقليدية حيث يتمكن الإرهابيون من ملء الفراغ عندما لا يكون هناك قوات للجيش أو الأمن.. وكما تعلم لا يستطيع الجيش أن يكون في كل مكان وفي كل جزء من سورية. إذا.. عندما لا يكون الجيش موجودا يستطيعون أن يتواجدوا. لكن في الوقت نفسه.. ففي كل حرب شنها جيش.. أو كل معركة تقريبا في العالم.. تمكن الجيش من السيطرة على الأرض.. ولكن مرة أخرى ينتقل الإرهابيون إلى مكان آخر. إذا.. في هذا النوع من الحروب.. كان السؤال منذ بداية الأزمة حول ماذا تدور هذه الحرب… في البداية كانت حملة دعائية خارج سورية.. ومن ثم تحولت إلى هجمات إرهابية كان الهدف الرئيسي كسب قلوب وعقول الشعب السوري لأن تلك كانت الطريقة الوحيدة للتخلص من هذه الحكومة أو من هذه الدولة أو هذا الرئيس.. وهنا فشلوا. حتى الآن أعتقد أنهم فشلوا لأن الشعب السوري كان يعي ما يحدث. كثيرون منهم يدعمون الحكومة ضد التدخل الخارجي. إذا.. حتى الآن أستطيع القول إن أغلبية الشعب السوري يدعمون الحكومة.. وهذا هو شكل السيطرة الذي يمكن أن تتحدث عنه.
السؤال الثالث والأربعون.. الجيش العراقي انهار عندما هاجم “داعش” الموصل الصيف الماضي. وأنتم تعرفون سيادة الرئيس.. أن الجيش السوري يتمتع بقدرات أكبر بكثير. لماذا لم تستعيدوا الرقة على سبيل المثال من “داعش”… لماذا تكتفون بشن الهجمات الجوية…
الرئيس الأسد:
لأنه عندما يكون هناك مثل هذه الحرب الشرسة.. ويتلقى الإرهابيون الدعم من عشرات البلدان حول العالم.. ويأتي الإرهابيون من أكثر من 100 دولة إلى سورية.. وأنت في بلد صغير بموارد محدودة عليك أن تضع قائمة بأولوياتك تستند إلى معايير عسكرية.. وإلا ستتشتت قواك في الحرب في كل مكان من سورية.. ولن يكون بإمكانك أن تكسب أي معركة. ولذلك تضع أولويات. والهدف النهائي في هذه الأولويات هو أن تستعيد كل جزء من سورية.. سواء كان مدينة كبيرة أو قرية صغيرة.. أو مكانا غير مأهول أو مأهولا.. وستكون الرقة واحدة من المدن الرئيسية التي سنستعيدها.. لكن المسألة مسألة وقت فيما يتعلق بهذه القائمة التي ذكرتها.
السؤال الرابع والأربعون.. دعني أسألك سؤالا آخر. كيف تصفون العلاقة بين سورية وإيران اليوم…
الرئيس الأسد:
نفس العلاقة التي كان يمكن أن نصفها قبل خمسة وثلاثين عاما منذ الثورة الإسلامية الإيرانية عام 1979 عندما وقفت سورية مع الثورة ودعمتها في حين ان العديد من البلدان.. وخصوصا الغرب ودول الخليج.. وقفت ضدها.. ومن ثم هاجم صدام حسين إيران ودعمنا إيران. الآن.. إيران تدعم سورية. إذا هي حالة من الدعم المتبادل بما يشكل تحالفا.. إنه تحالف. هكذا أصفه.
