أعلنت السعودية والدول المتحالفة معها اليوم وقف عدوانها المتواصل على اليمن منذ 26 آذار الماضي والذي خلف نحو 944 قتيلا و 3487 جريحا ودمارا هائلا في المواقع الحيوية والبنى التحتية والمنشات والممتلكات العامة والخاصة.
ونقلت وكالة الأنباء السعودية عن قيادة دول التحالف قولها في بيان اليوم ان دول التحالف واستجابة لطلب من الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي تعلن انتهاء عملية عاصفة الحزم مع نهاية هذا اليوم وبدء عملية إعادة الأمل مشيرة الى ان اهداف العملية الجديدة تتمثل في سرعة استئناف العملية السياسية وفق قرار مجلس الأمن الأخير حول اليمن والمبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني الشامل واستمرار حماية المدنيين ومكافحة الإرهاب فضلا عن الاستمرار في تيسير إجلاء الرعايا الأجانب وتكثيف المساعدة الإغاثية والطبية للشعب اليمني في المناطق المتضررة وإفساح المجال للجهود الدولية لتقديم المساعدات الإنسانية لكنها ابقت الباب مفتوحا لشن أي عدوان جديد على اليمن بحجة التصدي لما اسمتها التحركات والعمليات العسكرية للحوثيين ومن تحالف معهم وعدم تمكينهم من استخدام الأسلحة المنهوبة من المعسكرات أو المهربة من الخارج.
وهذا ما يؤكده أيضا البيان الذي اشار بصراحة إلى ضرورة إيجاد تعاون دولي من خلال البناء على الجهود المستمرة للحلفاء لمنع وصول الأسلحة جواً وبحراً إلى الحوثيين وحليفهم علي عبدالله صالح من خلال المراقبة والتفتيش الدقيقين قائلا ان دول التحالف تحرص على استعادة الشعب اليمني لأمنه واستقراره بعيداً عما اسماه الهيمنة والتدخلات الخارجية كي يعود اليمن لممارسة دوره الطبيعي في محيطة العربي متناسيا في الوقت نفسه ما خلفته الغارات الجوية على اليمن من قتل لمئات اليمنيين وتشريد الآلاف منهم وتدمير للبنى التحتية والمرافق العامة والممتلكات الخاصة.
كما زعمت وزارة الدفاع السعودية في بيان آخر ان الطلعات الجوية التي شاركت بها تحت مسمى “عملية عاصفة الحزم” تمكنت بنجاح من إزالة التهديد على أمن المملكة والدول المجاورة من خلال تدمير الأسلحة الثقيلة والصواريخ البالستية التي استولت عليها حركة انصار الله اليمنية والقوات الموالية للرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح من قواعد ومعسكرات الجيش اليمني.
وكانت السعودية ادعت في بدء عملية عاصفة الحزم ان العملية تهدف إلى حماية الشرعية في اليمن وإعادة الرئيس هادي إلى السلطة وردع الهجوم على بقية المناطق اليمنية وإزالة التهديد على أمن السعودية والدول المجاورة والعمل على مكافحة خطر التنظيمات الإرهابية والتهيئة لاستئناف العملية السياسية وفقاً للمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل وهذه العملية تتناقض تماما مع سيادة اليمن واستقلاله وحرية ابنائه في اختيار مستقبلهم السياسي.
الجدير ذكره ان الجيش اليمني واللجان الشعبية التابعة لحركة انصار الله لم يشكلوا أي خطر أو تهديد للأراضي السعودية قبل عملية “عاصفة الحزم” أو خلالها.
وكان رئيس نظام آل سعود سلمان بن عبد العزيز أصدر في وقت سابق اليوم قرارا بمشاركة قوات الحرس الوطني في العدوان على اليمن.
من جهة أخرى أعلنت منظمة الصحة العالمية اليوم ان العدوان السعودي على اليمن منذ أواخر آذار الماضي خلف 944 قتيلا و3487 جريحا محذرة من انهيار وشيك لخدمات الرعاية الصحية في اليمن.
وقال ممثل منظمة الصحة العالمية في اليمن الدكتور أحمد شادول انه خلال الأسابيع الأربعة الماضية أظهرت التقارير الوطنية لترصد الأمراض أن عدد حالات الإسهال الدموي بين الاطفال ما دون الخامسة قد تضاعف إضافة الى زيادة عدد حالات الحصبة والاشتباه فى حالات إصابة بالملاريا موضحا ان التقارير اظهرت أيضا وجود معدلات عالية لحالات سوء التغذية فى أوساط النساء والأطفال ما دون الخامسة.
