عقدت سورية وإيران والعراق اجتماعاً ثلاثياً في طهران اليوم على مستوى نواب ومساعدي وزراء الخارجية للبحث في تقوية مسارات إيجاد الحلول السياسية للأزمات في المنطقة ومكافحة الإرهاب والمساعدة في تعزيز السلام والأمن والاستقرار.
وأكد ممثلو الدول الثلاث أن الاجتماع سيكون بداية لسلسلة اجتماعات هادفة لزيادة مستوى التعاون والتنسيق من أجل مواجهة الأخطار التي تتعرض لها شعوب المنطقة وخاصة خطر الإرهاب والفكر التكفيري مؤكدين أن الدعوة مفتوحة لكل الدول التي تريد التعاون في مواجهة الإرهاب.
وقال نائب وزير الخارجية والمغتربين الدكتور فيصل المقداد في كلمة له خلال الاجتماع الثلاثي “إن الهدف الوحيد والأساسي الذي نضعه نصب أعيننا للقاء في طهران هو تحقيق الأمن والاستقرار لدولنا وللمنطقة وللعالم فعندما تتكاتف جهود السوريين والعراقيين والإيرانيين وخاصة في مجال مكافحة الفكر التكفيري والتنظيمات الإرهابية المسلحة بما ذلك “داعش” و”النصرة” والقاعدة وتنظيمات أخرى عديدة يعترف العالم بدورها الهدام ليس في دولنا فقط بل في كل أنحاء العالم فإننا في الحقيقة نقوم بعمل خير وطيب سينعكس إيجابيا على بلداننا وعلى دول المنطقة والعالم”.
وأوضح المقداد أن سورية والعراق وإيران ترتبط بعلاقات وشيجة من الأخوة والتاريخ المشترك وبشكل أساسي في الوقت الحاضر بعلاقات تعكس إصرارها على مكافحة التطرف والإرهاب والفكر التكفيري ومعاداة كل ما يعكر صفو وأمن هذه المنطقة والذي ينعكس في محصلته على أمنها واستقرارها.
وأضاف المقداد “إننا ننطلق في هذا التعاون من أهمية الحفاظ على سيادة واستقلال بلادنا ولكننا عندما نواجه الإرهاب والتطرف والتكفير والتشدد فإنه لا تكون هناك حدود لإمكانيات تعزيز هذا التعاون بالرغم مما يقال هنا أو هناك فنحن لا نبحث فقط في مثل هذه اللقاءات عن مصالح بلداننا المباشرة بل نبحث ونغوص في نقاشات حول دورنا التاريخي في حماية هذه المنطقة من الإرهاب والفكر التكفيري وشرورهما”.
وقال المقداد “إن الدور الذي تقوم به إيران سواء في دعمها للشعب السوري أو العراقي يأتي دائما في أطر من الاحترام المتبادل وتعزيز مواجهة الإرهاب ومن لا ينضم إلى هذا الدور البناء يخطئ كثيرا في تقدير أبعاد المخاطر التي كان سيتعرض لها العراق والتي تتعرض لها سورية بسبب الإرهاب والمآسي التي تسبب بها التدخل الخارجي في شؤوننا”.
وأشار المقداد إلى أن الدعوة الإيرانية لتعزيز آفاق التعاون ليست محصورة فقط في ثلاثة بلدان بل مفتوحة لجميع من يريد التعاون في مواجهة الإرهاب الذي يدعي البعض مكافحته في الوقت الذي يقوم فيه بتمويل وتسليح وتدريب الإرهابيين وإرسالهم إلى سورية والعراق لقتل الأبرياء وسفك الدماء.
وأكد المقداد أن الاجتماعات في طهران ستضع اللبنات الأولى في إطار عمل لا يتوقف لمواجهة كل المحاولات التي تبذلها التنظيمات الإرهابية من أجل تفتيت بلدان المنطقة وإعادتها إلى قرون سحيقة بعيدة عن الحضارة والتقدم الإنساني.
وقال المقداد “نتوجه إلى كل دول العالم لنؤكد أننا مع أي جهد دولي لمكافحة الإرهاب ونحن مع التنفيذ المباشر لقرارات مجلس الأمن المتعلقة بمكافحة الإرهاب وخاصة القرارات 2170 و2178 و2199 ونعمل بكل صدق ليلا ونهارا من أجل تنفيذ هذه القرارات التي وضعها البعض على الرف كما هي حال قرارات مهمة صدرت عن المنظمة الدولية”.