الشعب السوري بطبيعته لا يقبل أن يسيطر أحد على بلاده
السؤال الخامس والأربعون.. بعض منتقديكم يقولون إنك بعت بلدك لإيران.. وإنك ما كنت لتبقى دون مساعدة إيران وحزب الله. هل هذا صحيح…
الرئيس الأسد:
لو أردت أن أتبنى هذا المبدأ.. أن أكون مستعدا لبيع بلدي.. لكنت بعته للولايات المتحدة.. ربما.. أو لـ “إسرائيل”.. أو للسعودية.. لأن العديد من البلدان ومنذ استقلال سورية سعت للسيطرة على سورية لأسباب جيوسياسية. إذا.. لو اردت أن أبيع.. لبعت للولايات المتحدة أولا. وهكذا وطالما أني لا أبيع لأي أحد.. فإني لن أبيع لإيران. هذا أولا. ثانيا.. إيران لم تحاول أبدا السيطرة على بلادي. على الإطلاق. والشعب السوري بطبيعته لا يقبل أن يسيطر أحد على بلاده. وهكذا عندما تقدم إيران الدعم إلى سورية فإن هذا لا يعني أنها تسيطر عليها.. ولا تعني أنها تحاول فرض ما تريده على الحكومة السورية. ما تقوله من أننا ما كنا لنبقى دون إيران وحزب الله.. فهذا سؤال افتراضي لسبب واحد.. في بعض الأحيان يؤدي دعم صغير في حرب كبيرة إلى نتائج أكبر.. وهكذا سواء كان هذا الدعم صغيرا أو كبيرا فإنه حقق نتائج. لا نستطيع أن ننكر هذا.. وإن موقفهم ودعمهم لسورية كان حيويا بالنسبة لنا. أما كيف كان يمكن للوضع أن يكون دون دعمهم.. فمن الصعب معرفة ذلك. لا شك أنه سيكون أكثر صعوبة.. لكن ذلك لا يعني أننا ما كنا لنتمكن من البقاء.
السؤال السادس والاربعون.. ما مدى النفوذ الإيراني في سورية…
الرئيس الأسد:
الأمر يتعلق بكيفية النظر لكلمة “نفوذ”.. لأن النفوذ يمكن أن يكون إيجابيا ويمكن أن يكون سلبيا. إذا أردت التحدث عن نفوذ فرنسا أو ألمانيا في أوروبا.. فالأمر واضح جدا.. لأن إحدى هاتين الدولتين قوة سياسية والثانية قوة اقتصادية. إيران بلد مهم في منطقتنا. إنها بلد كبير ومتطور.. نسبيا على الأقل. لكني أنظر إلى هذا النفوذ بشكل إيجابي.. لأن إيران بلد يسعى لتحقيق مزيد من الاستقرار.. من أجل مصالحها.. لكل بلد مصالح. إذا.. إنها تتمتع بالنفوذ.. لكنه نفوذ إيجابي.
السؤال السابع والاربعون.. أفهم أن إيران بلد مهم لسورية.. لكن هل تحتاجون مساعدة حزب الله…
الرئيس الأسد:
مرة أخرى.. ولنفس السبب الذي ذكرته قبل قليل فحتى المساعدة الصغيرة يمكن أن تحدث أثرا كبيرا. هذا سبب.. لكن فيما يتعلق بحزب الله بشكل خاص.. فإن له تجربة جيدة في الحرب غير التقليدية. وهكذا.. في هذا النوع من الحرب غير التقليدية.. فإن هذا النوع من المساعدة لا يشكل مساعدة كمية بقدر ما يشكل مساعدة نوعية. وأحيانا أنت بحاجة لذلك النوع من الجودة التي ستحدث أثرا جيدا وقويا في حربنا. إذا.. الأمر لا يتعلق بحجم حزب الله.. إذا أردت أن تقارنه بحجم الجيش السوري.. فهو صغير.. إلا أن نوع الحرب ونوع التجربة التي لديهم تمكنهم من إحداث أثر قوي.
السؤال الثامن والأربعون.. بات من المعروف الآن أن حزب الله موجود في سورية. ما مدى سيطرتكم عليه…
الرئيس الأسد:
كل طرف يقاتل إلى جانب الجيش السوري ..لأنه كما تعرفون هناك مقاتلون سوريون من غير الجيش لكنهم يدعمونه.. كل فصيل يقاتل مع الجيش يعمل تحت قيادة جيشنا. وهكذا.. فهم لا يعملون بشكل منفصل أو يخوضون معاركهم الخاصة على جبهاتهم أو يتخذون قراراتهم الخاصة. جميع المعارك تجري تحت قيادة الجيش السوري وليس هناك أي مشاكل.
السؤال التاسع والأربعون.. خالد مشعل أقام في سورية على ما أعتقد مدة إحدى عشرة أو اثنتي عشرة سنة. غادر سورية إلى قطر. العلاقة بين حماس وسورية لم تكن جيدة خلال الحرب. كيف هي العلاقة اليوم…
الرئيس الأسد:
ليس هناك علاقة على الإطلاق.. لا على المستوى الرسمي ولا على المستوى الشعبي. أعتقد الآن.. أن الأحداث الأخيرة في مخيم اليرموك أثبتت أن جزءا من حماس.. التي كانت بدورها جزءا من الإخوان المسلمين.. يدعم “جبهة النصرة” داخل مخيم اليرموك.
