أعرب الدكتور بشار الجعفري مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة عن الأسف لاستمرار تنامي ظاهرتي التطرف والإرهاب بسبب الدور التخريبي الهدام الذي تقوم به حكومات بعض الدول وفي مقدمتها الحكومة السعودية مؤكدا أن أهداف ما يحاك من مشاريع ضد سورية هو تمزيق نسجيها الفريد لتبرير وتسهيل تحقيق أهداف “إسرائيل”.
ولفت الجعفري في بيان أدلى به خلال جلسة رفيعة المستوى للجمعية العامة للأمم المتحدة الليلة الماضية تحت عنوان “تعزيز التسامح والمصالحة. تقوية المجتمعات المسالمة والمنفتحة ومكافحة التطرف العنيف” إلى استهداف الجماعات الإرهابية المسلحة والإرهابيين العابرين للحدود والمرتزقة الأجانب للحضارة السورية العريقة ومؤسسات الدولة وبناها التحتية باعتدائهم على السوريين بمدارسهم وجامعاتهم ومشافيهم ومساجدهم وكنائسهم ومعابدهم واستهدافهم مكونات المجتمع السوري مشددا على ان مآذن وكنائس سورية مهد الحضارات والاديان ستبقى تصلي للسلام والمحبة رغم جرائم تلك المجموعات الإرهابية.
وأشار الجعفري إلى أن الإرهابيين حاولوا “فرض تفسير رعاتهم ومموليهم ومسلحيهم المشوه للدين الإسلامي الحنيف وتشريع ممارسات وهابية لا إنسانية كالسبي والرجم والنخاسة وقطع الرؤوس”.
ونبه الجعفري إلى أن هدف المشاريع المحاكة ضد سورية يتمثل بتمزيق نسيجها الفريد وتحويلها إلى كيانات ودويلات يفتك بها وباء الانتماءات الإثنية والطائفية والمذهبية لتبرير وتسهيل تحقيق هدف “إسرائيل” العنصري المتمثل بابتلاع كامل فلسطين وقتل حق الشعب الفلسطيني بإقامة دولته المستقلة فوق ترابه الوطني وإغراق المنطقة في حروب عبثية تقوم على الاختلافات العرقية والدينية الوهمية التي لم تكن أبداً جزءا من ثقافة شعوب منطقتنا.
وأعرب الجعفري عن الأسف لاستمرار تنامي ظاهرتي التطرف والإرهاب مستفيدتين من الدور التخريبي الهدام الذي تقوم به حكومات بعض الدول وفي مقدمتها الحكومة السعودية التي تقوم بالترويج للفكر الوهابي التكفيري المتطرف وتعمل على نشره وبث خطاب الكراهية من خلال مناهجها التعليمية وبعض القنوات الفضائية التابعة لها وعبر ملحقياتها الثقافية في الدول الأعضاء في المنظمة الدولية ذلك رغم الصكوك الكثيرة التي تم اعتمادها لتعزيز التسامح والتعايش بين الأديان والثقافات ومكافحة التطرف والفعاليات المتنوعة التي تم تنظيمها في هذا الإطار.
ودعا مندوب سورية الدائم لدى الامم المتحدة إلى وضع حد لممارسات النظام السعودي في دعم الإرهاب بالترافق مع عقد الجلسات والاجتماعات حول التسامح بين الأديان ومكافحة التطرف العنيف مشددا على ان الصهيونية والفتاوى الجاهلية ومناهج التعليم المتطرفة والسماح لبعض الحكومات باستخدام الإرهاب والتطرف كأداة لتنفيذ أجنداتها السياسية المشبوهة في سورية ودول أخرى أسهموا ببروز التنظيمات الإرهابية كـ “داعش” و”جبهة النصرة” و”بوكو حرام” و”الجماعة الإسلامية حركة الشباب”.
وأكد الجعفري ضرورة بذل كل الجهود لمواجهة التطرف والإرهاب وخطاب الكراهية بسبل شتى ومن بينها الالتزام الصادق بتطبيق الصكوك الدولية الخاصة بمكافحة الإرهاب والتطرف العنيف وتشجيع ونشر ثقافة التسامح والحوار والاحترام والامتناع عن استخدام الأديان كسلاح سياسي ومنع الجماعات المتطرفة وتجار الفتنة والكراهية من استخدام تقانات الإعلام والاتصال الحديث لنشر التطرف والارهاب والتغرير بالشباب.