وطالب المقداد هيئات الأمم المتحدة بما في ذلك مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة والمنظمات الأخرى بوضع هذه القرارات على أجنداتها من أجل التنفيذ وليس من أجل طرحها كآراء وأفكار تبقى غير نافذة وخاصة عندما يتعلق الأمر بمحاباة بعض الدول وقادتهم الذين يدعون أنهم يعملون في الحرب على الإرهاب ولكنهم في حقيقة الأمر يقومون بفعل العكس.
وقال المقداد “لقد مرت سورية والعراق بفترات صعبة وكانت في بعض مراحلها فترات مصيرية نتيجة التدخل الخارجي والأعمال الإرهابية ولذلك جئنا إلى هذا الاجتماع من أجل الاستمرار بتنسيقنا وعملنا المشترك على مختلف المستويات من أجل مواجهة التحديات وخاصة الإرهاب ونحن في سورية على استعداد للتجاوب مع هذا التنسيق كي نحقق الأهداف التي يؤمن بها شعبنا في قهر الإرهاب وتعزيز اللحمة التاريخية القائمة وفي إطار حشد الجهد الاقليمي والدولي من أجل معركة مكافحة الإرهاب وإعادة الأمن والاستقرار لهذه المنطقة”.
وأشاد المقداد بالدور الإيراني المسؤول والكبير والبناء الذي قامت به طوال الأسابيع الماضية لإنهاء واحدة من المآسي التي واجهتها المنطقة ووضع حد للأحداث التي كادت أن تودي باليمن الشقيق والعزيز على قلوب الجميع ووقف الحرب التي تم شنها على أهله الفقراء والمساكين والمسالمين.
وقال المقداد “أغتنم الفرصة لكي أهنئ الأشقاء في الجمهورية الإسلامية في إيران على الجهود التي بذلوها لوقف هذه الحرب التي لا معنى لها والتي لم تسفر إلا عن مزيد من الخسائر الإنسانية واللوجستية لأهلنا في اليمن الشقيق”.
من جهته أكد مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون العربية والافريقية حسين أمير عبد اللهيان أهمية هذا الاجتماع الثلاثي لاتخاذ خطوات مؤثرة في محاربة الإرهاب وتقوية المسارات السياسية في المنطقة والحوار واحلال الأمن والاستقرار فيها.
وقال عبد اللهيان “إن لهذا الاجتماع اهميته أيضا في تبادل وجهات النظر بشأن التطورات على الساحتين الإقليمية والدولية”.
بدوره أكد معاون وزير الخارجية العراقي نزار الخير الله أهمية وضرورة التنسيق بين الدول الثلاث سورية والعراق وإيران لمواجهة الإرهاب في المنطقة.
وقال الخير الله “نحن نعتقد بضرورة هذا التنسيق في ظل التحديات الكبيرة التي تواجه المنطقة من التنظيمات الإرهابية المسلحة حيث تحول التهديد الإرهابي إلى تهديد لتنوع المجتمع”.
وأضاف الخير الله “نحن مطالبون بأن نكون جديين في محاربة الإرهاب في سورية والعراق لأن تهديد الإرهاب عالمي كما أننا نؤكد على وحدة وسيادة سورية وندعم أي جهد سياسي لحل الأزمة فيها”.
وحضر الاجتماع الدكتور عدنان محمود سفير سورية في طهران.
وكانت طهران استضافت أمس اجتماعا ثلاثيا سوريا إيرانيا سويسريا للتنسيق بشأن المساعدات الانسانية للشعب السوري حيث تمت مناقشة طيف واسع من المسائل التي تهم البلدان الثلاثة ومتابعة الاجراءات العملية التي يتوجب اتخاذها في إطار التعاون المشترك لتأمين الدعم الانساني اللازم للمواطنين السوريين الذين يواجهون ظروفا صعبة نتيجة إرهاب تنظيمي “داعش” و”جبهة النصرة” والدمار الذي تسببت بإلحاقه التنظيمات الإرهابية بحياة المواطنين ومؤسساتهم الحكومية والخاصة والبنى التحتية السورية.
(المصدر: وكالة سانا للأنباء بتاريخ 23/4/2015)