السؤال الخمسون.. هم يدعمون مجموعة إرهابية…
الرئيس الأسد:
إنهم يعملون مع “النصرة”.. كجزء من هذه المجموعة. ولهذا السبب فإن قيادة حماس الموجودة في قطر الآن تدعو إلى مساعدة فصيلها بعد أن هاجم “داعش” “النصرة” وفصيل حماس. حماس تدعو المنظمات الفلسطينية العلمانية لمساعدة أعضائها.
السؤال الحادي والخمسون.. إذا.. وجود حماس في سورية والعلاقة معها باتا في ذمة التاريخ.
الرئيس الأسد:
أعتقد ذلك. أعتقد أن الشعب السوري لم يعد يثق بهم.
ليس هناك تعاون بين سورية والجيش الأميركي
السؤال الثاني والخمسون.. سيادة الرئيس.. دعنا نتحدث عن الولايات المتحدة وعين العرب. الولايات المتحدة تهاجم “داعش” من الجو. في الواقع.. فإنهم يدعمونكم. كيف تصف التعاون العسكري بينكم وبين الولايات المتحدة التي يفترض أن تكون عدوكم…
الرئيس الأسد:
عدوي في المقام الأول هو الإرهابيون. ثانيا.. ليس هناك تعاون بين سورية والجيش الأميركي.
السؤال الثالث والخمسون.. بشكل غير مباشر…
الرئيس الأسد:
بالتأكيد ليس هناك أي تعاون.. رغم أننا نشن غارات جوية في نفس المنطقة.. وأحيانا في نفس الأماكن بالتحديد.
السؤال الرابع والخمسون.. ولا حتى تنسيق…
الرئيس الأسد:
لا.. لا وجود للتنسيق. فيما يتعلق بالجزء الأول من سؤالك السابق. عندما تقول إنهم يدعموننا.. لنقل إسميا أو على الورق.. في الواقع فإن ذلك لا يحدث. إذا أردت المقارنة فإن متوسط عدد هجمات التحالف الذي يتكون من 60 دولة.. بعضها بلدان عظمى.. هو أقل بكثير مما يشنه بلد صغير واحد مثل سورية. وهكذا على سبيل المثال.. فإنهم يشنون أحيانا أقل أو أكثر من 10 غارات يوميا في حين اننا نشن أكثر من مئة غارة يوميا في بعض الأحيان. وهكذا.. فإن ما نقوم به هو عشرة أضعاف ما يقومون به.
السؤال الخامس والخمسون.. تهاجمون نفس المكان في نفس المنطقة…
الرئيس الأسد:
نفس المنطقة.. لنقل.. بشكل عام. إذا.. هذا غير واقعي.. أعني إذا أردت أن تسأل عما إذا كانوا جديين. هذا هو السؤال الذي نطرحه هنا.. هل هم جادون في محاربة الإرهابيين…
السؤال السادس والخمسون.. هل هم جادون…
الرئيس الأسد:
لأنهم غير جادين.. فإنهم لا يستطيعون مساعدتنا. هذه هي الخلاصة ببساطة. لو كانوا جادين لكان بوسعنا مناقشة السؤال بشكل أكثر جدية والقول بأنهم يقدمون بعض المساعدة أو أن هناك بعض التأثير. لقد استغرقوا أربعة أشهر في تحرير مدينة صغيرة.. التي تسمونها كوباني في وسائل إعلامكم. مدينة مشابهة كانت ستستغرق أسبوعين أو ثلاثة أسابيع على يد جيشنا. إذا.. هناك مشكلة ما في خطتهم. وهكذا.. فإنهم لا يساعدوننا.. وفي الواقع فإن “داعش” و”النصرة” تتوسعان باستمرار في مختلف البلدان الآن. فإذا أردت التحدث عن النجاح أو المساعدة.. أين تجد ذلك… نحن حتى الآن لم نر ذلك.
السؤال السابع والخمسون.. لكنهم لم يحصلوا على إذن بالطيران فوق سورية.
الرئيس الأسد:
لا.. فطلعاتهم الجوية غير قانونية. قلنا علنا إن ما يقومون به غير قانوني وإنهم لم يحصلوا على إذن بذلك.
