أكد رئيس جمهورية أرمينيا سيرج سركيسيان أن “العلاقات التي تربط الشعبين السوري والأرميني قوية ومتينة ولن تتزعزع أو تتغير وسورية ستنتصر على الإرهاب وتستعيد أمنها واستقرارها ودورها الريادي في إرساء السلام والاستقرار في المنطقة والعالم”.
وخلال لقائه رئيس مجلس الشعب محمد جهاد اللحام الذي يشارك على رأس وفد برلماني في المنتدى السياسي /الاجتماعي لمكافحة جريمة الإبادة في الذكرى المئوية للإبادة الأرمينية بالعاصمة يريفان أعرب الرئيس سركيسيان عن تقديره لصمود الشعب السوري بمكوناته كافة ضد الإرهاب التكفيري الذي تتعرض له سورية مجددا تأكيده وقوف أرمينيا إلى جانب سورية في مواجهة الإرهاب بأشكاله كافة ودعمها للشعب السوري والدولة السورية في هذه المحنة التي تتعرض لها”.
وشدد سركيسيان على أن “موقف أرمينيا تجاه الأزمة في سورية لن يتغير في المحافل الدولية” منوها بالعلاقات التاريخية التي تربط الشعبين الصديقين وروابط الأخوة التي تجمعهما.
من جانبه عبر اللحام عن تقدير سورية قيادة وحكومة وشعباً لمواقف جمهورية أرمينيا الصديقة الداعمة لسورية في ظل ما تتعرض له من إرهاب تكفيري وضغوط سياسية واقتصادية من قبل دول استعمارية.
وأكد رئيس مجلس الشعب أن “سورية بقيادتها وجيشها وشعبها ماضية في طريق النصر ودحر الإرهاب” أينما وجد على أراضيها وهي “منفتحة للتعاون الدولي في إطار القانون الدولي وقرارات مجلس الأمن المعنية بمحاربة هذه الظاهرة التي تنتشر في المنطقة والعالم وتشكل تهديداً إقليميا ودولياً”.
وجدد اللحام تضامن سورية وشعبها مع جمهورية أرمينيا والشعب الأرميني الصديق في الذكرى المئوية للإبادة الأرمينية مؤكداً أن “العالم مدعو اليوم للتعلم من دورس الماضي والاعتراف بحقوق الشعوب واحترامها والعمل بروح الشراكة الإنسانية بعيداً عن الأيديولوجيات المتطرفة والمفاهيم الانعزالية المنغلقة”.
كما بحث رئيس مجلس الشعب مع رئيس الجمعية الوطنية الأرمينية /كالوست ساهاكيان/ العلاقات البرلمانية بين سورية وأرمينيا وسبل توسيع مجالات التعاون البرلماني على المستوى الثنائي والدولي بهدف تعزيز دور البرلمانات في الحد من تجاوز بعض الدول للقانون الدولي وانخراطها في دعم العنف والإرهاب داخل الدول الأخرى.
وعبر ساهاكيان عن تقديره لمشاركة وفد مجلس الشعب بهذه المناسبة مؤكداً “أن الشعب الأرميني لن ينسى احتضان الشعب السوري له إبان حرب الإبادة” التي ارتكبتها تركيا قبل مئة عام وتعيد ارتكابها اليوم عبر دعمها للإرهاب والإرهابيين الذين يمارسون القتل ضد الشعب السوري.
وشدد على أن “سورية وشعبها يخوضان اليوم حرباً بطولية ضد الإرهاب الوافد من دول أخرى وهي منتصرة بكل تأكيد”.
من جانبه أكد رئيس مجلس الشعب أن “الشعب السوري والأشقاء الأرمن أكدوا عبر التاريخ انتصار الاحتضان والعيش المشترك على لغة القتل والترويع والإبادة”.
وفي لقاء مماثل أكد وزير الخارجية الأرميني “ادوارد نالبنديان” أن سورية وأرمينيا تواصلان التنسيق والتعاون السياسي في مختلف المستويات وحيال القضايا المشتركة ولاسيما قضية الإرهاب الذي تتعرض له سورية وشعبها من أجل “الحد من توسع الإرهاب وانتشاره والمساهمة في مواجهته والقضاء عليه” معربا عن ثقته بقدرة سورية وشعبها وقيادتها على تحقيق الانتصار على الإرهاب نيابة عن العالم أجمع.
كما التقى اللحام بمقر السفارة السورية في يريفان سفير المهام الخاصة والممثل الشخصي لرئيس جمهورية أرمينيا ليفون سركيسيان يرافقه عدد من أعضاء الجمعية الوطنية الأرمينية ونائب وزير الخارجية الأرميني سيرجي مناصريان.
وأكد ممثل رئيس جمهورية أرمينيا أن الحكومة الأرمينية والشعب الأرميني يتابعون عن كثب التطورات ومجريات الأحداث في سورية معرباً عن ثقته بأن الشعب السوري سيحقق الانتصار.
بدورهم عبر أعضاء الجمعية الوطنية الارمينية عن إدانتهم للجرائم الإرهابية التي ترتكبها التنظيمات الإرهابية المسلحة المدعومة من قبل دول إقليمية وغربية ولاسيما تركيا مؤكدين سعيهم على المستويات البرلمانية الإقليمية والدولية كافة لفضح التورط الدولي بدعم الإرهاب في سورية وكشف حقيقة الإرهابيين الذين يمارسون أبشع أعمال القتل والترويع ضد الشعب السوري.
وأدان الأعضاء “تدخل تركيا السافر في الشأن السوري من خلال احتضانها للإرهابيين وتسهيل مرورهم ودعمهم بكل الطرق” مؤكدين ضرورة “الضغط على الدول المنخرطة في دعم الإرهاب للتوقف عن انتهاك القوانين الدولية والأعراف والقيم الأخلاقية”.
وعبر أعضاء الجمعية عن ثقتهم بقدرة سورية وشعبها الذي تمتد حضارته لأكثر من سبعة آلاف عام على تجاوز المحنة وتحقيق النصر بتعاضد الشعب والجيش والقيادة.
حضر اللقاء القائم بأعمال السفارة السورية في يريفان عصام نيال.
وكان المنتدى السياسي الاجتماعي لمكافحة جريمة الإبادة الذي تنظمه جمهورية أرمينيا إحياء للذكرى المئوية للإبادة الأرمينية افتتح أعماله اليوم في مجمع ك. ديميرجيان للرياضة والحفلات في العاصمة يريفان بمشاركة وفود برلمانية وحكومية من مختلف أنحاء العالم تعبيراً عن رفضهم لهذه الجريمة الكبرى ضد الإنسانية التي ارتكبتها السلطات العثمانية ضد الشعب الأرميني قبل مئة عام وقتلت ما يزيد على مليون ونصف المليون أرميني وشردت ما يزيد على مليون ونصف مليون آخرين.
(المصدر: وكالة سانا للأنباء، تاريخ: 23/4/2015)