كما ذكرت وزارة الصحة العامة والسكان اليمنية بأن المستشفيات الرئيسية ستعجز قريبا عن تقديم الخدمات الصحية والانسانية الطارئة أو اجراء عمليات أو توفير خدمات الرعاية المركزة للمرضى المحتاجين.
طائرات نظام آل سعود وحلفائه تعاود قصف صنعاء وتصيب 15 يمنيا رغم إعلان وقف العدوان.. شخصيات يمنية: وقف الغارات بمثابة “هزيمة”
وفي وقت لاحق أصيب 15 مواطنا يمنيا بجروح جراء غارات جديدة نفذها طيران نظام آل سعود الليلة على الرغم من إعلانه وقف عدوانه على اليمن.
وقالت مصادر يمنية إن “طائرات نظام ال سعود والدول المتحالفة معها عاودت التحليق في سماء العاصمة اليمنية صنعاء وقصفت الليلة موقعا للدفاع الجوي بمنطقة ضلاع همدان شمال غرب العاصمة صنعاء حيث وصلت القذائف منازل المواطنين اليمنيين في المنطقة ما أدى إلى إصابة 15 شخصاً بجروح متفاوتة”.
وأوضحت المصادر أن السلطات المحلية والمجلس المحلي بالمنطقة بصدد تشكيل لجنة لحصر الاضرار التي لحقت بمنازل المواطنين مشيرة إلى أن طائرات التحالف السعودي “استمرت بالتحليق في سماء العاصمة اليمنية صنعاء حيث تصدت الدفاعات الأرضية اليمنية للطيران المعادي الذي شن غارات عنيفة وقصفا مكثفا مساء اليوم على العاصمة صنعاء”.
من جانب آخر اعتبرت شخصيات يمنية أن إعلان النظام السعودي والدول المتحالفة معه إنهاء عدوانه على اليمن يمثل “إعلان هزيمة” وفشلا بتحقيق أهدافه بعد 27 يوما من العدوان.
ورأت هناء العلوي عضو المكتب السياسي لحركة أنصار الله في اليمن أن إعلان السعودية نهاية عملية عاصفة الحزم كان متوقعا منذ اليوم الأول للعدوان ويشكل إعلان هزيمة.
وقالت العلوي في تصريحات تلفزيونية إن “العدوان السعودي على اليمن لم يحقق أيا من أهدافه ما يشكل دليلا على ثبات وعزيمة الشعب اليمني وعلى عدم شرعية هذا العدوان” مضيفة إن المرحلة الجديدة في اليمن ستكون مرحلة رص الصفوف والتوحد وسد الفراغ السياسي ليكون اليمن قادرا وجاهزا لمواجهة أي عدوان خارجي.
بدوره اعتبر محمد البخيتي عضو المجلس السياسي لحركة أنصار الله أن النظام السعودي لن يحقق بالسياسة مافشل في تحقيقه بالحرب العسكرية مشيرا الى ان الرئيس اليمني المستقيل عبد ربه منصور هادي أهدر ما تبقى من شرعيته خصوصا بعد استدعائه للخارج ولايمكن القبول به بعد الان مذكرا بان الحركة اكدت وجوب وقف العدوان دون قيد أو شرط ولن تسمح لهذا العدوان بأن يحقق أي أهداف سياسية داخل اليمن.
وقال البخيتي في حديث تلفزيوني.. “إننا لم نرفض الحوار فنحن كنا الطرف الوحيد الذي استمر في الحوار الذي كان جارياً بحضور كل القوى السياسية حتى بداية العدوان برعاية الأمم المتحدة وموقفنا ما زال ثابتا لم يتغير بأننا ندعو كل القوى السياسية للاستمرار في الحوار تحت أي ظرف من الظروف”.
وفي سياق متصل ذكرت قناة المسيرة اليمنية أن اللجنة الثورية اليمنية تدعو للتظاهر غدا الأربعاء في صنعاء استنكارا لجريمة فج عطان وجرائم العدوان السعودي الأمريكي وتعلن البدء بالإعداد لعملية إغاثة واسعة في المحافظات الجنوبية.
(المصدر: وكالة سانا للأنباء بتاريخ 22/4/2015)