السؤال الثامن والخمسون.. سيادة الرئيس كيف ترى مستقبل سورية…
الرئيس الأسد:
رغم كل الألم والدمار وإراقة الدماء.. علينا أن ننظر إلى البقعة البيضاء في لوحة مظلمة. هذه الأزمة ستجعل كل سوري يعيد التفكير بنقاط الضعف التي كانت لدينا. في مجتمعنا.. على سبيل المثال.. فإن العديد من المتعصبين لم يروا الخيط الرفيع الفاصل بين كون المرء متعصبا وكونه متطرفا. كثيرون لم يروا الخط الرفيع الفاصل بين التطرف والإرهاب. ولذلك.. فإن هذه الأزمة ستدفع المجتمع بأسره للتحول نحو الاعتدال.. رغم أني أتحدث عن مجتمع معتدل.. لكن في كل مجتمع معتدل هناك زوايا وجيوب متعصبة. وهكذا.. أعتقد أن هذا سيدفع المجتمع لتقدير ما كان لدينا على مدى تاريخنا من حيث الاعتدال والاندماج كألوان مختلفة في الطيف السوري الواحد. من هذا المنظور.. أعتقد أن هذه ناحية إيجابية لبناء المجتمع. إن إعادة بناء البلد ليست مشكلة.. فأي بلد يمكن إعادة بنائه لاحقا.. لكن التحدي الرئيسي هو كيفية تنقية الجيل القادم الذي شهد هذه البشاعات من ركام ما رأوه نفسيا وأخلاقيا. هذا هو التحدي في رأيي. وأنا لست متشائما. أعني إذا تمكنا من التخلص من الإرهابيين فأنا لست متشائما حيال مستقبل سورية.
السؤال التاسع والخمسون.. أنت تتحدث عن إعادة بناء البلد. من سيدفع كلفة ذلك…
الرئيس الأسد:
أولا.. البلد نفسه.. وعندما تبدأ المشاريع الأولى فإن عجلة الاقتصاد ستتحرك إلى الأمام.. وهذا يمكن أن يولد الموارد المالية للعملية. ثانيا.. البلدان التي دعمت الشعب السوري.. مثل روسيا.. والصين.. وإيران وعدة بلدان أخرى وذلك من خلال الاستثمارات. ثالثا.. كل بلد لم يتورط في سفك دماء السوريين.. ومستثمرو ذلك البلد.
التحدي الأكثر أهمية إعادة بناء الإنسان
السؤال الستون.. في السنوات الأربع الأخيرة.. تنقلت في سائر أنحاء البلاد.. من درعا إلى اللاذقية إلى كل الأماكن الأخرى. يبدو لي أن إعادة بناء البلد مهمة مستحيلة. هل هي ممكنة…
الرئيس الأسد:
لا.. ليست مستحيلة.. لأن العديد من البلدان دمرت في أزمات مختلفة مثل الحروب والزلازل وما إلى ذلك. إن إعادة بناء البنية التحتية والأبنية والبيتون ليس أمرا صعبا.. وليس تحديا كبيرا.. إن التحدي الأكثر أهمية هو إعادة بناء الإنسان.
السؤال الحادي والستون.. هذا ما أردت أن أسأل عنه. لقد زرت العديد من البيوت والأسر في سورية.. وأعتقد أن كل بيت في سورية تأثر بالحرب.. الأطفال.. والرجال.. والنساء.. والشيوخ. إنهم بحاجة للمساعدة لإعادة بناء أنفسهم. ما الذي تستطيع أن تفعله… وما الذي يستطيع العالم أن يفعله لمساعدتهم…
الرئيس الأسد:
لقد بدأنا بذلك. لا ينبغي أن ننتظر حتى نهاية الحرب لنساعد تلك العائلات. لقد بدأنا بمساعدتها بالمنح.. والتبرعات.. والقروض والخدمات الخاصة الأخرى للعائلات المتأثرة. هناك بالطبع حالات مختلفة وسيناريوهات مختلفة.. ولذلك فقد بدأنا بذلك لكن الجزء الأكثر أهمية في أي دعم هو الدعم المعنوي.. وكيف يمكن للمجتمع والحكومة احتضان الأسر التي فقدت أحباءها سواء بالمصادفة أو خلال القتال ضد الإرهابيين.. مع الجيش أو الشرطة.. أو من خلال دعم الجيش أو الشرطة مباشرة. هذا هو الجزء الأكثر أهمية.. وأعتقد أن هذا ما قدمه المجتمع السوري لتلك الأسر.. ولذلك تمكنا من الصمود أربع سنوات.. وكما قلت فقد دخلنا السنة الخامسة.