وشدد الجعفري على أن سياسات قطر الداعمة للإرهاب في سورية والعراق تركت جروحاً عميقة لن تندمل بسهولة حيث يحتفظ الشعب السوري بحقه في مساءلة أولئك في قطر وتركيا ممن ساهموا في سفك دماء السوريين وتدمير البنى التحتية للبلاد وفقاً لمبادئ القانون الدولي والقواعد القانونية ذات الصلة داعيا الى ضرورة ألا تكون رئاسة قطر لمنتدى حوار الحضارات مجرد رئاسة اسمية وأن ترتقي السياسات القطرية إلى مستوى الآمال المعقودة على أعمال وأنشطة هذا المنتدى الهام.
ونبه الجعفري في ختام البيان إلى أن أفعال العصابات الإجرامية التي ترعاها أنظمة معينة وحكومات محددة تجعل الشباب أمام خيارين لا ثالث لهما.. إما الإنضواء في تجمعات إرهابية أو الغرق في لجة البحر الأبيض المتوسط للسعي للعيش بطريقة أفضل.
وأكد الجعفري أن السعودية والصهيونية هما جذر الإرهاب والتعصب وثقافة الكراهية في العالم وأن ثقافة تنظيم “داعش” الإرهابي من قطع للرؤوس هي ثقافة جاهلية أساسا وهابية تكفيرية مصدرها سعودي.
وردا على مداخلة مندوب النظام السعودي خلال الجلسة قال الجعفري إن “السعودية كانت ومازالت بؤرة لثقافة الكراهية والطائفية وهي بذلك تماثل ثقافة إسرائيل الصهيونية وإذا كان لدى السفير السعودي فعلا صلاحية أن يهدد بلادي بما قال فإنني أضعه أمام الامتحان أمامكم جميعا فلترنا السعودية ماذا تستطيع أن تفعل ضد بلادي وعندها سنقطع اليد التي ستمتد إلى سورية وسنعاقب السعودية بما تستحق”.
وأوضح الجعفري أن السياسات السعودية زرعت ثقافة سفك الدماء الطائفي في المنطقة وستدفع ثمن سياساتها الخاطئة تلك مضيفا.. “أما عن تهديداته لبلادي وتنطحه إلى الادعاء بأن السعودية مستعدة لمساعدة الشعب السوري فهذا يؤكد مدى ضلوع حكام بلاده في التآمر على سورية وانخراط السعودية في تجنيد وتمويل وتدريب الإرهابيين الأصوليين المرتزقة من كل أنحاء العالم وإرسالهم إلى سورية للعبث باستقرار شعبها”.
وبدأ مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة رده بالقول.. “تحدث مندوب السعودية عن بلادي بطريقة مخجلة ومرفوضة ولذلك أنا أربأ بنفسي عن الرد على ما ورد من جاهلية سياسية تحريضية على لسانه بحق بلادي ويبدو أنه قد نسي أن البند قيد النقاش هو الصراع العربي الإسرائيلي والقضية الفلسطينية فأضاع البوصلة وخدم إسرائيل وحماتها من حيث يدري أو لا يدري”.
وكان مندوب آل سعود لدى الأمم المتحدة قد تغنى بإنجازات حكام بلاده في اليمن حيث قتلت طائراته ومن تحالف معه ما يقارب الألف مدني يمني وأصابت الآلاف من الأبرياء وتسببت بدمار هائل طال المواقع الحيوية والبنى التحتية والممتلكات.. ليتابع حديثه بادعاءات مفضوحة عن وقوفهم إلى جانب الشعوب وخاصة في سورية التي خبر شعبها تماما هذه الأكاذيب المعلنة في وقت تستمر أموالهم القذرة الملوثة بالدماء على أيدي مرتزقتهم في سفك المزيد منها ونشر الإرهاب في المنطقة.
وقال مندوب آل سعود.. إن “السعودية التي أثبتت قدرتها على الحسم والحزم ونصرة الأشقاء لن تألو جهدا في سبيل مساعدة الشعب السوري على تحقيق تطلعاته” ما يراه مراقبون أنه إعلان سعودي عن زيادة دعمهم للتنظيمات الإرهابية في سورية ودول أخرى في المنطقة.
(المصدر: وكالة سانا للأنباء بتاريخ 23/4/2015)