السؤال الثاني والستون.. أنت تتحدث عن المجتمع السوري. إلى أي حد بات المجتمع السوري منقسما اليوم…
الرئيس الأسد:
لو كان المجتمع منقسما.. لانقسم البلد بشكل آلي. دون هذا الانقسام.. ليس هناك حدود تقسم البلاد. وحدهم الناس يمكن أن يقسموه.. ويمكن أن ينقسم عندما تكون هناك تلك الخطوط الواضحة بين الطوائف أو الأديان أو الأعراق. لكن إذا نظرت إلى المجتمع الآن في المناطق الآمنة.. حيث يوجد العديد من المهجرين الذين ينتقلون من مكان إلى آخر ويعيشون مع بعضهم بعضا ترى سائر أطياف المجتمع السوري جنبا إلى جنب. لو كان هناك انقسام حقيقي لما كانوا يعيشون مع بعضهم بعضا.
الحرب في سورية بين المجتمع والإرهابيين
السؤال الثالث والستون.. إذا.. البلاد ليست منقسمة الآن…
الرئيس الأسد:
لا.. ليست منقسمة. هناك اختلاف كبير.. وهذا أحد المصطلحات الخاطئة التي استعملت في وسائل الإعلام الغربية.. أن هناك حربا أهلية في سورية.. وهذا ليس صحيحا. الحرب الأهلية تقوم على خطوط طائفية أو عرقية واضحة. هذه ليست حربا أهلية.. إنها حرب بين المجتمع والإرهابيين. هذه هي الحرب الحقيقية في سورية. يمكنك أن تذهب وترى ذلك بعينيك.. فترى جميع أجزاء الطيف دون استثناء. أنا عادة لا أحب استعمال الكلمات المطلقة.. لكني عندما أقول جميع فأنا أعني ذلك بشكل مطلق. جميعهم يعيشون مع بعضهم بعضا.. ولذلك فالأمر لم يتغير في الواقع.. يمكن أن أقول إن هذا التجانس هو اليوم أقوى بكثير مما كان قبل الحرب.. لأنه بسبب الحرب ..كما قلت سابقا.. تعلم السوريون العديد من الدروس.. لقد باتوا أقرب من بعضهم بعضا مما كانوا قبل الحرب.
السؤال الرابع والستون.. سيادة الرئيس أعتقد أن قلة من الناس يتمنون لو كانوا في مكانك اليوم. إنها مسؤولية جسيمة أمام سورية وأمام ما يحدث في سورية. هل تتمنى لو أنك بقيت في لندن وتعمل كطبيب عيون بدلا من موقعك هذا…
الرئيس الأسد:
عندما أصبحت طبيب عيون.. وهو شيء أحببته.. أردت أن أكون طبيبا لأني أحب تلك المهنة وذلك القطاع. لكن في النهاية.. لم تكن لدي عيادتي الخاصة.. بل عملت في القطاع العام.. وكانت خطتي أن أبقى في القطاع العام.. كل ما هنالك أنني انتقلت من قطاع عام إلى قطاع عام أكثر اتساعا.. وكما تعلم فالقطاع العام يتعلق بمدى ما تقدمه من مساعدة للناس. هذا أمر بديهي. ولذلك.. فإن المبدأ هو نفسه مع بعض الاختلاف في الطريقة. إذا.. ليس هناك فرق كبير. في الواقع كنت طبيبا في سورية قبل أن أصبح طبيبا في لندن لأنني عملت هنا لمدة ثلاث سنوات. وهكذا.. أعتقد أنك تعني العمل كطبيب. بالنسبة لي.. أنا لا أنظر إلى الوراء. الأمر الأكثر أهمية بالنسبة لي هو إلى أي حد أستطيع مساعدة الناس في سورية.
السؤال الخامس والستون.. لكن ما الذي تفتقده من الوقت الذي قضيته في لندن.
الرئيس الأسد:
نحن نتحدث عن عمر مختلف.. فقد كنت شابا. ربما أفتقد ذلك الشباب. لكن في الواقع.. عندما كنت أعيش في لندن كنت أعي أنني في بلد متقدم للتخصص هناك.. للحصول على المعرفة. ولأنك تحصل على المعرفة.. ولأنك تعيش هناك عليك أن تقدر هذه العلاقة مع ذلك البلد لأنه بلد يعطيك المعرفة كي تطور بلدك. ولذلك فإن الخلفية.. أو الشعور اللاواعي حيال ذلك البلد هو أنه بلد يساعدك وهذا ما أفتقده الآن.. حيث ان بريطانيا وفرنسا تشكلان رأس حربة ضد سورية. أفتقد ذلك الشعور بأن تلك البلدان تريد مساعدة الشعب السوري.. لا أن تقتله. هذا ما أفتقده.
السؤال السادس والستون.. سيادة الرئيس أنت لست رئيسا وطبيبا وحسب.. أنت أب. كيف تشرح لأبنائك ما يحدث في سورية…
الرئيس الأسد:
في الواقع.. بكل شفافية.. لأنهم يعيشون في هذا المجتمع.. ويعيشون مع زملائهم في المدرسة.. ويشاهدون القنوات المختلفة.. ويستعملون الانترنت لمشاهدة مختلف الآراء.. وأحيانا البشاعات.. ولذلك ينبغي أن تكون شفافا تماما وأن تشرح لهم ما يحدث. إلا أن الجزء الأهم من هذا الحوار هو التركيز على القيم. لم تعد القيم أمرا مسلما به في مجتمعنا بسبب الوضع الذي نعيشه. أعني أنك عندما ترى القتل عليك أن تركز أكثر على المسامحة والإرادة الطيبة لذلك الطفل.. فعندما يرون الإرهابيين الذين لا يقبلون بالآخر.. وأنه ينبغي قتل كل الآخرين لأنهم لا يعتنقون نفس الايديولوجيا عليك التركيز أكثر على قيمة قبول الآخر بصرف النظر عن ايديولوجيته أو انتمائه.. هذه هي الأمور الأكثر أهمية في الحوار في مثل هذه الأزمة بين أفراد أي عائلة.
السؤال السابع والستون.. هل يسأل الأطفال عن الحرب…
الرئيس الأسد:
هذا حوار يومي.. على ما أعتقد.. في كل بيت في سورية. هذه حياتنا الآن. الأزمة هي حياتنا. حياة الشباب.. والأطفال.. والكبار.. والجميع.
السؤال الثامن والستون.. نعرف سيادة الرئيس أنك فقدت أصدقاء وحتى أقارب في هذه الحرب.. كيف أثر بك ذلك…
الرئيس الأسد:
كأي أسرة في الشرق الأوسط يمكن أن تكون العلاقة بين أفراد الأسرة والأقارب والأصدقاء هي علاقات عاطفية طبعا.. ولذلك فإن أي فقدان يؤثر بك بعمق وبحزن.. لكن في الوقت نفسه فإن ذلك يدفعك للتفكير أكثر حول كيف يمكن لك حماية الحياة التي تتعرض للتهديد في سورية الآن. ذلك يدفعك للتفكير عمليا حول ما يمكنك أن تفعله من موقعك لمساعدة السوريين الآخرين.. لأنهم يعانون من نفس المشاعر التي تعاني منها. ملايين السوريين يعانون من نفس المشاعر. وقد يكون هذا حافزا مهما لك لتساعد السوريين الآخرين.
السؤال التاسع والستون.. سيادة الرئيس.. ما الذي يمكن أن يوقف الحرب.. باستثناء المعجزات…
الرئيس الأسد:
أولا.. وقف التدخل الخارجي.. وكما قلت من قبل.. فإن مشكلتنا ليست شديدة التعقيد.. الحل واضح جدا.. لكنه تعقد بسبب التدخل الخارجي. ليتوقف هذا التدخل.. وليتوقف تدفق الإرهابيين القادمين من تركيا وبدعم من السعودية وقطر وبمساعدة أردوغان نفسه.. وليتوقف تدفق الأسلحة والأموال إليهم.. وليتوقف منح مظلة للإرهابيين من قبل الغرب تحت أي عنوان سواء كان الاعتدال أو غيره.. عندها يمكن حل المشكلة السورية في بضعة أشهر. لن يستغرق الأمر طويلا.
الصحفي: شكرا سيادة الرئيس. (المصدر: وكالة سانا للأنباء بتاريخ 16/4/2015)